صناعة زيت الكانولا تَوصل لها بعض العلماء الكنديون منذ عدد من السنوات لتكوين زيت يستخدم في إعداد الطعام بدلًا من السمنة والزيوت التي تحتوى على نسبة كبيرة من الدهون المشبعة، وبالفعل نجحوا في إنتاج زيت الكانولا الذي يتميز باحتوائه على أحماض دهنية أحادية غير مشبعة ويحتوى على نسبة قليلة جدًا تمثل 7% فقط من الدهون المشبعة، الأمر الذي جعله ملائمًا بالنسبة للأشخاص كبار السن والأشخاص المصابين ببعض الأمراض المختلفة، مما أدى إلى زيادة الطلب على شرائه من أجل إعداد الطعام به والاستفاده من فوائده المختلفة.

زيت الكانولا

قد يعتقد البعض بأن زيت الكانولا هو الزيت المستخرج من بذور اللفت مباشرة، لكن في الحقيقة، ليس الأمر كذلك. فزيت اللفت ليس صالحًا للاستخدام في إعداد الطعام لاحتوائه على حمض الأيروسيك الذي يُسبب بعض الأضرار للقلب. كما يوجد به العديد من المركبات الأخرى التي تجعل طعمه مرًا مثل مركب الجلوكوسينولات. الأمر الذي جعل العلماء يقللون حمض الأيروسيك وهذه المركبات من خلال إجراء عملية تهجين ليستخلص زيت جديد يسمى بزيت الكانولا.

وبعد نجاحهم في تحقيق ذلك، أضيف زيت الكانولا في عام 1985 إلى لائحة الأغذية الآمنة من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية. وعلى مدار السنوات الماضية زادت إنتاجية الزيت بشكل كبير، ليُصبح من المحاصيل الزيتية الهامة جدًا المنتجة على مستوى العالم. فقد وصل إنتاجه العالمي عام 2011/2010 إلى ما يقرب من 38 مليون طن.
تستهلك الولايات المتحدة زيت الكانولا بشكل واسع في إعداد أطباقها الشهية بجانب زيت فول الصويا. كما أنه يُستهلك بكثرة في كندا خصوصًا في إعداد أنواع السلطات المختلفة.

طريقة صناعة زيت الكانولا

على الرغم من احتواء بذور اللفت على ما يقرب من 60% من الدهون الأحادية الغير مشبعة إلا أنه لا يمكن استخدام الزيت الخاص بها كما ذكرنا. لذلك صنع العلماء زيت الكانولا من بذور اللفت بطريقة معينة في منشآت متخصصة بالمعالجة، حيث تسحق بذور اللفت وراثيًا عن طريق التهجين. ويتحول من هذه البذور المسحوقة نسبة 43% إلى زيت، والباقي يستخدم كأعلاف لغذاء الحيوانات. حيث يتلاعب المصنعون الكنديون ببذور اللفت جينيًا من أجل الحصول على زيت بمستوى أقل من حمض الأيروسيك والجلوكوسينولات. ويقال بإنه يمكن إنتاج حوالي 2.64 جالون أمريكي أي ما يقارب 10 لترات من زيت الكانولا من خلال استخدام 50 رطلًا “22.68 كيلو غرام” من بذور اللفت.

فوائد زيت الكانولا

زيت الكانولا له فوائد عديدة جدًا أدت إلى كثرة الطلب عليه في الأسواق من قبل المستهلكين على مستوى العالم. ولعل أهم هذه الفوائد أنه يساعد على تقليل احتمالية الإصابة ببعض الأمراض بسبب احتوائه على دهون غير مشبعة مقارنة بباقي الزيوت الأخرى المنتشرة التى تحتوي على نسبة كبيرة من الدهون المشبعة.
كما أن زيت الكانولا يدخل في استخدامات عديدة أخرى، منها الوقود الحيوي ومواد التشحيم الصناعية وحبر الجرائد والمجلات. بالإضافة إلى استخدامه في منتجات أحمر الشفاه ومنتجات الشموع وغيرها.

الأضرار

يقال إن هناك عددٌ من المخاوف المتعلقة باستخدام زيت الكانولا. وقد فسر ذلك دكتور “جي كروسبي” من جامعة هارفرد الأمريكية. حيث قال إن الزيت يستخلص باستخدام الهيكسين والحرارة العالية في عملية التهجين لبذور اللفت. مما قد يؤثر ذلك على ثبات الجزئيات الخاصة بالزيت. والتحويل إلى مكون فاسد يسبب تدميرًا في عناصر (أوميغا 3) لِتكون دهونًا متحولة. هذه الدهون المتحولة لها علاقة كبيرة كما نعرف بالكثير من المشكلات الصحية الخطيرة مثل أمراض القلب وأمراض السكر وارتفاع معدل الإصابة بالسكتات الدماغية وغيرها.

قد يهمك أيضًا: صناعة زيت بذور العنب مكونات زيت بذور العنب.

وأخيرًا، نكون عرضنا لكم صناعة زيت الكانولا، وتعرفنا على فوائد وأضرار زيت الكانولا، نأمل أن نكون قد أفدناكم بسطورنا ونتمنى أن يكون المقال قد نال إعجابكم، ونرجو منكم المشاركة على صفحاتكم الشخصية لنشارك معًا في توصيل المعلومات القيمة إلى الكثير من الناس.