يشكل صافي الربح المحاسبي هامشًا هامًّا من هوامش الربح التي ترتكز على معرفة الأرباح الإجمالية الصافية التي تحصل عليها الشركات بعد إزالة التكاليف الأخرى التي تتضمن الضرائب، أو الفوائد، أو الأجور وغيرها. وبذلك، يكون صافي الربح المحاسبي مقياسًا لربح المشاريع التي تقوم بها الشركات.

لذلك، لا بد من التعرف بدايةً إلى مفهوم الربح المحاسبي الذي يختلف عن مفهوم الربح العامّ بتطبيقه معايير المحاسبة الدولية الصادرة عن مجلس معايير المحاسبة الدولية، والتي يلجأ إليها المحاسبون بغرض تسجيل معلومات الشركة المالية، وعرضها، وإعداد القوائم المالية وفق آلية موحدة.

ولا شكّ أن مفاهيم الرّبح عمومًا ترتكز على المنافع المالية التي نحصل عليها كإيرادات إجمالية بعد حساب المصاريف والتكاليف المالية المدفوعة، وإزالتها، وبالتالي كسب الإيرادات كأرباح متبقية متمثلة بصافي الربح الذي يكشف عن مقدار الربح المُحصّل من العملية التجارية.

والآن سنقدم في مقالنا هذا مفهوم الرّبح المُحاسبي، وكيفية حساب صافي الرّبح. كما وسنقدم مثالًا عن كيفية حسابه بعد تطبيق القانون الخاص به، فتابعوا معنا المقال للتعرف إلى ذلك.

مفهوم الربح المحاسبي

في عالم التجارة والأرباح المالية، تتعدد مفاهيم الأرباح وأنواعها. والرّبح المُحاسبي أحد أشكال الربح التي تعبّر عن مقدار الفرق بين الإيرادات الكلية، وبين التكاليف المدفوعة في نطاق العمل، وبين المصاريف المحاسبية.

ويمكن تعريف الربح المحاسبي بأنّه مقدار العائد المالي الذي يمكن الحصول عليه وفقًا لتطبيق معايير المحاسبة الدولية “IFRS”. حيث تصدر تلك المعايير من قبل مجلس معايير المحاسبة الدولية “IASB”، وذلك بغرض إعداد التقارير المالية، وتحديد كيفية حساب الشركات لأرباحها المالية بآلية موحدة. وكذلك لتكوين لغة محاسبة مشتركة بين الشركات بغية توثيق بيانات الشركات المالية.

وبذلك، توضّح المعايير المحاسبية التي يرتكز عليها الربح المحاسبي آلية تسجيل المعاملات المالية، وطرقها لتوحيد كيفية إجراء المعاملات المالية في مختلف أنحاء العالم. كما وتساعد تلك المعايير الشركات على تصنيف البيانات المالية، وإجراء المقارنات والتحليلات الدولية بسهولة تامة.

ما هو صافي الربح المحاسبي

صافي الربح المحاسبي، أو مايعرف بصافي الدخل أو هامش الربح النهائي. ويُعرّف بأنّه صافي الربح الإجمالي الذي تحصل عليه الشركات بعد احتساب التكاليف المترتبة على المشروع التجاري، والقروض البنكية المسحوبة على المشروع، والضرائب المترتبة عليه. وذلك وفقًا لمعايير المحاسبة الدولية المطبقة لتوحيد آلية إجراء الحسابات المالية في جميع الشركات حول أنحاء العالم.

وغالبًا يعبّر عن صافي الربح المحاسبي من خلال النسبة المئوية، ويسمّى حينها “صافي هامش الربح المحاسبي”. وتفيد النسبة المئوية له بتحديد مقدار الأرباح التي تحصل عليها الشركات في أعمالها. كما ويمكن الحصول على النسبة المئوية من خلال قسمة هامش الربح النهائي على العائد المالي.

ويُحدّد هامش الربح هذا الربح الفعلي لأي مشروع من خلال قياس ربحيته وفق آلية معينة تعتمد على حساب إجمالي الأرباح بعد احتساب إجمالي التكاليف، والضرائب، ومصاريف التشغيل، ودفع كل النفقات اللازمة لإدارة المشروع.

ومن الجدير ذكره أن صافي الربح المحاسبي يرتبط بشكل مباشر مع صافي الدخل الذي يملكه صاحب المشروع للتمكن من تحقيق أعلى نسبة من إجمالي الأرباح. إذ يعبّر صافي الدخل، أو ما يعرف بصافي الكسب عن نسبة العائد المالي الذي يملكه صاحب المشروع بعد خصم التكاليف والمصاريف خلال فترة زمنية محاسبية. أي خلال الفترة الممتدة ما بين توثيق العمليات المالية وتسجيلها، وبين إعداد القوائم المالية، والميزانية العمومية.

كيفية حساب صافي الربح المحاسبي

لتوضيح كيفية الحساب صافي الربح المحاسبي، يجب بدايةً حساب إجمالي الأرباح المحاسبية، ومن ثمّ حساب الربح المحاسبي، وبعد ذلك تحديد هامش الربح النهائي. أي وفق الآلية التالية:

  1. حساب إجمالي الربح: ويساوي إجمالي إيرادات المبيعات مطروحًا منه تكلفة المبيعات. حيث تساوي إيرادات المبيعات سعر المنتجات مضروبة بالكميات المباعة.
  2. الربح المحاسبي: ويساوي إجمالي الربح مطروحًا منه مصاريف التشغيل والضرائب.
  3. صافي الربح المحاسبي: ويساوي إجمالي إيرادات المبيعات مخصومًا منه جميع تكاليف التشغيل خلال الفترة المحاسبية. ويؤخذ غالبًا بعد خصم الضرائب الموجودة في بيان الدخل، وإضافتها إلى الميزانية العمومية لمطابقة الأصول برأس مال الشركة.
  4. النسبة المئوية: وتساوي صافي الربح مقسومًا على سعر الشراء ×100%.

الغرض من حساب صافي الربح المحاسبي

تلجأ الشركات ومختلف الأعمال المحاسبية إلى حساب صافي الربح المحاسبي لتحديد مستوى ربحية الشركة أو خسارتها. وذلك وفقًا للإجراءات النهائية التي تقوم بها الشركات بمقارنة إجمالي تكاليف الدخل من ضرائب وأجور ومصاريف مع إجمالي الأرباح الصافية.

ففي حال كانت تكاليف المبيع أعلى من تكاليف الشراء، وكانت نسبة صافي الأرباح الإجمالي أكبر من نسبة صافي الدخل. حينها يمكن الحكم على مشروع الشركة بأنّه ناجح والعكس صحيح.

كما ويفيد حساب هامش الربح النهائي بإجراء التقييمات المالية بشأن وضع الشركات. هذا ويفيد أيضًا بتحديد مصاريف وتكاليف الشركات وفق قوائم مالية محددة. الأمر الذي يحدد استقرار الشركات المالي، فيما يخصّ إقراض المال للقيام بتوسعات تجارية، وزيادة الحصة المالية في السوق.

مثال عن حساب صافي الربح المحاسبي

سنأخذ مثالًا يوضح كيفية آلية الحساب  بفرض هناك شركة ما، تملك بيانات الدخل التالية:

  • إيرادات المبيعات: ويساوي فرضًا (XXX).
  • تكلفة المبيعات: ويساوي فرضًا (YYY).
  • المصاريف الإدارية: وتساوي (ZZZ).
  • تكاليف البيع والتوزيع: وتساوي (TTT).
  • مصاريف الفوائد: وتساوي (FFF).
  • تكاليف الضرائب: وتساوي (GGG).
  • قيمة الضرائب في بيان الدخل: وتساوي (PPP).

وبذلك تتم آلية الحساب وفق ما يلي:

  1. إجمالي الربح ويساوي: XXX-YYY=KKK.
  2. الربح المحاسبي: KKK-(ZZZ+TTT+GGG)=LLL.
  3. صافي الربح المحاسبي:  WWW= XXX-(YYY+ZZZ+TTT+FFF+GGG)-PPP
  4. النسبة المئوية: بفرض سعر الشراء لمنتجات الشركة (DDD)، فإن النسبة المئوية تساوي 100%×WWW/DDD.

وفي الختام، نجد أنه من الضروري الاطلاع على كافة المفاهيم التي تخص نسب الأرباح والخسارات للشركات، مما يساعد في فهم آلية العمل وكيفية إدارة المصاريف والتكاليف، بما يتناسب مع تحقيق معدل ربح عالي.