توصف جزر مارشال بأنها واحدة من دول العالم المرجانية الأربع، وهذا ما يجعلها أحد أهم الوجهات السياحية على الرغم من صغر مساحتها. لكن هل لديك فكرة عن مدى تطور قطاع الاتصالات في هذه الدولة؟ إن كان جوابك كلا، فتابع معنا هذا المقال للتعرف على قطاع الاتصالات وأهم شركات الاتصالات في جزر مارشال.

نبذة عن جزر مارشال

تنتمي جزر مارشال إلى قارة أوقيانوسيا، وتقع في الجزء الغربي من المحيط الهادي. وهي دولة ذات نظام حكم جمهوري نالت استقلالها عام 1986، عاصمتها ماجورو. تتكون هذه الجمهورية من سلسلة من الجزر البركانية والجزر المرجانية التي تميزها كإحدى الدول المرجانية الأربع في العالم.
تغطي جزر مارشال مساحة من اليابسة تعادل 181 كيلومترًا مربعًا موزعةً على 5 جزر كبيرةً منفصلةً وحوالي 29 جزيرةً مرجانيةً بمتوسط ارتفاع حوالي مترين فوق مستوى سطح البحر. ويبلغ عدد سكان هذه الدولة حوالي 53 ألف نسمة، علماً أنها تمتلك 10 جزر غير مأهولة.
تاريخيًا، يعود اكتشافها لأول مرة إلى عام 1788 من قبل القبطان البريطاني جون مارشال، ولذلك سميت باسمه فيما بعد. كما خضعت للسيطرة الأمريكية لمدة أربع قرون ابتداءً من عام 1944، لتصبح أحد ضحايا التجارب النووية الأمريكية. في النهاية، استطاعت جزر مارشال أن تنال استقلالها عام 1986.
أما اقتصاديًا، تتعامل البلاد بالدولار الأمريكي كعملة رسمية لها. وتتنوع مواردها الاقتصادية بين الزراعة والصيد إلى السياحة.

قطاع الاتصالات في جزر مارشال

تقع مسؤولية غالبية الاتصالات على عاتق الهيئة الوطنية للاتصالات في جزر مارشال. وتشمل خدمات الاتصالات في البلاد كلًا من الفاكس والإنترنت، بالإضافة إلى الهاتف الذي يعتمد على خدمات التلكس.
تستخدم الخدمات الهاتفية المحلية العادية غالبًا للأغراض الحكومية، علمًا أنها لا تتوفر إلا في جزر ماجورو، كواجالين، وإيباي. أما بالنسبة لباقي الجزر فيمكن الاتصال فيما بينها بواسطة هاتف يعمل عن طريق الأقمار الصناعية أو الراديو على الموجات القصيرة.
إذا كان هذا حال الاتصالات المحلية، فما هو حال الاتصالات الدولية؟ في الواقع يجري الأمر عن طريق المحطات الساتلية الأرضية 2 Intelsat في منطقة المحيط الهادي. بالإضافة إلى نظام الاتصالات الساتلية للحكومة الأمريكية على جزيرة كواجالين.
أما بتسليط الضوء على الإنترنت في البلاد، فحال جزر مارشال في هذا المجال ليس أفضل مما سبق. خلال عام 2010، قدمت خدمة الإنترنت عالي السرعة لأول مرة في كل من ماجورو، إيباي، وكواجالين. وكانت الإحصائيات في عام 2019 كتالي:

  • بلغت نسبة السكان الذين يمتلكون إمكانية وصول إلى الإنترنت حوالي 39%.
  • نسبة السكان الذين يمتلكون اتصال إنترنت سريع خاص بهم هي 2%.

بناءً على ما تقدم، يمكن معرفة مدى ضعف قطاع الاتصالات في جزر مارشال. وبالمقارنة مع أنظمة الاتصالات في الاتحاد الأوروبي، فإن جمهورية جزر مارشال هي دولة متخلفة بشكل كبير في مجال تطوير هذا القطاع سواءً بالاتصالات السلكية او اللاسلكية.

الهيئة الوطنية للاتصالات في جزر مارشال

تعرف باسم NTA المختصر من (National Telecommunications Authority)، وهي شركة خاصة ذات ملكية كبيرة من قبل حكومة جزر مارشال. منذ تأسيسها عام 1983 حتى اليوم لا تزال NTA المزود الأوحد المعتمد لخدمات الاتصالات ومشغل الهاتف المحمول في جزر مارشال. حيث تعد هذه الهيئة مسؤولة عن توفير كل من خدمات الصوت والفاكس والإنترنت في البلاد.
تاريخيًا:

  • تأسست NTA كهيئة مملوكة لصالح الحكومة بالكامل عام 1983.
  • في عام 1987 صدر القانون القاضي بتحويلها إلى شركة خاصة عام 1987.
  • انتهت عملية الخصخصة في عام 1991.

يوفر الجزء المملوك للحكومة خدمات الجيل الثاني GSM عبر 900، و1800 ميجاهرتز. كما أطلقت الهيئة خدمات 4G LTE عبر B28 (700 ميجاهرتز) في الربع الأول من عام 2017، مع العلم أن خدمات الجيل الثالث غير متوفرة على الإطلاق. أما المناطق التي تتوفر فيها خدمات الإنترنت فهي Wotje، وMajuro، وEbeye Jaluit، وKili.

الاهتمام الدولي بقطاع الاتصالات في جزر مارشال

حصلت جزر مارشال على تمويل بقيمة ثلاثة ملايين دولار من البنك الدولي بهدف تحسين خدمات الهواتف المحمولة والإنترنت، وذلك بعد تصنيفها كأحد أقل المجتمعات اتصالًا في العالم خلال عام 2013. توالت بعد ذلك المساعدات المالية للبلاد لتحسين واقع الاتصالات في البلاد من قبل الحكومة الأمريكية التي تعد الداعم الرئيسي لجزر مارشال في كافة المجالات. بالإضافة إلى مساعدات عدد من المنظمات أهمها:

  • الأمم المتحدة.
  • الاتحاد الدولي للاتصالات.
  • المنظمة الدولية للاتصالات الساتلية.
  • أقمار Kacific ذات النطاق العريض.

في الختام، على الرغم من الاهتمام الدولي بتحسين قطاع الاتصالات في البلاد، لا تزال جزر مارشال دولةً متخلفةً جدًا في مجال الاتصالات. ربما يعود السبب الأساسي في هذا إلى غياب العامل الأهم اللازم لتطوير هذا القطاع ألا وهو التنافس بين شركات الاتصالات، حيث تعد الهيئة الوطنية للاتصالات هي مزود خدمات الاتصالات الوحيد والمعتمد في جزر مارشال.