لا بد أنك قد سمعت عن جزر المالديف، الجزر ذات الطبيعة الخلابة والتي يقصدها ملايين عشاق سياحة المغامرة سنويًا. إنها أصغر بلد في قارة آسيا ويعود تاريخها إلى عام 400 قبل الميلاد. ترتبط هذه الجزر مع بعضها ومع العالم الخارجي عبر شبكة اتصالات تديرها شركات احتكرت سوق الاتصالات في البلاد لمدة طويلة. لتتعرف أكثر على شركات الاتصالات في المالديف، تابع معنا هذا المقال.

لمحة عن جمهورية المالديف

تقع جمهورية المالديف في قارة آسيا مطلة على المحيط الهندي، إلى الجنوب الغربي من سريلانكا والهند، كما يمر فيها خط الاستواء من الجنوب. تتألف المالديف من 1200 جزيرة من الجزر المرجانية بدءًا من جزيرة ايهافنداهيبولو في الشمال إلى أدو في الجنوب. تبلغ مساحة هذه الجزر مجتمعة 298 كيلو متر مربع تقريبًا، ويبلغ عدد سكانها أكثر من 530 ألف نسمة.

يُرجح البعض أصل اسم “المالديف” إلى ذيبة المَهَل أو محل دبيات، كما أطلق عليها بحارة اليمن قديمًا. كانت المالديف تحت الحكم البريطاني لما يقارب 78 سنة، فلم تحصل على استقلالها حتى عام 1965. وهي دولة مسلمة اليوم، يقصدها الملايين من السياح كل عام ليستمتعوا بطبيعتها الجذابة وفنادقها الفخمة.

قطاع الاتصالات في المالديف

نمى قطاع الاتصالات في جزر المالديف في السنوات الأخيرة نتيجة تشجيع الحكومة للاستثمارات الدولية، والتي كان آخرها شركة Ooredoo القطرية. على الرغم من عدد سكانها القليل، فقد برزت الحاجة في المالديف لتعدد شركات الاتصالات لتلبية احتياجات السياح خصوصًا مع التطور التكنولوجي المتمثل بالانتشار الواسع للهواتف المحمولة حول العالم. كما يحتاج العمال الأجانب الوافدين إلى المالديف لبطاقات SIM للاتصال مع العالم الخارجي خصوصًا عوائلهم في البلاد الأخرى.

أعطت الدولة الأولوية لتحديث البنية التحتية للاتصالات وحققت نجاحًا كبيرًا. فهناك اليوم شبكة اتصالات متطورة حول الجزر. كما أدى اتصال الكبل البحري بسريلانكا وأخيرًا بالهند إلى تحسين عرض النطاق الترددي الدولي، وساعد في تقليل أسعار الاتصالات في المالديف. وقد عززت الكابلات الإضافية التي تربط الجزر المرجانية الرئيسية ببعضها الاتصال المحلي بشكل ملحوظ. كما زاد النطاق الدولي للإنترنت بنسبة 37% في عام 2016 نتيجة إنشاء شركة Ooredoo شبكة كابلات بحرية، يبلغ طولها 1200 كيلومتر وتمتد على مستوى البلاد.

شركات الاتصالات في المالديف

ارتبط اسم شركات الاتصالات في ذهن سكان المالديف لفترة طويلة بشركة Dhiraagu، فقد كانت الشركة الوحيدة التي تقدم خدمات الاتصالات في البلاد، ولكن هذا كله تغير في عام 2005 حين حصلت شركة Ooredoo  على ترخيص العمل في المالديف. سنسلط الآن الضوء أكثر على هذه الشركات وتاريخها في الجزر المرجانية الرائعة.

شركة Dhiraagu في المالديف

هي أول شركة اتصالات في المالديف، تأسست في عام 1988. تملك هذه الشركة أطول كابلات الشبكات فوق الماء بالعالم بطول 65 كيلو متر. لقد نشأت هذه الشركة نتيجة اتفاق بين شركة Cable & Wireless الخاصة وحكومة جزر المالديف، بأن تمتلك الحكومة نسبة 55% من Dhiraagu و45% لشركة Cable & Wireless. ولكن هذه الحصص قد تغيرت، حيث تملك حكومة جزر المالديف حاليًا 41.8% من الشركة، و52% مملوكة لشركة بتلكو و6.2% للتداول العام.

شركة Ooredoo في المالديف

حصلت الشركة على ترخيص كمشغل للهاتف المحمول في جزر المالديف في 2005. اُختيرت Ooredoo للعمل في المالديف بعد نجاحها في المنافسة مع ثلاث شركات أخرى. تقدم الشركة حاليًا خدمات GSM في جميع أنحاء جزر المالديف، كما أنها كانت أول مشغل يطلق أول وأسرع شبكات 3G و4G في جزر المالديف، وواصلت تقديم خدماتها المميزة، فكانت أول من قدم  أعلى سرعات إنترنت على الإطلاق في الدولة من خلال 5G. إن هذه الشركة مسجلة كمزود خدمة في دول مجلس التعاون الخليجي، وتعمل كمشغل رائد للهواتف المحمولة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مخدمة أكثر من ثلاثة ملايين عميل في قارة آسيا. لذا فإنها المنافس الحقيقي الوحيد لشركة Dhiraagu، أول شركة اتصالات في جزر المالديف، والتي احتكرت العمل في سوق الاتصالات لما يقارب 17 عامًا.

بالإضافة لهاتين الشركتين العملاقتين، تعمل في المالديف شركة Raajjé والتي تقدم خدمات الإنترنت ROL باستخدام تكنولوجيا الراديو الثابتة واللاسلكية. كما تنشط في المالديف شركة WARF Telecom International، والتي شُكلت بالاشتراك بيت Ooredoo Maldives وReliance Infocomm of India وFocus Infocom لتركيب نظام كبلات الألياف البحرية بين جزر المالديف، والهند لربط جزر المالديف بنظام كابل الألياف البحرية العالمي.

ما زال لدى حكومة المالديف طريقًا طويلًا لتقطعه كي تؤمن خدمات اتصالات جيدة لمواطنيها والسياح على حد سواء. فمن المهم السماح لشركات الاتصالات جديدة بالدخول إلى سوق الاتصالات في البلاد، والمنافسة مع الشركات العملاقة المحتكرة للسوق. فلعل هذا سيدفعها إلى تحسين خدماتها بشكل ملحوظ كما جرى سابقًا في البلاد عام 2005.