إريتريا هي بلد إفريقي يحدها السودان من الغرب وإثيوبيا في الجنوب وجيبوتي في الجنوب الشرقي. يحد إريتريا في الأجزاء الشمالية الشرقية والشرقية خط ساحلي واسع على امتداد البحر الأحمر. وتبلغ مساحتها حوالي 117,600 كم2 ويستند اسم الدولة على الاسم اليوناني للبحر الأحمر (Ἐρυθρὰ Θάλασσα Erythra Thalassa). بالطبع هناك العديد من الأمور التي يمكن الحديث عنها لدى ذكر إريتريا لكن اليوم سنتناول جانيًا واحدا هامًّا وهو الاتصالات، حيث سنتحدث عن شركات الاتصالات في إريتريا.

تاريخ شركات الاتصالات في إريتريا

تعتبر شركة خدمات الاتصالات الإريترية والمعروفة باسم EriTel (خدمة الاتصالات السلكية واللاسلكية في إريتريا سابقًا) المشغل الوحيد لبنية الاتصالات الهاتفية الأرضية في إريتريا. كما تعتبر EriTel المشغل الوحيد لخدمة الهاتف المحمول في هذا البلد. مع ذلك، بالنسبة لخدمة الإنترنت في البلاد، فهي ليست الوحيدة فهناك العديد من مزودي الخدمة.

تاريخيًا، بدأت EriTel بتزويد خدمة الهاتف المحمول في آذار من عام 2004 ومنذ ذلك الحين نمت الخدمة بشكلٍ كبير. وبحلول عام 2013 أصبح EriTel تملك ما يقارب 358000 مستخدم. من جهةٍ أخرى، تدير EriTel شبكة GSM 900 والتي تغطي كافة المناطق الحضرية تقريبًا بما في ذلك مدن: أسمرة، وإمباتكالا، وأغوردات، وسوا، ونكفا، وغيندا، ومصوع وديكمهير، ومنديفيرا، وكيرين، وآدي كييه، وبارينتو، وتيسيني.

أُسِّست EriTel بالاشتراك بين حكومة إريتريا وشركة Ubambo Investment Holdings Limited، وهي شركة أصلها في جنوب أفريقية. بصفتها مشغل إنترنت، كانت EriTel إحدى أولى الشركات التي حصلت على ترخيص للعمل في البلد. انطلاقًا من دورها كشركة اتصالات في إريتريا، سعت الشركة لتقديم منتجاتها بأبهى صورة ووفرّت مقاهي الإنترنت والخطوط المؤجرة واتصالات الطلب الهاتفي لكافة المستخدمين للحصول على الخدمة بأكبر سهولة ممكنة. ومع ذلك، عادة ما تكون خطوط الاتصالات مزدحمة، وبذلك يشكل الازدحام مشكلةً معترف بها بين الأوساط المحلية.

EriTel مشغل الهاتف الأرضي في إريتريا

دخلت شركة EriTel عالم الهاتف الأرضي وأسست البنية التحتية لذلك بدعم من هيئة البريد والاتصالات بمجرد تقسيمها إلى كيانات منفصلة. كما وُضِعت البنية التحتية المستخدمة لهذا الغرض أثناء فترة الاستعمار الإيطالي. وتتكون البنية التحتية للهاتف الأرضي أساسًا من أسلاك قديمة من النحاس.

سوق شركات الاتصالات السلكية واللاسلكية في إريتريا

يعمل قطاع الاتصالات في إريتريا تحت رحمة الاحتكار من قبل الدولة التي تحتكر الخدمات الثابتة والمتنقلة. نتيجة لهذه القيود الجزئية المفروضة لدى البلاد، يعد سوق الاتصالات السلكية واللاسلكية أقل نموًا مقارنة بمثيلاته في بقية دول إفريقيا. حيث تبلغ نسبة انتشار الهواتف المحمولة حوالي 29٪ فقط، كما أن استخدام الإنترنت من خلال الخطوط الثابتة يكاد لا يسجل.

تعتبر الأرقام السابقة ضعيفة جدًا قياسًا بالمستوى التكنولوجي الذي وصلت إليه حياتنا اليوم. كما زاد هذا الأمر سوءًا الاستخدام المنخفض جدًا لأجهزة الكمبيوتر، حيث أنه إحصائيًا هناك ما يقارب 4 ٪ فقط من الأسر ممن لديهم جهاز كمبيوتر. كما أن معظم هذه الأسر في العاصمة أسمرة فقط.

بالرغم من أن المنافسة متاحة لتقديم خدمات الإنترنت، إلّا أن الأرقام لاتزال منخفضة و2٪ من الأسر فقط لديها إمكانية الوصول إلى الإنترنت.

مواصلةً لجهودها تواصل شركة الاتصالات الوطنية الإريترية (EriTel)، نشر شبكة 3G التي توفّر الوصول الأساسي للإنترنت لأغلبية الإريتريين.

تطوير شركات الاتصالات في إريتريا

مع وجود واقع ضعيف جدًا في البلاد، لا تزال هناك حاجة ماسة لاستثمارات كبيرةٍ في البنية التحتية للاتصالات بهدف تحسين جودة الخدمات المقدمة. حيث شرعت الحكومة في تنفيذ برنامج عملٍ للقيام بذلك، ويهدف تحديدًا لتوسيع الخدمات لتشمل المناطق النائية مع تحسين جودة الخدمات. بالإضافة لذلك، ضمان الدعم المتزايد للبنية التحتية للاتصالات المعتمدة على الطاقة الشمسية بهدف تعويض الوضع السيئ لشبكة الكهرباء.

بالمقابل، من شأن الاستثمارات الأجنبية الإضافية في دعم البنية التحتية للاتصالات مع إدخال المزيد من المنافسة، أن يساعد في تطوير هذا القطاع.

ومن جهة المستهلك، لايزال الإنفاق على خدمات وأجهزة الاتصالات معرضًا لضغوطٍ شديدةٍ تبعًا للتأثير المالي الناجم عن خسارة الوظائف على نطاق واسع. هذا ما يؤدي لقيودٍ على الدخل المتاح للاستهلاك الذي من ضمنه الاتصالات. أدى هذا بدوره لانخفاض حادٍ في نمو عدد المشتركين.

في النهاية يمكن القول إن خدمة الاتصالات في إريتريا ليست بأفضل أحوالها وهي بعيدةٌ جدًا عن الوضع الطبيعي والأسباب كثيرة. وبطبيعة الحال فإن هذا الوضع سينعكس سلبًا على جودة الحياة في هذا البلد الإفريقي.