من المعروف أن وجود صراع في منطقة ما، يؤدي إلى إعاقة تطورها في كافة المجالات. فكيف أثر الصراع المستمر منذ عام 2012 في جمهورية أفريقيا الوسطى على قطاع الاتصالات فيها؟ فلنتعرف على واقع قطاع الاتصالات وأهم شركات الاتصالات في أفريقيا الوسطى من خلال مقالنا هذا.

جمهورية أفريقيا الوسطى

تقع في وسط قارة أفريقيا، عاصمتها بانغي. تبلغ مساحة البلاد 620 ألف كيلو متر مربع بتعداد سكاني يقارب 4.9 مليون نسمة. تعمّ في أفريقيا الوسطى حالة من الفوضى منذ بدء النزاع فيها عام 2012.
من الناحية الاقتصادية، تمتلك الجمهورية احتياطيًا متنوعًا من العناصر الثمينة، أهمها اليورانيوم، والنفط الخام، والذهب، والألماس. مع ذلك، فهي تصنف ضمن أكثر دول العالم فقرًا. وتعتبر الزراعة أهم القطاعات التي تساهم في اقتصاد البلد، مع العلم أن مساحة الأراضي المزروعة فيها لا تتجاوز 2% من المساحة الإجمالية للدولة.

الاتصالات في أفريقيا الوسطى

تعتبر أفريقيا الوسطى بلدًا متخلفًا بشكل كبير في تطوير قطاع الاتصالات بالمقارنة مع الاتحاد الأوروبي، والسبب الرئيسي في هذا هو الصراع المستمر منذ عام 2012 الذي أدى إلى إعاقة تنمية الاتصالات في البلاد. وتضم الاتصالات في الجمهورية كلًا من الإذاعة، والتلفزيون، والنظام البريدي، والإنترنت، والهواتف الثابتة والمحمولة. ولعل أكثر ما يدعو للاستغراب في هذا النطاق هو وسيلة الاتصال الأكثر انتشارًا وشيوعًا في أفريقيا الوسطى والتي تتمثل بالراديو.
فيما يخص الإنترنت، فإن نسبة السكان الذين يمتلكون إمكانية الوصول إلى الإنترنت تبلغ حوالي 5%. أما الاتصال السريع بالإنترنت فيكاد يكون معدومًا.
تتلقى هذه الدولة دعمًا لتطوير البنية التحتية للاتصالات من قبل قطاع تنمية الاتصالات في الاتحاد الدولي للاتصالات. وتتمثل الهيئات الحكومية المنظمة للاتصالات في وزارة البريد، وTélécommentions et des Nouvelles Technologies.

شركة Socatel للاتصالات في أفريقيا الوسطى

تعد Socatel مزود خدمات الإنترنت والهواتف المحمولة الرائد في جميع أرجاء البلاد. تأسست عام 1990 وتتوزع ملكيتها على حكومة أفريقيا بنسبة 60% وشركة France Câbles et Radio التابعة لفرانس تيليكوم بنسبة 40%. ومن الشركات التابعة لسوكاتيل شركة كاراتيل Caratel التي تتولى خدمات الهاتف المحمول.

مزودي خدمات الهواتف المحمولة في أفريقيا الوسطى

على الرغم من ضعف قطاع الاتصالات في الجمهورية، إلا أنها تمتلك 4 شركات لتشغيل الجوالات في البلاد، وهي:

شركة Telecel Centrafrique للاتصالات

تتميز بأنها أولى شركات اتصالات الهواتف المحمولة في أفريقيا الوسطى وأول مشغل اتصالات عالمي في البلاد. كما تعد الشركة الرائدة في خدمات الهاتف المحمول من حيث عدد العملاء.
تأسست عام 1994، إلا أنها لم تطلق خدماتها حتى عام 1996. ويقع مقرها في العاصمة بانغي، وتنتمي إلى مجموعة أوراسكوم المصرية.

شركة Orange في أفريقيا الوسطى

تنتمي شركة أورانج في أفريقيا الوسطى إلى شركة الاتصالات الفرنسية France Telecom المعروفة عالميًا كأحد أكبر مشغلي شبكات الهاتف المحمول. تعتبر Orange أحدث الشركات في سوق الاتصالات السلكية واللاسلكية في الجمهورية، حيث أطلقت خدماتها لأول مرة في عام 2007. كما تحتل المرتبة الثانية كأكبر شبكة توزيع من حيث الحجم في أفريقيا الوسطى.
في عام 2013، أطلقت Orange خدمات 3G لأول مرة في البلاد، حيث زودت أربع مدنًا رئيسيةً بخدمات البيانات المتنقلة. وتمتلك حوالي 40 ألف مشتركًا نشطًا للهواتف المحمولة. كما أطلقت الشركة عام 2016 عرض Orange Money لتقديم خدمات الدفع عبر الهاتف المحمول، وأصبحت بذلك المشغل الوحيد في البلاد الذي يقدم هذه الخدمة.

شركة AZUR للاتصالات

هي شركة اتصالات للهواتف المحمولة تعود ملكيتها إلى رجل الأعمال الكونغولي أوبامبي، وكانت تعرف باسم Bintel. أطلقت الشركة خدماتها في أفريقيا الوسطى عام 2004 باسم NationLink Telecom.
يقع مقر هذه الشركة في العاصمة بانغي وتقدم خدمات الجيل الثاني GSM على نطاق 900 ميجاهرتز، بالإضافة إلى خدمات الجيل الثالث 3G UMTS. كما تمتلك حوالي 85 ألف مشترك موزعين ضمن 18 مدينةً في أفريقيا الوسطى.

شركة Moov في جمهورية أفريقيا الوسطى

انطلقت شركة مووف للاتصالات في أفريقيا الوسطى عام 2005، وتتبع لشركة اتصالات المغرب (Marco Telecom). مع ذلك، تقتصر الخدمات التي تقدمها هذه الشركة على تشغيل شبكات 2G GSM على نطاق 900 ميجاهرتز.

في الختام، يعد نمو الاتصالات السلكية واللاسلكية في أفريقيا الوسطى منخفضًا، على الرغم من وجود عدد من شركات الاتصالات الوطنية والأجنبية المتنافسة في البلاد. مما لا شك فيه أن السبب الأساسي لضعف قطاع الاتصالات هو النزاع المستمر منذ ما يقارب ثمانية أعوام.