الاقتصاد الدائري والتنمية المستدامة

ظهرت دعوات عالمية خلال الفترة الأخيرة بشكل متزايد تنادي بضرورة ترشيد الاستهلاك، وذلك لأن المشكلات البيئية التي تحدث ترتبط ارتباطاً وثيقاً .بهذا الاستهلاك، وذلك مثل مشكلة استنزاف الموارد، والمخلفات الناتجة عن الاستهلاك اليومي والتي تتفاقم باستمرار، مما يتسبب في حدوث الأعباء الكبيرة على الحكومة والبيئة، ومشكلة تفاقم المخلفات ترتبط بالأهداف المتعددة للتنمية المستدامة وفي هذا المقال سنتحدث بوضوح عن الاقتصاد الدائري والتنمية المستدامة.

الاقتصاد الدائري والتنمية المستدامة

يعتبر الاقتصاد الدائري أنه نموذج اقتصادي يسعى وراء تقليص إهدار الطاقة، والسلع، والمواد المختلفة، وتحقيق الاستفادة منها أكبر قدر ممكن، وذلك عن طريق خفض الانبعاثات، والنفايات، والاستهلاك بشكل عام، من خلال تبسيط سلاسل الإمداد، والعمليات، ويقصد بالاقتصاد الدائري أنه الاقتصاد الصناعي، وهو ذلك الاقتصاد الذي لا يتسبب في حدوث أي تلوث أو إنتاج أي نفايات، وأول دولة نادت بالاقتصاد الدائري هي سويسرا، فقد قامت بطرح هذه الفكرة للحفاظ على رأس المال، وإدارة المخزون، وقيمة المنتجات.

تعتبر التنمية المستدامة أنها نشاط شامل لكل قطاعات الدولة، والمؤسسات الخاصة والعامة، والمنظمات، وكذلك الأفراد، فهي تساهم في تحسين وتطوير ظروف الواقع، وذلك عن طريق دراسة التجارب الماضية والاستفادة منها، ومحاولة تطوير الواقع نحو كل ما هو أفضل، كما أنها تساهم في تقديم الخطط المستقبلية الحيدة، وذلك من خلال استغلال الطاقات المادية والبشرية، والموارد المختلفة.

والجدير بالذكر أن التنمية المستدامة لا تقتصر فقط على مجال واحد، لكنها تشمل التنمية التقنية، والتعليمية، الطبية، والعقلية، والنفسية، والإنسانية، والعسكرية، والسياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، وغيرها، وبشكل رئيسي فهي تهدف إلى رفع مستوى معيشة الأفراد وتحسينها، وضمان أن الأجيال القادمة ستحيا حياة أفضل.

مفهوم آخر للاقتصاد الدائري (اقتصاد الخدمات)

ويهدف النموذج الاقتصادي إلى تزويد عمر المنتجات أثناء الاستخدام، وذلك من خلال اتباع أساليب الأمان والحفاظ عليها من التلف، وإعادة التدوير تعد من أفضل الخيارات الممكنة لإعادة الاستخدام، ويحمل الاقتصاد الدائري مفهوماً آخر وهو (اقتصاد الخدمات)، الذي ينادي باستخدام فكرة تقاسم الخدمات بدلاً من الملكية الفردية، وهذا المفهوم الجديد ينادي بضرورة استخدام التكنولوجيا الحديثة، للتفكير في عدة أنظمة وطرق لإعادة تدوير المنتجات، وإعادة تصنيعها، بمعنى أصح ينادي اقتصاد الخدمات بالتخلي عن فكرة الامتلاك، وضرورة مشاركة المنتجات.

مميزات الاقتصاد الدائري

يعتبر الاقتصاد الدائري من أكبر المساهمين في عرض فكرة استخدام كافة صور الموارد، والطاقة، والمعادن، والمواد الخام، والاستفادة منهم، بالإضافة إلى عمليات إعادة التصنيع، وإعادة التدوير، ونادى أيضاً بالتخلي عن فكرة إلقاء النفايات، وهدر المنتجات.

يساعد الاقتصاد الدائري في إعادة تطوير الأنظمة الاستهلاكية والصحية، ويركز على تحديد أهمية استخدام المنتجات، ويحدد قيمة الأشياء.

يساهم في ابتكار العديد من الفرص الاستثمارية والاقتصادية المناسبة للمؤسسات والشركات، بالإضافة إلى المزايا الاجتماعية والبيئية.

ينادي الاقتصاد الدائري بضرورة استعمال المعدات والمنتجات بشكل جيد، للمحافظة عليهم لأطول عمر ممكن،

فكلما تم عمل إعادة تدوير أو إعادة تصنيع للمنتجات، كلما قلت الرغبة في إحضار مواد خام أخرى حديثة.

في حالة حدوث أي أزمات، يساهم الاقتصاد الدائري في تقليص آثارها.

يعمل على تقوية الكفاءة البيئية.

تقليص استخدام المصادر غير المتجددة من الطاقة.

تخفيف التكلفة الخاصة بالمواد الخام.

تقليص التكاليف اللازمة لإدارة المخلفات.

العمل على خلق وابتكار صناعات جديدة.

تقوية التعاون في كل المجالات الاقتصادية.

استخدام الموارد بشكل كبير، مما يساهم في خلق وابتكار وظائف جديدة.

في النهاية تحدثنا عن الاقتصاد الدائري والتنمية المستدامة ، ومفهوم آخر للاقتصاد الدائري (اقتصاد الخدمات)،

ومميزات الاقتصاد الدائري، ونتمنى أن ينال المقال على إعجابكم.