من المعروف أنّ لزراعة النخيل في المملكة العربية السعودية مكانة خاصّة. حيث أنّها لا تتّخذه مصدرًا للغذاء فحسب، بل أيضًا هو من أهم الإنتاجات الزراعيّة التي شكّلت نهضة اقتصاديّة كبيرة بها. كما تشكّل عنصرًا أساسيًّا في الهرم الغذائي للأجيال السابقة، واللّاحقة. ولا شكّ أنّ السعوديّين لهم صلات وطنيّة معمّقة مع النخلة. فالنخلة هي شعار المملكة مع سيفين من سيوف الملك عبد العزيز. بالإضافة إلى ذلك فإنّ تاريخ السعوديّة الزراعي يركّز على أنّ للنّخلة في حياة السعوديين مكانة تاريخيّة عريقة، فهي الجمال الخلّاب الذي يزيّنون به بيوتهم وشوارعهم. ونظرًا لأهميّة النخيل فقد شجعت المملكة العربيّة السعوديّة على زراعته، كما سنّت العديد من القوانين التي تمنع قطع أشجار النخيل، وذلك بسبب ثمارها من التمور ذات القيمة الغذائيّة العالية.

علاوة على ذلك، تتبوّأ المملكة العربية السعودية مركزًا متقدّمًا بين دول العالم في زراعة وإنتاج التمور بأنواعها المختلفة نظرًا لجودتها وتميّزها. بالإضافة إلى أنّها احتلّت المرتبة الأولى عالميًّا من حيث عدد أشجار النخيل، حيث يتجاوز عددها 25 مليون نخلة تغطي أكثر من 170 ألف هكتار. وفي مقالنا سنتطرّق للحديث عن هذه الزراعة التي تميّزت بها السعودية بشكلٍ خاص عن غيرها من الدول الأخرى.

طريقة زراعة النخيل في السعودية

إنّ زراعة النخيل ليست أمرًا سهلًا كما يتصوّره الجميع ليس في السعودية فحسب، بل في كافّة مناطق العالم. بالإضافة إلى ذلك، من الممكن زراعة النخيل عن طريق البذور، أو الفسائل. لكن أي طريقة زراعة من هاتين سوف تحتاج إلى عوامل خاصة لكي يكتمل النموّ بشكل صحيح. وبالحديث عن طريقة زراعة النخيل فهي كالتالي:

  • تحديد النوع المفضل لزراعة النخيل: حيث تتباين أنواع النخيل في أحجامها. فمنها أشجار ضخمة، ومنها أشجار صغيرة نسبيًا. بالإضافة إلى ذلك، إنّ بعض هذه الأنواع تحتاج كميّة محدّدة من أشعة الشمس، والبرد.
  • اختيار موقع ملائم لزراعة النخيل: بسبب حجم أشجار النخيل الضخم، ووزنها الثقيل، من الأفضل اختيار أرض قليلة الانحدار لتبسيط هذه العمليّة.
  • حفر حفرة تلائم الكرة الجذرية للشجرة: يجب أن تكون الحفرة أكبر بمقدار ست بوصات من كل الجوانب، وأعمق بمقدار ست بوصات من أسفل الشجرة. وأيضًا يلزم التحقّق من أنّ الحفرة ذات تصريف ممتاز للمياه.
  • سلب غطاء الجذور: إذ يلزم القيام بهذه العمليّة بحرص، واجتناب ترشّح التربة من الكرة الجذريّة. وبالتالي الحفاظ على الجذور الرقيقة من الموت، لأنّها المسؤولة عن تغذية الشجرة، وتشرُّب الماء.
  • التحقق من استقامة الشجرة: وذلك لأنّ ساق الشجرة قد لا يكون مستقيمًا عند شرائها.
  • طمر الحفرة بالتراب: حيث يجب أن تغطّي التربة تاج الجذر لتأمين ثبات الشجرة. وأيضًا يلزم سقاية الشجرة، والتحقّق من امتصاص الماء جيدًا من قبل التربة.
  • بناء حاجز للتربة: بحيث يجب أن يكون حول منطقة الحفر ليساعد في المحافظة على المياه حول الشجرة المزروعة.
  • ري الشجرة جيدًا: حيث يجب التحقّق من امتصاص التربة، والجذر لها عن طريق الحاجز حول الحفرة.
  • تأجيل تسميد النخيل: إذ إنّ طريقة زراعة النخيل الصّحيحة تحول دون تسميد أشجار النخيل مباشرة بعد الحفر. بل يتوجّب الانتظار من ستّة إلى ثمانية أسابيع، لضمان ازدهارها.

شروط زراعة فسائل النخيل في السعودية

  • أن تكون من الأصناف السريعة النمو، والقويّة. وذلك لكي تتحمّل الظروف البيئية المحيطة غير الملائمة.
  • يجب أن تكون الفسائل ناضجة، شرط ألّا يقل عمرها عن 3 إلى 4 سنوات، أمّا طولها من 1 إلى 1.5 متر.
  • يجب أن يكون مكان فصلها من الأم نظيفًا، ولا يحوي أي جروح، أو تشقّقات.
  • من المهم أن تكون من الأصناف المنتشرة في المنطقة، وذلك لتأمين وفرة الفسائل بأعداد، وأسعار مناسبة.
  • أن تُفصل الفسائل عن طريق عمّال مدرّبين جيّدًا على هذه العمليّة.

أفضل الأوقات لزراعة النخيل في السعودية

إنّ أفضل الأيام لزراعة النخيل في السعودية من منتصف شهر فبراير إلى نهاية شهر أبريل وهي الفترة الربيعيّة. ومن ناحية أخرى، تبدأ الفترة الخريفيّة من منتصف يوليو وتستمر حتّى نهاية سبتمبر. كما تكون فسيلة النخلة تصلح للقلع بين 3 إلى 10 سنوات.

تكلفة مشروع زراعة النخيل في السعودية

قد يتطلّع المواطنون السعوديّون لإنشاء مشروعهم الخاص بزراعة النخيل، لكنهم بحاجة جدوى اقتصاديّة لذلك . وفيما يلي المبالغ الواجب استثمارها لتعود عليهم بأرباح مضاعفة:

  • سعر الأرض والذي يتباين من منطقة لأخرى. على سبيل المثال: سعر المتر الواحد في القصيم يبتدئ من ريال واحد ومن الممكن أن يصل إلى ريالين.
  • يصل سعر الفسيل الواحد نحو 150 ريال.
  • يبلغ سعر الغطّاس كبداية تقريبًا 50000 ريال، لكن سعر الغطاس يزداد باستمرار مع زيادة الحفر.
  • تكوين سور للمزرعة من الشّبَاك. وأيضًا سيكون هناك حاجة إلى مد أسلاك كهرباء به. بالإضافة إلى ذلك، من الممكن أن يكون هناك حاجة إلى بناء غرفة، وإعدادها ببعض المستلزمات البسيطة. وكل هذا قد يكلّف حوالي 100 ألف ريال.
  • تخصيص مبلغ يُنفق منه على المزرعة إلى أن تُنتج، وتبيع التمور. ومبلغ 150 ألف ريال قد يكون كافٍ جدًا.

ومن ناحية أخرى، إذا تطرّقنا للحديث عن الأرباح فهي كالتالي:

من الممكن أن تنتج النخلة ثلاثين كرتونة من التمر أو أكثر. فإذا كان عدد النخيل في المزرعة 800 نخلة على سبيل المثال، وثمن كرتون التمر ثلاثين ريال، يصل الربح نحو 720.000 ريال. وبخصم مصاريف العمال، ومصاريف المزرعة يكون صافي الربح 500.000 ريال سنويًّا.

أهم أصناف النخيل المزروعة في السعودية

  • الأصناف الحلوة: من اسمها نستطيع أن نستنتج أنّها حلوة المذاق. فهي تؤكل بلحًا وتمرًا. علاوة على ذلك، تنتشر زراعة هذه الأصناف في منطقة القصيم، والمدينة المنورة، وحائل. ولكن المذاق الجيد الشهي لهذا النوع يتواجد في منطقة الجوف شمال السعودية.
  • الأصناف السكرية: تتميّز هذه الأصناف بتشابه مذاق تمرها مع السكر. بالإضافة إلى ذلك، فهي تُزرع في القصيم، وفي منتصف نجد، وأيضًا تنتشر في مختلف مناطق المملكة.
  • الأصناف البرحية: تعتبر هذه الأصناف من أجود أصناف النخيل في المملكة العربية السعودية، وتنتشر زراعتها في معظم أرجائها. وأيضًا تتميّز بكونها المصدر الأول للتصدير بسبب إنتاجها أجود أنواع التمور على الإطلاق. وإنّ متوسّط إنتاج النخلة الواحدة لتمر البرحي هو ما يقارب 150 كيلو جرام.
  • صنف الخلاص: تُزرع هذه الأصناف في منطقة الإحساء شرقي السعودية، وفي القصيم أيضًا. ويتميّز هذا الصنف بجودته العالية، وطيبة مذاقه. علاوة على ذلك، يُنتِج هذا النخيل ما يقارب من 40 إلى 60 كيلو غرام من التمر.

في الختام، وبالعودة إلى النخيل في المناطق السعودية نلاحظ أنّ هناك تحسّنًا ملحوظًا قد حصل على زراعة النخيل وتجهيزه، وتغليفه. الأمر الذي أدّى إلى مردودٍ اقتصادي من الممكن تطويره لدعم التنوّع، والنشاط التجاري في السعودية.