قبل التعرّف على رمز عملة لمبيرا هندوراس سنقدم للقارىء في هذا المحتوى معلوماتٍ تعكس جملةً من المتناقضات التي تقوم عليها تركيبة هندوراس الاجتماعيّة، فهي رغم ماتمتلكه من مقوّمات الجذب السياحي، من تضاريس وثروات، أهّلتها لتكون لؤلوة بحر الكاريبي، إلا أن فيها مدينة سان بيدرو سولا، التي احتلت المرتبة الأولى في قائمة أخطر مدن العالم من حيث نسبة الجرائم المسجّلة فيها عام 2011 .
كما أنه ورد ذكرها في العديد من التقارير ضمن الدول التي لاينصح بزيارتها.
فماذا تعرف عن جمهورية هندوراس؟
وثرواتها الطبيعية، وتحولات الاقتصاد فيها؟ وماهو تاريخ ورمز عملة لمبيرا هندوراس ؟
تابعوا معنا هذه التفاصيل ولكم بعدها أن تقرروا إن كانت تستحق الزيارة حتى من باب المغامرة ، أم الإكتفاء بإثراء رصيدكم الثقافي والاقتصادي عنها .

موقع هندوراس الجغرافي وطبيعة السكان

تقع جمهورية هندوراس (بالإسبانية: República de Honduras)‏،  في أمريكا الوسطى.
يحدها من الشمال خليج هندوراس، ويشكّل مدخلاً واسعاً نحو بحر الكاريبي، ومن الجنوب المحيط الهادىء في خليج فونسيكا، ثم
إلى الغرب من غواتيمالا، وإلى الجنوب الغربي السلفادور، إلى الجنوب الشرقي من نيكاراغوا.
تبلغ مساحة هندوراس حوالي 112492 كم2 ، كما يبلغ عدد سكانها مايفوق 8 ملايين.
استقلت هندوراس عن أمريكا الوسطى في عام 1838.
أمّا عاصمتها، وأكبر مدينةٍ فيها هي تيجوسيجالبا، كذلك فإنَّ اللغة الرسمية في هندوراس هي الإسبانية .
الجدير بالذكر أن جمهورية هندوراس تم اعتبارها موطنًا لعدة ثقافات تنتمي إلى أمريكا الوسطى، أبرزها مايا، وذلك قبل أن يتم دخولها من قبل إسبانيا في القرن السادس عشر.
وقد شهدت هندوراس الكثير من الصراعات الاجتماعية، وعدم الاستقرار السياسي، وكان لتلك الأسباب دورًا أساسيًا في جعل هندوراس من أفقر البلدان في نصف الكرة الغربي.
وكذلك تسجيلها أعلى معدّلات جرائم القتل في العالم.
وقبل التعرف على تاريخ و رمز عملة لمبيرا هندوراس سنقدم لمحةً موجزة عن طبيعة اقتصادها وتحولاته .

اقتصاد هندوراس

يتّسم الاقتصاد الهندوراسي بأنه ينمو ببطء، ومتوسط الأجور منخفض.
إلا أن متوسط النمو الاقتصادي في السنوات الماضية بلغ 7 ٪ في العام ، وهو بذلك يعتبر واحدًا من أكثر معدلات النمو نجاحًا في أميركا اللاتينية، ومع ذلك نجد أن 50 ٪ أي ما يقرب من 3.7 مليون من السكان لا يزال تحت خط الفقر.
وحسب احصائيات البنك الدولي، تعتبر هندوراس ثالث أفقر دولة في نصف الكرة الغربي، وذلك بعد نيكاراغوا وهايتي. ويبلغ معدل البطالة  27.9 ٪.
حيث أعلن البنك الدولي وصندوق النقد الدولي عبر تقاريره  أن هندوراس إحدى الدول الفقيرة الغارقة بالديون، وذلك بعد سنوات من تراجع عملة لمبيرا هندوراس مقابل الدولار الأمريكي .
حيث استقرت عملة لامبيرا عند حوالي 19 لمبيرا للدولار الواحد. وفي 2008 كان سعر الصرف أمام الدولار الأمريكي يدنو من 18.85.
تجدر الإشارة هنا إلى أن هندوراس وقعت في عام 2005 اتفاقية التجارة الحرة مع الولايات المتحدة. وأدرجت الميناء الرئيسي بويرتو كورتيس في مبادرة أمن الحاويات للولايات المتحدة.

الزراعة حرفة سكان هندوراس

تعتبر الزراعة في هندوراس حرفة سكان البلاد الأساسية.
حيث يعمل في القطاع الزراعي حوالي 56.2% من القوة العاملة، وقد اشتهرت جمهورية هندوراس بزراعة الموز و البن. كما تحتل زراعة الذرة  نصف الأراضي المخصصة للحاصلات، وقصب السكر والفواكه الإستوائية.
و لها نشاط غابي يتمثل في قطع أشجار الصنوبر و الماهوجني. كما أنها تتمتع بشهرةٍ تاريخيةٍ في إنتاج المعدان الثمينة، وهذا هو السبب الجوهري لوقوعها تحت سيطرة الاستعمار الإسباني لها، بهدف تعدين الذّهب،  والفضّة.
وهو ما جعلها تستنزفُ ثروتها من المعادن النّادرة، كما يستخرج منها الرصاص والنحاس والحديد والزنك. إضافة إلى استخراج الزئبق والفحم .
أمَّا فيما يتعلق بالفعاليات الصناعيِّة فهي متواضعة للغاية تقتصر على صناعة المنسوجات المتنامية .
وبعد تكوين لمحة بانورامية عن جغرافية واقتصاد هندوراس، نتوقف عند ماهية عملة لمبيرا هندوراس ورمز عملة لمبيرا هندوراس.
فتعالوا معنا لنخوض أكثر في التفاصيل .

عملة لمبيرا هندوراس

ذكرنا في المقدمة إن هندوراس تجمع المتناقضات، وأجزم أنكم ستوافقوني الرأي إذا علمتم بعد ماذكرناه سابقًا أن هندوراس، هذه الجمهورية الواقعة في أمريكا الوسطى تشهد اليوم أسرع معدل نمو اقتصادي في أمريكا اللاتينية.

إن عملة لمبيرا هندوراس اليوم لها الدور الأساس في استقرار هذا النمو، وذلك نظرًا للتنظيم الموفق الذي استطاعت اعتماده في القطاع المصرفي.
ورمز عملة لمبيرا هندوراس (بالإسبانية: lempira hondureño)‏ هو “L” أما (رمز الأيزو فهو 4217: HNL)
سعر الصرف: 0.035873 يورو (3 فبراير 2019)
وقد اعتمدت للمرة الأولى عام 1931، وبقيت منذ ذلك الحين العملة الرسميّة في البلاد.
أما أصل تسمية عملة لمبيرا هندوراس فيعود إلى شرف المحارب الهندوراسي الشهير لمبيرا الذي حصلت عليه.

فئات عملة لمبيرا هندوراس

لدى عملة لمبيرا هندوراس عدة فئات، فلديها الفئة الأصغر سنتافوس، وهي فئة من العملات المعدنية التي تبدأ من 1 حتى 50 سنتافوس، أما عملة لمبيرا هندوراس، فهي عبارة عن أوراق نقدية تتراوح قيمتها من 1 الى 500 لمبيرا.
وتظهر العملات الورقية، مجموعة من الشخصيات البارزة في تاريخ هندوراس، من المحاربين والرؤساء، ومن بينهم فرانسيسكو مورازان، ماركو أوريليو سوتو، ديونيزيو دي هيريرا، وخوسيه سيسيليو.
بالإضافة إلى الشخصيات التي تسهل عملية التمييز بين قيمة الأوراق النقدية، ذلك أنه لكل فئة ألوان تميزها، فالورقة من فئة 1 لمبير تأتي باللون الأحمر، و 2 باللون الأرجواني، 10 لمبير باللون البني، 500 لمبيرة باللون الأحمر الأرجواني.

تاريخ عملة لمبيرا هندوراس

يذكر أنَّه في عام 1931، اعتمدت عملة هندوراس الحالية بدلاً من البيزو الهندوراسي، وقد حل بدوره محل الريال الهندوراسي، وفي ذات العام ، صدرت أول فئة من العملات المعدنية من فئة 5 و 20 و 50 سنتافوس.
أما في عام 1932، فقد صدرت فئة 10 سنتافوس، وفي عام 1939، ألحقت بعملة 1 سنتافوس.
وقد صنعت هذه العملات المعدنية من الفضة، قبل أن يتم استبدالها بنحاس النيكل.

والجدير بالذكر أيضًا أنه في عام 1932، قام بنك الهندوراس بطباعة العملات الورقية من فئة 1 و 2 و 10 و 20 لمبيرا، وفي عام 1951، قام بطباعة فئة 50 لمبيرا، وأصدر فيما بعد فئة 100 لمبيرا، وفي عام 1995، صدرت فئة 500 لمبيرا.
وبقيت عملة لمبيرا هندوراس محافظةً على سعرها الثابت مقابل الدولار في البداية.
إلا أن البنك المركزي اتخذ اجراءات تغيير متلاحقة، وذلك للحصول على المزيد من الحرية في إدارة القطاع المالي بعيدًا عن السياسة الأمريكية.
ما أدى إلى الهبوط الحادِّ قيمة العملة الهندوراسية .

قيمة عملة لمبيرا هندوراس مقابل الدولار الأمريكي

أشرنا إلى أسباب انخفاض قيمة عملة لمبيرا هندوراس منذ إطلاقها عام 1932، مقابل الدولار الامريكي.
وانعكاسات هذا الهبوط في القيمة على اختفاء العملات الصغيرة من فئة 1 و 2 سنتافوس، ما أدى إلى ظهور عملات أكبر مثل 100 و 500 لمبيرة هندوراسية.
لكن منذ منتصف عام 2023، بلغت قيمة 1 لمبيرا هندوسي ما يعادل 0,040 دولار أمريكي .
وذلك مقارنة بنحو 0,058 دولار أمريكي في عام 2003.
ونشير إلى أن قيمتها الحالية بلغت
0,037 بالنسبة لليورو.

أصل ومعنى تسمية هندوراس

إنَّ معنى هندوراس الحرفي في اللغة الإسبانية هو العمق،
وهي منسوبةٌ إلى مقولة الرحالة الإيطالي كريستوفر كولومبوس: “الحمد لله أننا خرجنا من تلك الأعماق”، وذلك بعد اكتشافه للقارة الأمريكية الشمالية، ووصوله إلى جزر الكاريبي .

إلا أنَّ السياسي الأمريكي وليام ديفيدسون صرّح بأنه لم يجد أي شكلٍ من أشكال هذا الاقتباس في وثائق رحلة كولومبوس.
فاستمدّ كلمة هندوراس من اللفظة النمساوية فوندورا، والتي تعني المرسى.

وهكذا ظهرت على الخريطة في العقد الثاني من القرن السادس عشر ، وانطبقت على خليج تروخيو.
في النهاية نختم جملة المتناقضات التي وقفنا عليها في هذه الرحلة بمعلومةٍ تفيد بأن هندوراس تعتبر من أكثر الأماكن السياحية جذبًا واستقطابًا للسياح، وذلك على مدار العام لما تمتلكه من مقوماتٍ وثرواتٍ طبيعية.
ذلك أنها تحتضن في مياهها ثاني أكبر حاجزٍ مرجاني في العالم.
كما أنّه يهوى السّياح قصدها لممارسةِ رياضة الغَوص والغطس في مياه بحر الكاريبي الساحر.