التّعرف على دورة تربية البط من الخطوات الهامة جدًا قبل الشروع بتأسيس مشروع تربية البط، لأهميتها في تعلّم كيفية التربية السليمة والصحيحة؛ وبالتالي بناء مشروع ناجح ورابح. وسنتاول هذه المعلومات بالتفصيل في السطور اللاحقة.

دورة تربية البط

تمر دورة تربية البط بعدة مراحل وهي على الترتيب:

  1. تفقيس بيض البط.
  2. حضانة فراخ البط.
  3. بالإضافة إلى ذلك تسمين البط.

وفي مقالنا سنتعرف على ميزات، وعيوب، واحتياجات كل مرحلة بالتفصيل.

مرحلة تفقيس بيض البط

تُعرف مرحلة تفقيس بيض البط بأنها الفترة الممتدة من وضع البيض المخصّب تحت البطة الراقدة أو في المفرخة الأتوماتيكية (الصّناعيّة) إلى حين خروج فرخ البط منها. وتعتمد مدة التفقيس على نوع السلالة حيث تستغرق وسيطًا (٢٨_٣٥) يومًا. ولها طريقتان:

  • طريقة التفقيس الطبيعي: في هذه الطريقة، تقوم أنثى البط بالرقود على البيض المخصّب، لتوفير الحرارة المطلوبة، والرطوبة المناسبة، وكذلك تقليب البيض بصورة غريزية طبيعية. بالإضافة إلى ذلك تستخدم هذه الطريقة في المزارع الصغيرة لإنتاح عدد قليل من فراخ البط. وكما إنّ أهم ما يميزها هو تكاليفها البسيطة مقارنة مع التكاليف الباهظة للتفريخ الصناعي. ولكن لها عدة سلبيات منها:
      • انقطاع البطة عن وضع البيض.
      • الحصول على عدد قليل من فراخ البط.
      • انتقال الجراثيم والطفيليات من البطة الراقدة المصابة إلى صفار البيض، وبالتالي إنتاج فراخ غير سليمة.
      • بالإضافة إلى ذلك عدم توفر البطة الراقدة عند الحاجة.
  • طريقة التفقيس الصناعي: تستخدم هذه الطريقة المكنات الأتوماتيكية (الصّناعية) في تفقيس بيض البط، وتوفير الظروف المناسبة من حيث الحرارة، والرطوبة، وتقليب البيض، والإضاءة، وذلك عوضًا عن استخدام البط الراقد. وتعد تكاليف تجهيزاتها الباهظة واعتمادها على الطاقة الكهربائية من أعظم سلبياتها. ولكن من أهم مزاياها:
      • الحصول على أعداد كبيرة من فراخ البط.
      • تحديد تاريخ فقس البيض، بالإضافة إلى ذلك تحديد نوعية وصحة فراخ البط، وحمايتها من الأمراض التي من المحتمل أن تنتقل من البطة الراقدة.

مرحلة تحضين فراخ البط

إن مرحلة تحضين فراخ البط هي المرحلة التي تلي مرحلة تفقيس البيض، وهي فترة حساسة، وهامة، وتحتاج إلى المزيد من الرعاية والاهتمام وخاصة في الأيام الأولى من حياة فرخ البط، وتترواح مدتها (من ١٠ إلى ٢٠) يوم. تتم فيها بناء القناة الهضمية للبط، وهيكله الجسديّ، وكذلك جهازه المناعيّ، ومن أجل الحصول على بط سليم معافى، وللتقليل من فرص نفوق الفراخ، يتوجب على المربيّ توفير بيئة مناسبة من خلال مراعاة ما يلي:

  • توفير مصدر حراري للتدفئة، وذلك لتأمين حرارة معتدلة نسبيًا، حيث تختلف درجة الحرارة المناسبة باختلاف عمر فراخ البط حيث:
      • الأسبوع الأول: درجة الحرارة المناسبة (٢٨_ ٣٠) درجة مئوية.
      • وفي الأسبوع الثاني: درجة الحرارة المثلى (٢٤_ ٢٨) درجة مئوية.
      • أما الأسبوع الثالث: من الممكن إزالة المصدر الحراري، إلا في حالة درجات الحرارة المنخفضة جدًا.
  • منع مرور التيارات الهوائية الشديدة داخل الحضانة.
  • توفير مصدر تهوية، وذلك لتأمين هواء متجدد ونقي في غرفة التحضين.
  • الاهتمام بنظافة الحضانة، وذلك من خلال فرش أرضيتها بنشارة الخشب لامتصاص الرطوبة، ومنع انتشار الفيروسات والأمراض.
  • تأمين تغذية مناسبة، وذلك بتوفير عليقة علف غنية بالبروتين. وتكون غالبًا على شكل حبوب صغيرة أو بودرة.
  • تأمين مساقي ومعالف كافية وموزعة بشكل جيد في مكان تحضين فراخ البط.

ومن المشاهد غير المرغوبة في هذه المرحلة:

  • تعرّض فراخ البط للبلل، وذلك نتيجة سوء استعمال المساقي، وزيادة مستوى الماء فيها، وبالتالي ارتفاع فرص الإصابة بالأمراض الناتجة عن ارتفاع معدل الرطوبة.
  • ارتفاع عدد فراخ البط في مساحة معينة دون الأخرى في مكان التحضين، وذلك إما نتيجة نقص في موارد التدفئة، أو المساقي، أو المعالف، أو سوء في توزيع كل منها في كامل  المساحة المخصصة لتحضين فراخ البط.

مرحلة تسمين البط

إن مرحلة تسمين البط  هي المرحلة الأخيرة في دورة تربية البط، وتستمر لمدة ٨ أسابيع كفترة اقتصادية، وتهدف إلى ملأ هيكل البط باللحم، والحصول على الوزن المطلوب، حيث يصل وزن البطة فيها إلى ثلاث كيلو غرام بعد استهلاكها ٩ كيلو غرام من العلف تقريبًا وبعبارة أخرى أن تكون البطة بمعدل تحويل ١:٣ (هذا يعني كل ٣ كيلو غرام علف تعطي ١ كيلو غرام لحم). ويجب مراعاة عدة نقاط في هذه المرحلة وأهمها:

  • لا تتجاوز فترة تسمين البط ١٠ أسابيع، حرصًا على معدل التحويل الغذائي.
  • تقديم العلف المبسوس للبط بشكل كافي وعلى وجبتين أحداهما في الصباح، وتكون بنسبة ٦٠% والأخرى في المساء وبنسبة ٤٠%.
  • زيادة نسبة البروتين في العليقة المقدمة لتسمين البط، وذلك لتحسين قيمة اللحم الغذائية، وتقوية الهيكل الجسدي للبط.
  • مراعاة عدد البط في الغرفة المخصصة للتسمين، بحيث لا تتجاوز ٦ بطات في المتر الواحد، وذلك لمنع انتشار الأمراض التي من شأنها أن تقلل معدل التسمين.
  • تطهير غرفة تسمين البط بعد الانتهاء من المرحلة الحالية، وتركها فارغة لمدة أسبوعين قبل البدء بمرحلة تسمين أخرى.
  • يفضل أن يكون البط من فئة عمرية واحدة.

في الختام وباختصار، إن الاهتمام بخلق بيئة مناسبة وظروف ملائمة من حيث الحرارة والرطوبة، والتهوية الجيدة، والإضاءة الملائمة، والتغذية السليمة من أهم الأسس الناجحة والصحيحة لتربية البط.