يحظى مصطلح “ريادة الأعمال” بعدة مفاهيم مختلفة وتسمياتٍ متنوعة؛ مثل الاعتمار أو حتى هندسة المشاريع. ولكن نستطيع تعريفه على أنه العملية التي توفر إطارًا مناسبًا من أجل تحويل أي فكرة مبتكرة إلى عمل تجاري ناجح. وعلى هذه العملية أن تمر بجميع مراحل التأسيس، والتمويل، والنمو، وصولًا إلى الريادة بطريقة معاصرة وفعّالة بعيدة عن النمطية. وذلك بهدف تحقيق ربح مالي كبير واستقلال مالي أيضًا مع استمرارية تحقيق الربح على المدى البعيد. وريادة الأعمال ليست بالأمر السهل الذي قد ينجح به جميع من راودته فكرةٍ ما. فهو يحتاج إلى تحديد المشروع، والتركيز على نجاحه، وتأمين جميع المواد اللازمة له. بالإضافة إلى تحمل جميع المخاطر التي تنجم عن هذا المشروع، ومحاولة حلها والتخلص منها بأقل الخسائر. ولا نستطيع أن نجد شخص رائد في الأعمال بسهولة. إذ يحتاج الامر لعدة مهاراتٍ أساسية، وعدة خطوات هامة لنجاح رائد الأعمال. وفي مقالنا التالي سنتناول المزيد عن خطواتٍ هامة لنجاح رائد الأعمال والمزيد عن ريادة الأعمال.

خطوات هامة لنجاح رائد الأعمال

أصبحت أهم مساعي الشباب في أيامنا الحالية هي الدخول إلى هذا العالم وبدأ مشاريع خاصة والنجاح فيها. بالإضافة إلى رغبتهم في تحقيق الأرباح والحصول على المراتب الأولى والصدارة، والحصول على لقب “رائد الأعمال الناجح”. وكما ذكرنا سابقًا فإن هذا ليس بالأمر السهل، وهناك عدد من الخطوات المهمة التي تحدد نجاح رائد الأعمال وفشله. فيما يلي سنتناول أهم 7 خطوات المهمة للنجاح في هذا المجال:

معرفة ذاتك

هي من الخطوات الأولى الهامة التي عليك إعطائها أهمية. فعليك أن تبحث عن نقاط قوتك وتعزيزها، والبحث عن نقاط ضعفك والتخلص منها. كما عليك أن تعرف المزيد عن شغفك والذي من خلاله ستبني صورة مثالية لشركتك أو عملك المستقبلي.

اختيار نوع العمل المناسب

هو ثاني أهم خطوة بعد معرفتك لنفسك وهي الخطوة الأكثر التي تتطلب جهدًا ووقتًا. فمن المهم أن تختار عملًا يتناسب مع قيمك الخاصة التي تحملها، وعملًا تخصص له المساحة الأكبر من وقتك وتفكيرك. كما من الضروري أن تضع قائمة بخصائص مجال عملك، فعلى سبيل المثال هناك أعمال تتطلب كون صاحبها رسميًا وتقليديًا. وبعضها الآخر يتطلب كون المالك قادرًا على إقامة علاقات عامة وجيدة من العملاء. أما البعض الآخر فيتطلب مواكبة دائمة للتطورات والتغيرات السريعة التي يمر بها.

ومن الضروري أن يقدم لك هذه العمل ربحًا ماليًا وعائدًا جيد لكي تعرف أنه ناجح. فعليك أن تختار العمل المناسب ذات المردود العالي، والذي بالتأكيد يتناسب مع محيطك والبيئة التي تعيش فيها. كما من الضروري دراسة السوق المحيطة ومعرفة المنافسين لكي تكون رائد الأعمال الأنجح.

تحديد رأس المال اللازم للبدء

يجب أن تحدد رأس المال اللازم للبدء بعملك. ومن الضروري جدًا ألا تبني توقعاتٍ إيجابية دائمة لأن هذا الامر من الأخطاء الأولى التي يقع رائد الأعمال عند البدء. وعليك دائمًا أن تتوقع الأسوأ قبل الأفضل لكي تنجح في المشروع. لأنّ في عالم الأعمال دائمًا هناك ربح وخسارة ودائمًا هناك سعي للربح وإمكانية الخسارة موجودة فعليك توقعها.

اختيار الموظفين المناسبين

وفي هذه الخطوة عليك التروي وأخذ ما تحتاجه من الوقت. فعليك التعرف بشكلٍ جيد على من يعملون معك وأن تتأكد من شخصياتهم إذا كانت مناسبة أم لا. كما عليك اختبار مهاراتهم وقيم العمل لديهم، وبعد اختيارهم احرص على إعطائهم الأماكن المناسبة لهم. ودائمًا احرص على دعمهم ومساعدتهم على التطور المستمر وزرع ثقافة الفوز بينهم. كما عليك الحرص على عدم بقائك حازمًا طوال الوقت أن تتعلم التعاطف معهم.

تحديد أهم مقاييس النجاح

وتعتمد هذه المقاييس على الابتعاد عن المضي بدون خطة واضحة، والابتعاد عن انتهاز أي فرصة تظهر أمامك دون دراستها. فعليك التفكير جيدًا فيما يعنيه النجاح لعملك، وما هي نسبة الأرباح التي تحتاجها لتعتبر عملك ناجحًا. ومقاييس النجاح والاستراتيجية التي عليك اتباعها يجب أن تنصب على تلك الجوانب بالتحديد.

مواكبة التطورات وإجراء التغيرات اللازمة

من البديهي أن يتعرض كل عمل أو مشروع لتغيراتٍ وتطوراتٍ مستمرة تبعًا لطبيعة العمل المحيطة. ومن البديهي أكثر مواكبة هذه التطورات وإجراء التغيرات اللازمة التي تتوافق معها. ومن المهم جدًا تفادي إجراء التغيرات فجأة بدون سابق إنذار وضمن مرحلة واحدة. إذ يجب اتخاذ خطواتٍ صغيرة، ومن ثمّ خطواتٍ معتدلة وصولًا إلى الخطوات الكبرى.

لا تغفل عن التفكير بالمستقبل

ففي حياة رائد الأعمال هناك الكثير من المتاعب والتحديات التي قد تنسيه تفكيره بالمستقبل. حاول ألا تقع في هذه الغلطة ودائمًا خصص حيز من يومك الوقت والطاقة للتفكير بمستقبل عملك، والهدف التالي الذي يسير عملك باتجاهه. كما من المهم أن تخصص مفكرة خاصة لتدون فيها ما أحرزته من تقدم، والطرق الأمثل للتخلص من التحديات.

صفات رائد الأعمال

يتحلى الناجحون في هذا المجال بالعديد من الصفات القيادية المهمة التي يجب أن تميزه عن باقي الموظفين. فهو قائد الشركة أو العمل وتفرده بالصفات القيادية امر مهم ولابد منه، وفيما يلي سنتذكر أهم هذه الصفات:

  • الثقة بالنفس.
  • الإرادة القوية والعزيمة والإصرار.
  • القدرة على بناء العلاقات الواسعة.
  • تحليه بمرونة في التعامل والانسجام والتأقلم.
  • الشخصية الفعّالة والمؤثرة.
  • أن يتحلى بالموضوعية والابتعاد عن النمطية.
  • المواكبة المستمرة للتطورات وحب التعلم.
  • القدرة على إدارة الأموال والأرباح بشكلٍ يصب في مصلحة الموظفين والشركة.

أشهر رواد الأعمال في عصرنا الحالي

ويحظى عالمنا في الوقت الحالي بالعديد من الرواد الذين نستطيع اعتبارهم مصدر إلهام. وقد بدأ كل رائد أعمال منهم حياته المهنية بالقليل وحتى وصل إلى القمة. وفيما يلي سنذكر أهم الرواد الناجحين في عصرنا الحالي الذين حظوا على المراتب الأولى بالنجاح وإعجاب الجميع.

  • سيرجي برين Sergey Brin، لاري بايج Larry Page مؤسسي جوجل Google.
  • مارك زكربيرغ Mark Zuckerberg مؤسس فيسبوك Facebook.
  • جيف بيزوس Jeff Bezos مؤسس شركة أمازون Amazon
  • بيل غيتس Bill Gates مؤسس مايكروسوفت.
  • جيري يانغ Jerry Yang مؤسس شركة ياهو Yahoo.
  • جاك دورسي Jack Dorsey مؤسس تويتر.
  • والت ديزني مؤسس عالم ديزني.
  • توم أندرسون Tom Anderson مؤسس ماي سبيس Myspace.
  • ريد هاستينغز Reed Hastings مؤسس نتفليكس Netflix.
  • ستيف جوبز Steve Jobs مؤسس شركة آبل.

أهمية ريادة الأعمال

تكمن الأهمية الكبرى لريادة الأعمال في كونها المنبع الأساسي للفرص وتشجيع الابتكار في المجتمع. فقد ساهم وجود رائد الأعمال وشركات هذا المجال بدورٍ كبيرٍ في وجود الوظائف الجديدة. فتوفر الشركات الخاصة في هذا المجال فرص عمل للجميع وبشكلٍ خاص لحديثي التخرج والمبتدئين. كما تساهم ريادة الأعمال بتنمية المجتمع، ومزيد من الاستقرار، ونوعية عالية من الحياة المجتمعية نظرًا لاستقطابها فئات كبيرة من الشباب. بالإضافة إلى مساهمتها في زيادة الدخل على المستويين القومي والفردي.

ومن الجدير بالذكر ألا ننسى أن رائد الأعمال بمثابة قدوة لغيره في المجتمع وهذا بدوره سوف يؤدي إلى خلق مستوى عالي من الاعتماد على الذات. فإلهام الآخرين يؤدي إلى المزايدة على دخول ريادة الأعمال وانتهاز الفرصة للحصول على الخبرة اللازمة. وهذا الأمر بدوره يعود بالمنفعة ليس فقط على الفرد بل ستكون منفعة اجتماعية شاملة.

وفي الختام نستنتج ممّا قدمناه أنّ ريادة الأعمال ووجود رائد الأعمال في المجتمع بمثابة وجود طاقة تبعث الأمل والسعي الدائم في نفس الجميع. فنرى الكثير من الشباب يحذون حذو رواد الأعمال في عصرنا الحالي، وهذا يخلق مجتمعًا متطورًا وقوى شبابية دائبة للحصول على الأفضل. ولتكون مثل رائد الأعمال الناجح ما عليك إلا اتباع ما قدمنها من خطوات هامة لنجاح رائد الأعمال في مقالنا السابق.