يبقى الاهتمام الأكبر لأصحاب الشركات والأعمال التجارية، بعد نجاح أعمالهم، هو الطرق والأساليب التي يجب عليهم اتباعها لجذب العملاء لمجال شركتهم أو عملهم والتسويق لهما. وهذا الأمر ليس بالأمر السهل إنما هو أقرب إلى نوع من أنواع الفنون، ويحتاج الأمر إلى خبراتٍ قوية، ومهاراتٍ عالية، وسنواتٍ من التدريب. وتنوعت الأساليب التي تتبعها الشركات ويتبعها أصحاب الأعمال الكبرى لجذب عملائهم وزبائنهم، ولكن يبقى هناك بعض الطرق التي حصدت الريادة في هذا المجال وتميزت عن دونها. ومن أبرز وأهم هذه الأساليب:

مواقع التواصل الاجتماعي

فبعد الثورة الالكترونية التي شهدها العالم في الآونة الأخيرة، أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي محط أنظار الجميع، بشكلٍ خاص بعد انشغال العالم اجمع فيها، وكونها استقطبت العديد من مجالات العمل لاستخدامها كوسيلة للدعاية، والإعلان، والتسويق وغيرها من الأمور. فقد لجأ عدد كبير من أصحاب الشركات، ورجال الأعمال، والتجار إلى المنصات الأشهر عالميًا مثل Facebook، Instagram، Sound Cloud، YouTube لجذب العملاء عبر التسويق لمنتجاتهم واعمالهم عبر المنصات السابقة والعديد غيرها. كما استُخدمت وسائل التواصل الاجتماعي كوسيلة لنشر حملات عن المبيعات، وعن آراء الزبائن والعملاء بها، وتقديم معلوماتٍ مُفصلة عن المبيعات وعن المنتجات وهذا الأمر أدى بدوره إلى استقطاب المزيد من العملاء. ولنجاح التسويق عبر هذه الطريقة يجب على الشركات وأصحاب العمل توجيه محتوى بضائعهم وموادهم عبر عدد من المنصات والقنوات، وعدم الاعتماد على قناة أو منصة واحدة دون الأخرى.

العينات المجانية

وعلى الرغم من كون العديد من الشركات لا تستخدم هذا الأسلوب لاعتقادهم بكونه مُكلف ويؤدي فقط للخسائر، إلّا أنّ هذا الاعتقاد غير صحيح؛ لأنّ منح عينات مجانية للمنتج سوف يؤدي إلى إقبال الناس على شرائه بعد تجربته ومعرفة فوائده. وهذا الأمر سوف يؤدي إلى إظهار الشركة بصورةٍ جيدة وكريمة أمام الجميع.

العروض المميزة للفئات الدائمة من العملاء:

فهذه الطريقة تؤمن دخل شبه مستمر نظرًا لكونها وسيلة مغرية تجذب العملاء والزبائن ليستفيدوا من المنتجات بتكلفةٍ قليلةٍ؛ كما يجب توطيد العلاقة وتحسينها بشكلٍ مُستمر معهم، حيث يجب تسهيل جميع الخدمات التي يحتاجوها، والتأكيد على شعورهم بالراحة في التعامل، والعمل على إقامة مُناسبات بشكلٍ دوريٍ على شرف العملاء الدائمين، والعمل على أخذ جميع ملاحظاتهم ونصائحهم بعين الاعتبار.

أخذ المنافسين بعين الاعتبار

فلجذب العملاء يجب على الشركات والمؤسسات الأخرى وضع سياسة تسويقية قائمة على بياناتٍ مُحللة عن الشركات والأسواق المنافسة، وهذه البيانات يجب أن تتضمن المنتجات التي تجذب أكبر عدد من العملاء، والإعلانات التي تستخدمها هذه المؤسسات، ودراسة جدول أعمال هذه المؤسسات. فهذا الامر سوف يحدد نقاط الضعف في المؤسسة ونقاط القوة التي تمتلكها الشركات المنافسة الأخرى. كما يجب العمل على تحسين وتوطيد العلاقات ما بين الشركات الأخرى.

المسابقات:

فهي من الأساليب الناجحة في جذب الزبائن، وتكون عبر إقامة مسابقة يحصل الفائز فيها على جوائز قيمة، ومن هذه الجوائز هدايا ومنتجات ترويجية للشركة، كما يمكن أن تتضمن الجوائز على خصم مالي عند شراء الفائز لبعض المنتجات. ومن الضروري تنظيم هذه المسابقات بشكلٍ جدير بجذب ولفت انتباه العملاء والزبائن، وضمان كون إعلان المسابقة مغري ومثير للاهتمام.

طرح فوائد المنتج وليس ميزاته

فجميعنا يستطيع التمييز ما بين الفوائد أي الأمور التي سيحصل عليها الزبون بعد شرائه للمنتج، والميزات التي هي أقرب لصفات المنتج؛ فيجب التركيز على الفوائد أكثر من الميزات لأنها السبيل الأقرب لإقناع وجذب العملاء. فعلى سبيل المثال، عند بيع وسادة سيسأل المشتري عن صفاتها وميزاتها وسيخبره المسوف أنها مصنوعة من الريش الناعم، أمّا فوائدها فستكون في الراحة وعدم تعرض الرقبة للألم وأنها صالحة لجميع الأعمار والاستخدامات.

التسويق عبر الأعمال الخيرية

فعلى سبيل المثال تأمين فرص عمل للأشخاص الذين لم يحالفهم الحظ في إيجاد عمل، أو تأمين منحة طلابية لبعض أفراد العوائل الفقيرة، أو مساعدتهم بتقديم بعض الاحتياجات الأساسية مثل السلال الغذائية، وربط جميع هذه الأعمال الخيرية باسم الشركة. لأنّ الشركات التي تهتم بالجانب الإنساني أكثر من المادي أو الربحي فسوف تستقطب فئات كبيرة وشرائح واسعة من العملاء، وستكسبهم فترةً أطول من غيرهم.

وفي الختام نستطيع القول أنّه مهما كانت جودة المنتج ذات نخبة عالية أو أنّه من إنتاج أفضل شركة في العالم، سيبقى التحدي الأصعب والنجاح الأكبر في طريقة جذب العملاء وإقناعهم بأهمية وجودة هذا المنتج، وهذا الامر يعتمد على الأساليب المتنوعة التي يتميز فيها البعض دونًا عن الآخر.