يعتبر علم الاقتصاد وفروعه الرئيسية والثانوية موضوعاً واسعاً يُعنى بالدراسات التي تخص سلوك الإنسان . الذي يتسم بأنه دائم التغير وخاضع لمتغيرات اقتصادية واجتماعية وسياسية ودينية وثقافية وغيرها.وعلى مر العصور ولأنه مفهوم متغير، فقد ظهرت الكثير من التعريفات .

أهم تعريفات علم الاقتصاد

وكما ذكرنا من قبل، فقد تعددت التعريفات إلا أنه يمكننا الوصول إلى تعريف يشمل أهم الأفكار التي تضمنتها نظريات ومعارف الاقتصاديين: “الاقتصاد هو العلم الذي يدرس طريقة الوصول إلى استغلال الموارد الاقتصادية بالشكل الأمثل، بهدف تلبية أكبر قدر من الحاجات الإنسانية” ومن أهم هذه التعريفات :

تعريف آدم سميث

الذي قال بأن الاقتصاد هو العلم الذي يبحث في كيف يمكن للأمة أن تغتني

تعريف آلفريد مارشال

الذي عرف الاقتصاد على أنه العلم الذي يدرس سلوك البشر في أعمال حياتهم التجارية اليومية، أي كيف يحصل الإنسان على الدخل وكيف يستخدمه.

الفروع الرئيسية لعلم الاقتصاد

يشمل الاقتصاد على فرعين رئيسين يتفرع منهما عدة فروع ثانوية:

الفرع الرئيسي الأول : الاقتصاد الجزئي

يعنى هذا الفرع بالدراسات الاقتصادية المحدودة أو صغيرة الحجم ويحرص على متابعة الإجراءات الخاصة بالمستهلكين، سواء كانوا أفراداً أو شركات ويهتم بالعمليات الخاصة باتخاذ القرارات الاقتصادية والتي تعتمد على تطبيق سياسات البيع والشراء.ويهتم علم الاقتصاد الجزئي بدراسة المعلومات والبيانات المتعلقة بسياسة العرض والطلب وتأثير هاتين السياستين على اتخاذ القرارات الهامة التجارية والنفقات الاستهلاكية.

الفروع الثانوية لعلم الاقتصاد الجزئي

ينطوي الاقتصاد الجزئي على فروع ثانوية، أهمها:

علم الاقتصاد النيو-كلاسيكي: أهم من شارك في تأسيسه: ليون وارلوس وجون خيكس وآلفريد مارشال.
بني الاقتصاد النيو-كلاسيكي على أساس السوق الحرة والاقتصاد الكلاسيكي إلا أنه يشتمل على بعض الأفكار الجديدة مثل: نظرية الاختيار العقلاني، وتعظيم المنفعة، والتحليل الحدي.

علم الاقتصاد السلوكي: يدرس علم النفس الكامن وراء اتخاذ القرار الاقتصادي. ويبحث في الاعتقاد الذي يقول أن البشر عقلانيون تماماً ويرى إلى أين يمكن أن يصل تطبيق هذا الاعتقاد. يشمل الاقتصاد السلوكي على:العقلانية المقيدة: يتخذ البشر خياراتهم وفقاً للقواعد المتعارف عليها . ينجرف البشر وراء السلع التي تلقى أكبر قدر من الرواج.
كيف يؤثر تأطير القرارات على النتيجة.

الفرع الرئيسي الثاني : الاقتصاد الكلي

يهتم هذا الفرع الاقتصادي بالأنظمة التي تعمل على نطاق واسع، وهو على عكس الاقتصاد الجزئي فهو يركز على أداء كامل القطاع الاقتصادي ويحرص على متابعة سلوكه وهيكله، بينما يركز الاقتصاد الجزئي على خيارات المستهلكين والشركات التي تؤثر على النظام الاقتصادي. أي بشكل مبسط، هو الاقتصاد الذي يركز على مجالات واسعة مثل: الضرائب والتضخم والبطالة وغيرها من القضايا على مستوى الدولة والمجتمعات.

الفروع الثانوية لعلم الاقتصاد الكلي

علم الاقتصاد الكلاسيكي: يعتبر هذا الفرع أساس الاقتصاد الحديث وقد أسسه كُلّ من: آدم سميث، وديفيد ريكاردو، وجان بابتايس.يعتمد الاقتصاد الكلاسيكي على عمل الأسواق الحرة . وكيف يمكن لليد الخفية وآلية السوق . أن تضمن توزيعاً فعالاً للموارد. وكذلك يقترح الاقتصاد الكلاسيكي فكرة أن الاقتصادات تعمل بكفاءة أكبر .

عندما يكون التدخل الحكومي في حده الأدنى ومعنياً بحماية الملكية الخاصة وتعزيز التجارة الحرة مع إنفاق حكومي محدود. ويدرك الاقتصاد الكلاسيكي أن دور الحكومة ضروري بما يتعلق بتوفير السلع للعامة وذلك بعض الأمور الهامة مثل الدافع والقانون والنظام والتعليم.

 علم الاقتصاد الكينزي: تم تطويره في ثلاثينات القرن الماضي على خلفية الكساد الكبير، إذ كانت العقيدة الاقتصادية في ذلك الوقت في حيرة من أمرها ولم تتمكن من تفسير الكساد الاقتصادي المستمر والبطالة الجماعية. لذا اقترح العالم جون كينز عدة أسباب لفشل الأسواق مثل: الثقة المنخفضة ومفارقة التوفير)  . لذا فقد دعا الحكومة إلى التدخل من أجل تحفيز الاقتصاد.
حيث ينسب للاقتصاد الكينزي الفضل في إنشاء دراسة متميزة للاقتصاد. ولم يرفض هذا الفرع الاقتصاد النيو-كلاسيكي بشكل كامل إلا أنه شعر أن الاقتصاد الجزئي بحاجة إلى أفكار جديدة.

علم الاقتصاد النقدي: وقد أسسه كُلّ من: آنا شوارتز، وميلتون فريدمان.

كان علم الاقتصاد النقدي (إلى حد ما) رد فعل على هيمنة الاقتصاد الكينزي في فترة ما بعد الحرب. حيث جادل العلماء المؤسسون لهذا العلم أن السياسة المالية الكينزية كانت أقل فعالية مما كان يعتقده مؤسسوها. ومع ذلك فقد روج مؤسسو علم الاقتصاد النقدي إلى بعض الأفكار الكينزية مثل: الإيمان بكفاءة الأسواق وركزوا على

السيطرة على المعروض النقدي من أجل الحد من التضخم. وقد أصبح الاقتصاد النقدي مؤثراً في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، أي في فترة ازدياد التضخم والذي بدا أنه تمثل لانهيار ما بعد الحرب.

علم الاقتصاد النمساوي: هي إحدى المدارس التي انتقدت تدخل الدولة وضبط الأسعار. وكانت تعتمد بشكل كبير على السوق الحرة. ومع ذلك، فقد انتقد هذا الفرع بعضاً من عناصر المدرسة الكلاسيكية وركزت المدرسة النمساوية على القيمة الفردية وأفعال الفرد.

علم الاقتصاد الماركسي: مؤسسه كارل ماركس
يؤكد هذا العلم على الطبيعة غير المتكافئة وغير المستقرة للرأسمالية. ويسعى إلى نهج مختلف كلياً في المسائل الاقتصادية الأساسية. وبدلاً من الاعتماد على السوق الحرة، دعا الاقتصاد الماركسي إلى تدخل الدولة في ملكية وتخطيط وتوزيع الموارد.

وفي نهاية المقال أكون قد تحدثت عن علم الاقتصاد وفروعه الرئيسية والثانوية . تابوعونا في مقالات قادمة