تعريف الأنظمة الاقتصادية، كثيرًا ما نسمع بهذا المصطلح. فهل تسألت يومًا ماذا يعني؟ لتعرف تابع معنا قراءة هذا المقال الشيق.
نشأت الأنظمة الاقتصادية منذ زمن ليس ببعيدٍ نسبيًا، نتيجةً للحاجة الملحة لتطور الشعوب والمجتمعات. ونتيجةً لذلك كان لا بد من توضيحٍ دقيقٍ لتعريف الأنظمة الاقتصادية. فهي الحل المثالي والوحيد للخروج من الأزمات التي قد يعانيها أي مجتمعٍ. سواءً كانت من قلة موارده الطبيعية، أو ضعفٍ في موارده البشرية. فالنظام الاقتصادي للمجتمع هو المسؤول الرئيسي عن حل هذه المشكلات واقتراح البديل. من خلال الإدارة الصحيحة للموارد، والاستفادة القصوى من الموارد البشرية المتاحة.

تعريف الأنظمة الاقتصادية بالمرجع

الأنظمة الاقتصادية هي حزمةٌ من القواعد والقوانين يقرها المعنيون بالملف الاقتصادي والتي تدير شؤون المجتمع. تعنى هذه القوانين بدراسة الموارد الاقتصادية من ثرواتٍ طبيعيةٍ وموارد بشرية لكل بلد. وتهدف إلى ضمان رفع سوية الواقع المعيشي للمواطنين، وتحسين أحوال البلد من الناحية الاقتصادية وتطوره في كافة المجالات. وبما أن الاقتصاد هو عصب المجتمعات فلا يمكن للمجتمع أن يزدهر ما لم يكن اقتصاده قَوِيًّا ومتينًا.

أهم أنواع الانظمة الاقتصادية

نتيجةً للعلاقة الوثيقة التي تربط بين الأنظمة الاقتصادية من جهة والأنظمة السياسية من جهةٍ أخرى. فلكل نظامٍ سياسيٍّ يوجد نظامٌ اقتصاديٌّ يناسب متطلبات شعبه وثقافتهم. فظهرت أنواعٌ كثيرة من الأنظمة الاقتصادية سنتعرف عليها سويةً. تابع معنا:

  • النظام الرأس مالي: أحد أهم أنواع الأنظمة الاقتصادية، ويعتمد النظام الرأسمالي بشكلٍ أساسيٍّ على رؤوس الأموال الكبيرة في البلد. ويتميز بالحرية الاقتصادية المطلقة في البلدان التي تتبع منهجية الرأسمالية. ويهدف إلى جني أكبر نسبةٍ من الأرباح فالغاية تبرر الوسيلة. نتيجةً لذلك تعد المنافسة مسموحةً بل وأساسيةً في هذا النظام والتي قد تتحول إلى أحد أشكال الاحتكار المنفصلُ تمامًا عن مؤسسات الدولة، التي تؤدي دورها بحمايته فقط وتأمين الدعم اللازم له.
  • النظام الاشتراكي: يعد من الأنظمة الاقتصادية، ولكنه مغايرٌ تمامًا للنظام الرأس مالي. فيعتمد على ملكية الدولة لكل وسائل الإنتاج. فالدور الأهم هو جَمَاعِيّ بينما الدور الفردي مهمشٌ تقريبًا. وبالتالي نظام المنافسة فيه ضعيفٌ نوعًا ما. لما يتسم بالمركزية الاقتصادية. وتفعيل دور مؤسسات الدولة على حساب رأس المال الخاص بالأفراد.
  • النظام المختلط: هو آخر ما تمخضت عنه الأنظمة الاقتصادية، فهو الحالة الوسيطة بين النظامين الرأسمالي والاشتراكي. فهو مزيجٌ مختلطٌ من النظامين. يسمح لرؤوس الأموال المشاركة مع مؤسسات الدولة جنبًا إلى جنبٍ لبناء اقتصاد البلد. فلا يهمل دور القطاع الخاص ولا القطاع العام.

خصائص الانظمة الاقتصادية

إيجابيات النظام الرأسمالي

هو أحد أنواع الأنظمة الاقتصادية، ومن أهم ميزات هذا النظام، توفر المنتجات التي يحتاجها المجتمع بكثرةٍ. بسبب اعتماده المباشر على كمية العرض والطلب. واعتماده مبدأ المنافسة، والحرص دومًا على تقديم عروضٍ جديدةٍ، والتي تتيح للأفراد حرية الاختيار بين المنتجات المتنوعة. كما أن الحرية الاقتصادية التي يتمتع بها جعلت هذا النظام مقصدًا لرؤوس الأموال للاستثمار به، لذلك يوفر فرص عملٍ كبيرةً لأفراد المجتمع لكسب لقمة العيش.

سلبيات النظام الرأسمالي

لعل من أهم سلبيات هذا النظام، وجود شرخٍ كبيرٍ بين طبقات المجتمع. وانقسامه إلى طبقتين رئيسيتين، طبقةٌ فاحشة الثراء، وطبقةٌ فقيرةٌ. بالإضافة إلى استثمار الأطفال بسوق العمل. وظهور الاحتكار في حال أغفلت الدولة المراقبة الشديدة عليه. لأن هدفه الرئيسي تحقيق مصلحة رؤوس الأموال بأية وسيلةٍ.

إيجابيات النظام الاشتراكي

ويعتبر من أهم أنواع الأنظمة الاقتصادية، أهم إيجابيات هذا النظام، الجميع  يعرف حقوقه وواجباته. وسهولة حساب الضرائب وعدم التعقيد في المعاملات الاقتصادية. وعدم وجود تفاوتٍ بين طبقات المجتمع. فالجميع سينال حصته كما يستحق. ومراعاة الشروط الإنسانية في العمل. وأهم ميزاته الاستقرار والديمومة في العمل.

سلبيات النظام الاشتراكي

تعتبر المنهجية الروتينية، وعدم القدرة على التطور السريع، وبطء اتخاذ القرار من أهم السلبيات. بالإضافة إلى قلة الأرباح، وهيمنة السلطة السياسية وتحكمها بإصدار القوانين والأنظمة. لكن الخوف الدائم من فقدان بعض الموارد الطبيعية والتأثر الكبير بالمناخ. وأخيرًا كثرة البطالة وقلة فرص العمل.

ميزات النظام المختلط

ليس نظامًا بحد ذاته ولكنه مزيجٌ من الأنظمة الاقتصادية، ظهر هذا النظام لمعالجة سلبيات النظامين الرأسمالي، والاشتراكي. فهو يسمح بالمنافسة ويتيح المجال أمام رؤوس الأموال للاستثمار الصحيح في المجتمع. ولكن لا يغفل دور القطاع العام بل يعزز دور مراقبة الدولة والجهات المعنية للمستثمرين. وبذلك يتحقق ضمان سير عجلة التطور ومواكبة متطلبات السوق الاقتصادية. ولا بد من ذكر أن هذا النظام أصبح معتمدًا من قبل العديد من البلدان المتقدمة. لما له من إيجابياتٍ وميزاتٍ كثيرةٍ ودورٌ أساسي في تطور المجتمعات.

وفي الختام وبعد تعريف الأنظمة الاقتصادية، ومعرفتنا لأهم أنواعها، وميزات وسلبيات كل نوع، يمكننا القول بالنهاية إنه لا يوجد نظامٌ متكاملٌ. لأن لكل نظامٍ ميزات يتميز بها عن الآخر. وسلبيات يعاني منها. ولذلك تسعى الدول دائمًا، لتحسين الأنظمة الاقتصادية. لأن عجلة التقدم والتطور تفرض ذلك.