تعتبر تربية الحيوانات مصدر الدّخل للكثير من العائلات حول العالم، كما أنّها تشكّل رافدًا مهمًّا لاقتصاد العديد من الدول. ولتربية الأبقار والمواشي النصيب الأكبر من الاهتمام والانتشار. سنتكلم في مقالنا اليوم عن أوكرانيا كبلدٍ رائد في مجال تربية الأبقار وتصديرها. وسنخصّ بالذّكر أبقار هولشتاين في أوكرانيا الغنيّة بلحمها وحليبها.

الثروة الحيوانية وتربية الأبقار في أوكرانيا

تسود تربية المواشي والأبقار قطاع الثروة الحيوانية في أوكرانيا، وتعتبر تربية أبقار الألبان من أهم نشاطات تربية الحيوانات عندهم، حيث تُربي ثمانية ملايين رأس ماشية تقريبًا لعدد سكان يبلغ 42 مليون نسمة. تظهر النسب التالية توزع أعداد الأبقار التي تربّى بين سلالات متعددة، حيث أن:

  1. 3٪ الأبقار البيضاء والسوداء (هولشتاين) أو (فريزيان).
  2. 5٪ أبقار السهوب الحمراء.
  3. 9٪ أبقار السيمنتال الهجين.
  4. 6٪ أبقار ليبيدينا.
  5. 7٪ تمثل السلالات الأخرى.

تهجين أبقار هولشتاين في أوكرانيا

يشتهر قطاع تربية الأبقار في أوكرانيا بنشاطه في صناعة الأنواع الهجينة، حيث يعّد استيراد السّلالات الأجنبيّة وتهجينها مع السّلالات المحليّة المبدأ الأساسي المتبع. على سبيل المثال، تهجّن أبقار السهوب الحمراء مع الأبقار من سلالة أنجلرز (Anglers). كما تهجّن الأبقار من سلالة هولشتاين مع الأبقار الدنماركية.

وتهدف تلك العمليّة إلى تحسين الأنسال، وبالتالي الحصول على أنواع وسلالات جديدة بصفات أفضل. وذلك من خلال إدخال جينات لصفات عالية النوعيّة. وبالتحديد أبقار هولشتاين، حيث يعود العمل على انتاج أنواع عالية الإنتاجية منها إلى سبعينات القرن الماضي. في تلك الفترة تمّ التركيز على إنشاء عدد كبير من مراكز التهجين، لإنتاج سلالات جديدة تجمع بين السلالات المحلية وسلالات هولشتاين المستوردة.

كما تشرف منظمة تربية الحيوانات في أوكرانيا على عمليات التهجين، ووضعت معايير محددة لها، بهدف رفع الإنتاجية والكفاءة الوظيفية عند الأفراد الجدد. أيضًا من المتوقع أن تستمر أبحاث تربية الحيوانات في أوكرانيا باستخدام سلالات الأبقار الأوروبية والأمريكية عالية الجودة في تهجين وإنتاج سلالات جديدة أفضل.

أهمّية أبقار هولشتاين الاقتصادية

أبقار هولشتاين فريزيانز في أوكرانيا (غالبًا ما يُختصر إلى هولشتاين في أمريكا الشمالية، بينما مصطلح الفريزيان غالبًا ما يستخدم في المملكة المتحدة وأيرلندا)، وهي سلالة الأبقار الأشهر في العالم، تنتشر تربيتها في أكثر من 150 دولة، تسمّى أبقار الألبان بسبب تميّزها في إنتاج كميات كبيرة من الحليب. فهي أبقار حلوب عالية الإنتاجية. إذ يقدر متوسط إنتاج ​​بقرة هولشتاين بحوالي 23000 رطل من الحليب، أو 2674 جالونًا، خلال فترة الإرضاع.

كما تمتاز بأنها ذات طبيعة لطيفة، ويسهل التعامل معها دون أي مشاكل. وهي حيوانات غير منعزلة تظهر عقلية القطيع. كما أنها تمتاز بإنتاجية عالية للحوم أيضًا. يعود أصل تسميتها لقبيلة سكسونية تدعى (Holcetae) تعيش على الضفة الشمالية لنهر ألبه.

وربى المربّون الهولنديّون والألمان السلالة والإشراف عليها بهدف الحصول على أبقار تستهلك العشب بشكل أفضل، وهو المورد الأكثر وفرة في المنطقة. ومع تقدم الزمن، كانت النّتيجة بقرة حلوب عالية الإنتاج. وهذا ما يفسر اهتمام أوكرانيا بتربية هذا النوع من الأبقار.

تصدير أبقار هولشتاين في أوكرانيا

يشهد تصدير الأبقار في أوكرانيا نموًا متزايدًا في السنوات الأخيرة، حيث بلغ عدد المواشي المصدرة في عام 2017 حوالي 68 ألف رأس، مقارنة بـ 51 ألف رأس من الأبقار عام 2016، وبالتالي معدل التصدير في ازدياد مستمر. كانت روسيا على رأس البلدان التي تستورد الأبقار من أوكرانيا حتى عام 2016. حيث فرضت حينها حظر على استيراد المنتجات منها.

أمّا الدول الأوائل التي تستورد الأبقار واللحوم من أوكرانيا حالياً فهي: بيلاروسيا، وأذربيجان، وكازاخستان. إضافةً إلى العراق ومصر وفيتنام وهونغ كونغ وبلدان أخرى. حيث بدأ تصدير الأبقار الحيّة بما فيها أبقار هولشتاين إلى مصر عام 2014، وإلى لبنان عام 2016. وأيضًا كان هناك صادرات إلى ليبيا وسوريا والأردن.

كما عملوا في أوكرانيا على حل مشكلة “الذّبح الحلال”، لأنّ معظم المستوردين من الدول الإسلامية، وذلك بغرض زيادة التصدير. في نهاية عام 2016، أعلن رئيس الدائرة الحكومية لسلامة الأغذية وحماية المستهلك في اوكرانيا، عن التنسيق مع الجانب المصريّ لإصدار شهادات “الذبح الحلال” في أوكرانيا، بعد ذلك أصبحت مصر من أكثر الدول استيرادًا للحوم والأبقار من أوكرانيا.

نستنتج في نهاية مقالنا أهمية أبقار هولشتاين الاقتصادية في أوكرانيا، وأهميتها بالنسبة للاقتصاد الأوكراني على وجه الخصوص، وأهمية الثروة الحيوانية بشكل عام لتحقيق التوازن والأمن الغذائي والاقتصادي للعديد من البلدان.