يعتبر مشروع تربية النعام في الوطن العربي من المشاريع الحيوانية الصغيرة، والتي تحقق الكثير من الأرباح لصاحبي المشروع، وخصوصًا في الوطن العربي. حيث يمكن من خلال تربيتها الحصول على اللحوم الوفيرة، والبيض. كما ويمكن الاستفادة من ريشها، وجلودها، وروثها. وأكثر ما يميز هذا المشروع كونه لا يحتاج لتكاليف متعلقة بالاستثمارات والإجراءات والتكاليف الكثيرة. وتعتبر دول الوطن العربي من الدول المهتمة بتربية هذا الطائر. لذلك سنذكر في هذا المقال كل ما يخص مشروع تربية النعام في الوطن العربي.

 تربية النعام في الوطن العربي

يتميز مشروع تربية النعام بكونه من مشاريع الثروة الحيوانية التي تحقق عائدًا ماليًا كبيرًا في الوطن العربي. وذلك بفضل الخصائص التي يحظى بها النعام، والتي تتضمن العمر الطويل (81 عام)، وقدرته على تحمل حرارة عالية، وإنتاجه الكبير للحوم والبيض. الأمر الذي يؤثر بشكل إيجابي على إنتاجية المشروع.

وبفضل أجواء الوطن العربي الملائمة لتربية النعام، وتوفيره للأجواء المناسبة لعيش النعام وتكاثره، وتزاوجه. فإنه يمكن بسهولة تربية فراخ النعام، ومساعدتها على النمو والتكيف، وبالتالي التكاثر.

هذا ويحتاج مشروع تربية النعام لدراسة تكاليفه سواء كانت تكاليف الإنشاء أو المصاريف أو تكاليف الإيرادات السنوية. وذلك قبل أن يتم البدء فيه. كما ويجب مراعاة تربية الفراخ الصغيرة، وحضانتها، والانتباه لغذائها، وتهويتها بشكل جيد.

بالإضافة لما سبق، فإن المشروع يتطلب توفر أرض زراعية كبيرة، لكون النعام يحتاج مسافة كبيرة للجري، ويحتاج أن تكون هذه الأراضي مجهزة بالأخشاب وأماكن للرعاية والنوم، وكذلك أماكن للتهوية.

ويستلزم أيضًا لذلك توفر اللوازم الأساسية لعيش النعام من مياه وغذاء ودواء. وإن أكثر ما يميز هذا المشروع كونه لا يحتاج للكثير من المعدات والتكاليف، إنما يتطلب بشكل أساسي شراء فراخ النعام في عمر صغير، ومن ثم تربيتها. مما يساعد في معرفة الطريقة المناسبة لتربية النعام، ومتابعتها صحيًا منذ الصغر.

مزايا تربية النعام في الوطن العربي

إن لمشروع تربية النعام الكثير من الميزات التي تحقق عائدًا اقتصاديًا كبيرًا على مربي النعام. حيث يمكن استخدام كل جزء منه لتحقيق فائدةٍ معينة. إذ تعد لحومه من أطيب وألذ أنواع اللحوم بفضل مذاقها الطيب، وخلوّها من الدهون.

وبفضل جودة جلودها، فإنّها تدخل في صناعة الحقائب والأحذية الفاخرة. وكذلك ريشه الناعم الملمس وسهل الاستخدام، يعتبر الأفضل في صناعة الوسائد المريحة، وكذلك في حشي بعض المنسوجات.

أما بالنسبة لدهون النعام، فإن لها فوائد علاجية عديدة. حيث تستخدم في تحضير كريمات تجميلية، وكذلك في صناعة أدوية علاجية للمفاصل.

بالإضافة إلى ذلك، يعتبر بيض النعام مصدرًا غذائيًا غنيًا بالبروتينات والحديد والبوتاسيوم. وكذلك يعتبر مصدرًا ممتازًا لفيتامينات المجموعة ب، وأحماض أوميغا 3. كما ويعالج بيض النعام أمراض القلب والذاكرة والعضلات، ويساعد على خسارة الوزن. هذا ويمكن استخدام بيوضه بعد تفريغها في التزيين، وصنع ديكوراتٍ رائعة.

كما وهنالك فائدة كبيرة لروث النعام. حيث يمكن استعماله كسمادٍ عضوي يساعد في تغذية التربة، ومنحها خصوبة عالية. وهكذا نجد أن للنعام العديد من المزايا التي يمكن الاستفادة منها بشكل كبير بالنسبة لمربي النعام.

وبفضل المساحات الواسعة في الوطن العربي، والمناخ الملائم لعيش النعام من حيث الحرارة والرطوبة. فإنه يعتبر المكان المناسبة للقيام بمشاريع تربية النعام، والاهتمام به، وبالتالي الحصول على أرباحٍ كثيرة جراء تربيته.

ماهي دول الوطن العربي المهتمة بتربية النعام

في الحقيقة، يعتبر النعام من الطيور الكبيرة، والتي لا يمكنها الطيران كسائر الطيور. لذلك يحتاج لبيئةٍ مناسبةٍ لتكيفه مع طبيعة المكان، ليتمكن من التكاثر، والتزاوج.

وتعتبر إفريقيا، ودول الشرق الأوسط هي الموطن الأصلي والمناسب لعيش النعام. إلا أن تعرض طيور النعام للصيد الجائر، وللجفاف في الصحاري الإفريقية أدى إلى اختفائها من تلك المناطق، وانتقالها للعيش في دول أخرى توفر لها بيئة ملائمة.

وفيما بعد، ساهمت دولة مصر باقتناء طيور النعام، وتربيتها، والاستفادة من لحومها وبيوضها. كما اتخذ فراعنة مصر من ريش النعام رمزًا للعدالة والحقيقة. لتصبح دولة مصر لاحقًا من أهم المصادر المنتجة لريش النعام.

ومع مرور الوقت، بادرت دول أخرى في تربية النعام، وتطوير مشاريع ثروتها كالولايات المتحدة الأمريكية، ومن ثم استراليا. وتلتها لاحقًا دول السعودية، والكويت، والإمارات، والجزائر وسوريا. إذ سعت هذه الدول مؤخرًا لتوطين النعام، والاهتمام بإكثاره، وتطوير مشروعه شيئًا فشيئًا.

أما في وقتنا الحالي، وبعد التطورات التي شهدتها دول العالم في مجال تربية الحيوانات بما فيها النعام. فقد أصبحت مختلف دول العالم تهتم بتربيته، وتعتبره مشروعًا تجاريًا منافسًا. وخصوصاً دول إفريقيا التي لا يمكن منافستها في مجال إكثار النعام وتربيته. حيث تصدر في وقتنا الحالي ما يقارب 98% من منتجات النعام.

معوقات تربية النعام في الوطن العربي

  • عدم توفر الصناعات اللازمة القادرة على تصرف منتجاته، وخصوصًا الدهون، والريش. فبالرغم من تصريف لحومه وبيوضه بشكلٍ واسع. إلا أنه من الصعب تصريف منتجاته الأخرى. وهذا يعتبر عائقًا أمام تربيته.
  • تعرض النعام للعديد من الأمراض التي قد تؤثر على صحته، وإنتاجيته، وتكاثره. كما ومن الممكن أن تؤثر على فراخه وتمنع نموها، وتؤدي إلى موتها. ومن أشهر تلك الأمراض التي يتعرض لها هي أمراض الجهاز التنفسي والهضمي، وداء الميكوبلازما، بالإضافة للديدان الطفيلية.
  • الحاجة إلى المراقبة الصحية المستمرة لأفراخ النعام، وتطعيمه، والانتباه لغذائه، ودوائه، وتهويته باستمرار. فإهماله يؤدي إلى خسارة طيور النعام في عمر صغير.
  • بالإضافة لما سبق، فهناك الكثير من الدول التي تعاني من انخفاض نسبة الخصوبة لدى النعام، وبالتالي تراجع نسبة تفقيسه. مما يؤثر سلبًا على إمكانية تسويق منتجاته.

وفي الختام، نجد أن مشروع تربية النعام في الوطن العربي يعتبر من المشاريع المربحة والمناسبة للمربين بالرغم من بعض المعوقات التي تعترض تربيته. وهذا بفضل ميزات تربية النعام المتعددة، ولكونه لا يحتاج للكثير من التكاليف والإجراءات.