تعتبر تربية النحل في مصر من المهن الهامة في البلاد. وتعد مصر من أكثر الدولة العربية إنتاجًا للعسل، وبحسب إحصائيات منظمة الأغذية والزراعة، أنتجت مصر في العام 2017 حوالي 4700 طن من عسل النحل. ولكن حاليًا يواجه السوق المحلي المصري عقبات في إنتاج العسل أدت إلى انخفاض الإنتاجية، مما دعا الحكومة المصرية إلى استيراد العسل، من أجل تغطية حاجة السوق المحلي، حيث وضعت مجموعة من القوانين حددت فيها شروط استيراد العسل التي سنتعرف عليها من خلال مقالنا التالي.

تربية النحل في مصر

اشتهر المصريين منذ القدم بتربية النحل وإنتاج العسل، حيث كان يعتبر غذاءً ملكي وعنصر حيويًا في النظام الغذائي المصري. كما عثر علماء الآثار على جرار قديمة مليئة بالعسل داخل مقابر الفراعنة. وكان المصريون القدماء يستخدمون العسل في تحنيط ملوكهم..

وحالياً تحتل مصر المركز الأول عالميًا في تصدير النحل من خلال 1.250 مليون طرد سنويًا، بأسعار تتراوح بين 30-40 دولارًا في الطرد الواحد بعوائد إجمالية تتخطى 43 مليون دولار سنويًا، وتمتلك نحو 2 مليون خلية نحل تقريبًا، بالإضافة إلى توجه عدد كبير من المزارعين والهواة إلى إنشاء مشاريعهم الخاصة لتربية النحل، باعتبار أن البيئة المصرية مناسبة جداً للقيام بمثل هذه المشاريع.

مشاكل تربية النحل في مصر

هناك بعض المشاكل التي تواجه تربية النخل في مصر، دفعت المعنيين إلى استيراد العسل لسد حاجة السوق. ومن أهم هذه المشاكل:

  • مهاجمة الآفات الحشرية للنحل في مختلف مراحله العمرية. مثل طفيل الفاروا الذي يتغذى على النحل في طور العذراء. ودبور النخيل الأحمر الذي يهاجم خلايا النحل في تموز وآب وأيلول، حيث تؤدي مهاجمة الدبابير لفقدان 40% من خلايا المنحل.
  • الإفراط في استخدام المبيدات الحشرية والأسمدة الصناعية، التي تؤثر على الجهاز العصبي الخاص بالنحل. لذلك لابد من التنسيق مع أصحاب المناحل أثناء عمليات الرش.
  • عدم وجود جمعيات فعالة لتربية النحل، كجمعيات مربي النحل. حيث أن قانون الزراعة في مصر رقم 53 لسنة 1966، يحظر إنشاء محطة لتربية ملكات النحل إلا من خلال وزارة الزراعة.
  • التربية الداخلية للنحل وعدم استيراد ملكات نقية من دول المنشأ لاستخدامها في التحسين الوراثي للسلالات المحلية منذ عام 1969. الأمر الذي أدى إلى ضعف الأنواع الموجودة، وظهور صفات غير مرغوبة في السلالات.

أنواع العسل المصري

يقسم عسل النحل بحسب نوع الزهرة التي يستخلص منها الرحيق إلى:

  •  عسل القطن الذي يقطف في النصف الثاني من شهر آب وأوائل شهر أيلول.
  • عسل الموالح الذي يعتبر من أجود أنواع العسل في مصر من ناحية الطعم والنكهة والقوام. ويقطف في النصف الثاني من شهر نيسان
  • العسل المستخلص من البرسيم الذي يعتبر مفيدًا لحالات فقر الدم. ويقطف في أوائل أو منتصف شهر تموز.
  • عسل السدر الذي يعد من أجود أنواع العسل. ويتميز بسعره المرتفع، ولونه الذي يتراوح بين البني الداكن إلى الأسمر، هذا فضلًا عن رائحته الذكية وطعمه اللذيذ.
  •  عسل عباد الشمس الذي يتميز بلونه الأصفر الزاهي، وطعمه اللاذع اللذيذ ورائحته خفيفة. كما يعد هذا النوع من العسل غنيًا بعناصر الفوسفور والزنك والحديد، ويعتبر مفيدًا لتخفيض نسبة الكوليسترول في الدم.

شروط استيراد العسل المصري

قانون رقم 223 لعام 2002

أصدرته وزارة الزراعة والثروة السمكية، حيث حدد هذا القانون الأنواع المسموح إدخالها للبلاد من نحل وحضنة وعسل، على أن تُفحص طرود النحل من قبل مهندسين مختصين.

قرار وزاري رقم 3007 لعام 2001

هو القانون الأكثر صرامة بما يخص استيراد العسل، حيث ينص هذا القانون على فحص العسل المستورد بشكل جيد عن طريق إجراء تحليل ميكروبيولوجي، والتأكد من خلوه من البكتيريا الممرضة. وينص أيضًا على أن يكون العسل مطابقً تمامًا للمواصفات المصرية القياسية. وكما حرم هذا القرار إدخال أي نوع من العسل من خارج البلاد برفقة المسافرين.

قرار رقم 114 لعام 2011

وهو قرار صادر عن وزارة الصناعة، حيث حظرت الوزارة بشكل قاطع استيراد نحل العسل، وسمحت باستيراد العسل وغذاء الملكات وحبوب اللقاح فقط.

لقد ساعد استيراد العسل في مصر، على سد حاجة السوق المحلية من هذا المنتج، الذي يعتبر أساسًا غذائيًا للسكان. كما ساعد الحكومة على تنظيم تربية النحل، ووضع استراتيجيات الإنتاج الأمثل له وفق الإمكانيات المتاحة للدولة.