هل فكرت بمشروع رابح؟ هل جربت تربية الإبل في مصر؟ مع أن مصر في الماضي لم تعطي الإبل أي اهتمام ضمن خطط تنمية الثروة الحيوانية إلا أنها أثبتت كفاءتها الإنتاجية وتأقلمها مع الظروف البيئية السيئة. مما لفت المختصين إليها لتطويرها وجعلها تساهم في الاقتصاد القومي. لذا سنتناول في مقالنا هذا ما يفيدك عن تربية الجمال في مصر.

طريقة تربية الجمال في مصر

تربى الإبل في مصر تحت النظام المنتشر وهو الرعي غير المكثف ومع أنظمة الإنتاج المكثفة. حيث تُنشئ حظائر مغلقة تحت شروط ومواصفات سنذكرها كالتالي:

  • لتربية الجمال في مصر، يمكننا إيواء الإبل في الحظائر سواءً بصورة منفردة أو جماعية، حيث نراعي  المساحة اللازمة  لكل حالة إذ يجب توفر للناقة البالغة مع توابعها مساحة 20 متر مربع.
  • يجب أن يكون ارتفاع كل من الأسوار الداخلية والخارجية 280 سم وأكثر، وألا يقل ارتفاع وعرض الأبواب عن 2,5 سم.
  • كما نحتاج إلى ممر داخلي مرتفع الجوانب بحدود متر لتسهل علينا عملية التوجيه والتحكم بالإبل عند وزنها أو فحصها.
  • ومن الأفضل وضع أحواض مياه الشرب والعلف في منتصف الحظائر وذلك يعود لميل الإبل في السير حول سور الحظائر. كما يجب تواجد مظلات مناسبة لطولها، وألا تقل نسبة الظل عن 50%.
  • ومن المهم تواجد حظائرًا فرديةً للولادة وأيضًا أخرى لنحجز الذكور المخصصة لعملية التلقيح بمساحة 20 متر مربع للحظيرة. أما بالنسبة للتسمين فسنحتاج لكل رأس تقريبًا 12 متر مربع.
  • ونضيف لحظائر إناث الإبل مكانًا للحليب مع معمل صغير بسيط للتحليلات الكيمائية والبيولوجية للألبان. إذ نخصص أيضًا حظائرًا متخصصة لكل فئة عمرية وحالة فسيولوجية من حمل، وولادة، وحليب، وتسمين.
  • ولكن مثل نظام التربية هذا يعرض الإبل لمشاكل متعددة وذلك بسبب موسمية توافر الغذاء من ناحية الكمية والنوعية والذي يتزامن مع الفترات الأخيرة من الحمل، وإنتاج اللبن مما ينعكس سلبًا على إنتاج الإبل.

حلول لمشاكل تربية الإبل في مصر

لحل مشكلة تربية الجمال في مصر، يمكننا تنفيذ نظامًا شبه مكثف في المناطق المتاخمة  للمحافظات الصحراوية وذلك في محافظات الشرقية، والبحيرة، والفيوم. إذ يمكن أن نغذي الإبل على المراعي الطبيعية، ومخلفات محاصيل مزروعة في هذه المناطق مع استخدام بعض الأعلاف المكملة أما تقليدية أو غير تقليدية.

حيث أنشئت حاليًا مزارع خاصة لتربية الإبل في نظام مكثف، تعتمد على الأعلاف التقليدية وغير التقليدية، والخشنة، والأعلاف الخضراء. ولكن ما زالت مثل هذه الحلول في بداية انتشارها وإلى الأن لم تُقيم إنتاجيًا أو إقتصاديًا. ويستخدم هذا النظام بشكل واسع لتهيئة الإبل المستوردة من السودان قبل ذبحها أو طرحها للبيع في الأسواق.

سوق لحم الإبل في مصر

تأتي أهمية لحم الجمال في مصر كونها مصدرًا للبروتين الحيواني. مع ذلك القبائل التي تربي الجمال في مصر لا تستهلك لحومها إلا في المناسبات الكبرى. حيث غالبًا تذبح بين أربع إلى عشرة سنوات وذلك يعود إلى عملية نموها البطيئة في الظروف القاسية، ففي هذا العمر يصل وزنها إلى 400 كغ.

فإذا كنت تريد الحصول على لحم جيد فالعمر المناسب للذبح عند 3 سنوات. ولكن هذا لا يعني أن ذبح الحيران الصغيرة في عمر 6 أشهر سيء، بل على العكس لحمها عندد هذا العمر جيد حيث لا تكون مختلفة عن لحم العجل الصغير. إذ أنه من المعروف كلما ازداد عمرها، تكون لحومها خشنةً وتأخذ وقتًا أطول للطهي.

مع العلم يتراوح لون لحومها من الأحمر القاتم إلى الأحمر المحروق والدهن الأبيض. بالإضافة إلى إحتوائها على نسبة عالية من الجليكوجين وبالتالي فإن طعمها حلو. وأيضًا تمتاز بإنخفاض نسبة الدهون بالمقارنة مع الأبقار.

الجمل الزبيدي من سلالات الجمال في مصر

تنتشر هذه السلالة بشكل كبير في مناطق جنوب مصر إذ تربى كحيوانات ثنائية الغرض لاستغلالها في إنتاج اللحوم والألبان. ويتراوح لونها بين اللون البني إلى الأحمر الفاتح. تتميز هذه السلالات بوصولها لعمر النضج الجنسي بين عمر أربع إلى ست سنوات حيث تلد مرةً كل سنتين.

ويصل متوسط وزن الحوار 25 كغ للإناث و 28 كغ للذكور إذ يعتمد وزنها على عدة عوامل تتعلق بالحيوان وأخرى بالظروف البيئية في المنطقة. حيث يصل متوسط معدل نموه اليومي في السنة الأولى 390 غرام، وفي السنة الثانية  يصل إلى 310 غرام مع الانتباه إلى أن معدل نمو الذكور أعلى من الإناث. فيصل متوسط وزن الإناث الناضجة إلى 350 كغ بينما يبلغ وزن الذكور الناضجة من 380 كغ إلى 450 كغ.

وتنتج هذه السلالة من الحليب بمعدل سنوي بين 1700 إلى 3000 كغ، مع العلم تكون مدة إنتاج الحليب من 9 -11 شهرًا.

الجمل الأصهب من سلالات الجمال في مصر

تستخدم هذه السلالة في السباقات والركوب، حيث تُدخل إلى مصر عبر الحدود المصرية السودانية. إذ تسمى بالحيوان المخالط أو البناجريت، وتتميز بلون جسمها الأبيض أو الأبيض المائل للاصفرار مع وجود وبر كثيف على الأذن وخفيف على بقية الجسم.

ومن مميزاتها أيضًا صغر وزنها إذ أن متوسط وزن الذكور 370 كغ والأناث 300 كغ. وتمتلك جسمًا طويلًا، وعنقًا رفيعًا، ورأسًا صغيرةً، وأذنًا قصيرةً، وصدرًا عميقًأ، وخفًا متوسط الحجم، وجلدًا ناعمًا. بالإضافة إلى ذلك، يتفاوت متوسط إنتاجها للبن بين 1200 كغ إلى 2500 كغ بشكل سنوي، كما يستمر موسم حليبها إلى 9 شهور. إذ يفضل المربون الذكور عن الإناث في الركوب والحمل وذلك لسرعة حركتها.

وفي النهاية، إذا كنت في مصر، ننصحك ببدء مشروع تربية الجمال لأنها أصبحت من المشاريع التي تساهم في الاقتصاد المحلي لما تقدمه من لحوم حمراء، وألبان.