تهتم الدول بالثروة الحيوانية لأهميتها الاقتصادية، وتتكيف بعض الحيوانات مع الطبيعة الصحراوية بما فيها الإبل، كونها تتحمل الإرهاق والتعب مقابل القليل من الماء والغذاء. ولذا تعد تربية الجمال في اليمن مشروعًا مربحًا يتخذه أغلب السكان حيث المناخ المناسب للإبل.

ويربي سكان المناطق الصحراوية في اليمن الإبل للاستفادة منها في التنقل، فضلًا عن الأهمية الغذائية للحومها وحليبها. لذلك هيا بنا نتعرف على هذه المهنة، وكيفية العناية بها في هذا المقال.

أهمية تربية الجمال في اليمن

بلغ عدد الجمال الموجودة في اليمن حوالي 350 ألف في عام 2003، و373 ألف في عام 2008، ومازال العدد في ازدياد في بعض المناطق حتى الآن. وكانت تتوزع في عدة محافظات مثل المهرة وجوف ومأرب، وصعدة، وغيرها.

إذ اعتمد عليها معظم السكان للحصول على البروتين الحيواني، حيث تتميز لحوم الإبل بانخفاض ثمنها وفوائدها العديدة للإنسان. كما تستفاد الدولة اليمنية من تصدير تلك اللحوم إلى البلدان الأخرى، ويتزايد الطلب عليها لجودتها، وانخفاض نسبة الدهون فيها.

بالإضافة إلى ذلك يعد حليب الإبل مصدرًا لغذاء أغلب السكان في اليمن. حيث يبلغ متوسط إنتاج الجمال من الحليب حوالي 7 غرامات وذلك ضمن أفضل الشروط المتبعة في تربية الإبل. وهو غني بالعناصر الغذائية، كما أنه يحمي من مرض السكري ويعزز مناعة الجسم.

وكانت المعاصر التقليدية في اليمن تعتمد على الجمال لجرها. كما اعتمد مربو الجمال عليها في الكثير من الأعمال، على سبيل المثال استخدامها كوسيلة للتنقل وحمل البضائع. وبالتالي فإن مشروع تربية الجمال في اليمن من المشاريع ذات المردود الاقتصادي الجيد منذ القدم.

أنواع الإبل المنتشرة في اليمن ومواصفاتها

تتميز الجمال ذات المواصفات الجيدة بخلوها من الأمراض ونشاطها الزائد. ويوجد عدة أنواع من الإبل تتوزع في الوطن العربي، ولكن نجد في اليمن على وجه الخصوص نوعين وهما: الأراك والجمال الحرة.

تتميز الإبل الأراك بلونها الأبيض أو البني، وتعود تسميتها بهذا الاسم إلى كونها تتواجد في المناطق التي تنمو فيها أشجار الأراك، وتعتمد على ثمارها كغذاء لها. كما تكون كمية إنتاجها من الحليب متوسطةً، ولكن طعمه حلو المذاق. ويكسو تلك الجمال وبرًا خفيفًا، ويتركز مثل هذا النوع في شرقي اليمن وخاصةً في محافظة المهرة.

بينما يميل لون الجمال الحرة إلى الأحمر وتتصف بأنها قوية وصلبة. بالإضافة إلى ذلك يكون حجمها صغيرًا وتتكيف مع الظروف البيئية الصعبة. كما تتسم بخفة حركتها، ولذا يستخدمها اليمنيون في سباقاتهم، وينتشر هذا النوع في بعض مناطق اليمن مثل حضرموت، والجوف، وشبوة، والمهرة.

كيفية العناية بالإبل في الجمهورية اليمنية

تعد تربية الجمال في اليمن أحد المشاريع المتوارثة منذ القدم، كما تتميز الأراضي في اليمن بتوافر مصادر التغذية للإبل، حيث المراعي الخضراء بما فيها من لوبياء وبرسيم وغيرها. وبالتالي فإن الطبيعة توفر الغذاء المناسب للإبل.

بالإضافة إلى ذلك يقدم المربون للجمال الأعلاف المركزة بهدف تسمينها، وهي غنية بالقمح، والشعير، والذرة التي تشتهر اليمن بزراعتها. كما يحرص اليمنيون على العناية بصحة إبلهم عن طريق إعطائها اللقاحات ضد بعض الأمراض الجرثومية أو الفيروسية التي قد تواجهها، مما يحسن من كفاءتها الإنتاجية.

وكذلك يهتم المربون بنظافة وبر الإبل عن طريق غسلها، ودهنها بالزيوت لتقويتها. ويمكنهم الاستفادة منها في صناعة الملابس، والحقائب، والحبال نظرًا لمتانتها ونعومة ملمسها.

المشاكل التي تواجه تربية الإبل في اليمن

يعاني مربو الجمال في اليمن من العديد من الصعوبات، على سبيل المثال التوسع العمراني للسكان على حساب المساحات الواسعة التي يحتاجها الإبل. وأيضًا ارتفاع ثمن المواد الغذائية اللازمة لتسمين الإبل. بالإضافة إلى الصيد الجائر، وخاصةً في المناسبات، والأعراس، وبهدف التسلية.

كما أدى التطور في صناعة وسائل النقل إلى قلة العناية بالإبل وتربيتها. واقتصرت تربية الجمال على بعض المناطق الصحراوية لمساعدة السكان على التنقل. وكذلك فإن أحد المشكلات التي تواجه تربية الجمال في اليمن هي قلة المشاريع التي تعتمد على تربية الإبل في المناطق الزراعية واستبدالها بأنواع المواشي الأخرى.

ويمكن التغلب على تلك المشاكل عن طريق سن القوانين من قبل الدولة اليمنية بمنع الممارسات التي قد تهدد حياة الإبل مثل الصيد الجائر، وكذلك توسع السكان في مناطق تربية الإبل.

وباختصار فإنه وبرغم العوائق المحدودة التي تواجه تربية الجمال في اليمن، يمكن أن يكون مشروعًا جيدًا للسكان. وخاصةً عندما يلقى المشروع رعاية واهتمام من قبل الدولة، مما يعود عليها بالفائدة الاقتصادية. وكذلك لا بد من اهتمام المربين بتوفير الشروط الملائمة لحياة الإبل كونها مصدر رزقهم وغذائهم منذ القدم.