تعتبر تجارة وتوزيع الملابس من أهم المشروعات التجارية التي تدر أرباحًا جيدةً. ويرجع ذلك إلى كون الملابس حاجة أساسية لجميع الأفراد. كما أنّ الملابس ليست غطاءً للجسد فحسب، وإنما هي وسيلة هامة لتحسين المظهر وزيادة الثقة بالنفس. وهنا تكمن أهمية هذا المشروع التجاري من كونه يعتمد على حاجة أساسية للناس.
كما أنّ البدء في مشروع تجارة الملابس وتوزيعها يتطلب معرفة مجموعة من الأمور الأساسية التي تتعلق بنوع التجارة نفسها إن كانت جملةً أو تجزئةً. إضافةً إلى معرفة الأسعار والبحث عن أفضل طريقة للتوزيع بأقل تكلفة ممكنة والمحافظة على هامش ربح جيد.

ومن الجدير ذكره وجوب دراسة الجدوى الاقتصادية للمشروع بدقة بحيث تختسب جميع التكاليف للتأكد من كفاية رأس المال اللازم لتطوير العمل ونموه. كما لا بد من معرفة أنسب وقت لعرض البضاعة الجديدة وما هي عوامل نجاح المشروع ككل. جميع هذه الأمور وغيرها سنتعرف إليها في مقالنا هذا.

مشروع تجارة وتوزيع الملابس

يشمل مشروع تجارة الملابس نوعين رئيسين هما تجارة التجزئة، وتجارة الجملة. كما أن اتخاذ القرار بشأن البيع بالجملة أو المفرق يعد أمرًا مربكًا لصاحب فكرة المشروع حيث لا بد له بدايةً من دراسة فوائد وسلبيات كل نوع. كذلك لا بد من دراسة حجم رأس المال ومقارنته بالأرباح المتوقعة تبعًا لكل نوع من تجارة الملابس. لذا لا بد في هذه الحالة من التمييز بين سعر الملابس بالجملة وسعر الملابس في محلات البيع بالتجزئة.

ما هو سعر الملابس بالجملة

عندما تُباع الملابس بسعر الجملة، يجري بيع كميات كبيرة من المنتجات بسعر أقل من سعر التجزئة. لذلك لا تبيع شركات الملابس ملابسها للمستهلكين مباشرةً. بدلًا من ذلك، تباع بضاعة الجملة لمتاجر البيع بالتجزئة. مما يجعل البضائع متاحةً للعملاء المحتملين بسعر أعلى. كما تعد هذه الطريقة ذات جدوى كبيرة لمتاجر البيع بالتجزئة للحصول على الملابس التي تحتاجها بسعر مناسب.

علاوة على ذلك، لحساب سعر الجملة، لا بد أولًا من معرفة تكلفة صناعة المنتج. حيث تضاف تكلفة المواد، والعمالة، والنفقات العامة الأخرى، (الإيجار، والمرافق، وما إلى ذلك) تحت بند واحد. مما يعطي التكلفة الإجمالية للسلعة المصنعة.
كذلك عادةً ما تضرب التكلفة الإجمالية لتصنيع سلعة الملابس برقم 2 للحصول على سعر الجملة للسلعة. كما أنه في صناعة الملابس، يهدف معظم أصحاب الأعمال إلى تحقيق هامش ربح يتراوح بين 30 و50٪. حيث يجب أن تساعد الأرباح في مواصلة العمل بنفس الجودة مع وجود إمكانيات دائمة لتوسيع العمل وتطويره.

ما هو سعر التجزئة في تجارة الملابس

سعر التجزئة لسلعة الملابس هو السعر الموجود عليها عند شرائها من قبل المستهلك مباشرةً دون الحاجة لوجود وسيط بين البائع والمشتري.
كما أن حساب سعر التجزئة بسيط للغاية. ولحسابه، يجب حساب الكلفة الإجمالية لاستجلاب البضائع لمتجر التجزئة. وبعد ذلك يُضرب الرقم بـ 2 أو 2.5، ليعطي سعر التجزئة النهائي.
علاوة على ذلك، يهدف معظم أصحاب محلات الملابس بالتجزئة إلى تحقيق هامش ربح يتراوح بين 55 و65٪. ويمكن القول إن تاجر التجزئة هو الذي يقرر سعر سلعته. ولكن لا بد من الأخذ بالاعتبار بعض العوامل الأخرى مثل السوق الحالية، والتوقعات، وطبيعة العمل، والمنافسين، إلخ.

التجارة في الملابس النسائية

يمكن أن تكون تجارة الملابس النسائية مشروعًا مربحًا مقارنةً مع تجارة الملابس الرجالية وحتى ملابس الأطفال. ويرجع السبب إلى كون هذه التجارة موجهة للشريحةً ذات الاستهلاك الأكبر من الملابس في المجتمع. كذلك سيكون من الأفضل التركيز على نوع معين من الملابس النسائية مثل الملابس غير الرسمية كونها الأكثر مبيعًا.
بالإضافة إلى ذلك، يجب استهداف عملاء محددين مثل الفئة العمرية الأقل من 35 سنةً. أما الأسعار فتحدد  بناءً على عدة عوامل أهمها جودة الخامة المستعملة.

عوامل حساب سعر منتجات الملابس

تتضمن تكاليف إنتاج الملابس مجموعةً من البنود الأساسية. نذكر منها:

  • تكلفة المواد الخام المستخدمة: وتشمل تكلفة النسيج ومواد التشذيب. كما تبلغ قيمتها الإجمالية 50 وحتى 65% من تكلفة المنتج الكلية.
  • تكلفة التعبئة والتغليف: وهي تشمل تكلفة المواد المطلوبة في مرحلة التغليف النهائي. كما تتكون عادةً من أكياس البولي إيثيلين، مضافًا إليها تكاليف الطباعة على الأكياس. وتختلف قيمة التكلفة تبعًا لنوع المواد المستخدمة في عملية التغليف.
  • الرواتب: وهي تشمل رواتب الموظفين في متجر الملابس وحتى موظفي الإشراف الفني على المتجر.
  • الطاقة: وهي التكلفة الأبرز في الإنتاج، وتعتمد على عدد قطع الملابس المنتجة في اليوم.
  • تكاليف المتجر: وتشمل تكاليف الصيانة، وإعادة تأهيل المكان، وما إلى ذلك.
  • النفقات العامة: وتشمل المصاريف الإدارية، والترويج، ومصاريف البيع، والتوزيع، والإيجار، والضرائب، وفواتير الهاتف، وما إلى ذلك.

مواسم بيع الملابس

لكل شيء في الحياة موسم، وهذا ينطبق تمامًا على الموضة. حيث تباع الملابس على مدار العام وفي جميع فصول السنة. وبالرغم من ذلك، فإن الموسمين الرئيسيين هما بداية موسم الصيف، وبداية موسم الشتاء. كما يحب تجار الملابس عادةً البدء في بيع الملابس مبكرًا. فمثلًا تصل بضائع الخريف إلى المتاجر في شهر تموز تقريبًا لجذب المتسوقين في فترة العودة إلى المدرسة. كذلك ستلاحظ عند بداية الموسم الجديد، أن الموسم السابق سيُطرح للبيع عمومًا مع تقديم عروض وتنزيلات قيمة على البضاعة. حيث يجري الاستعانة بمختلف الأساليب الذكية لزيادة حركة المبيعات.

توزيع الملابس

يعد توزيع الملابس أمرًا مهمًا لأصحاب هذه التجارة، حيث لا بد من البحث عن موزعين مناسبين. كما أن تاجر الجملة يشتري عادةً المنتجات من الشركات المصنعة ويبيعها إلى متاجر التجزئة الأخرى.

أيًا كان نوع المتجر، يلعب موزعو الجملة دورًا مهمًا في ربط الموردين وأصحاب المتاجر. كذلك يمكن العمل مع شركة واحدة أو أكثر من موزعي الجملة بعد تحديد نوعية الملابس المراد توريدها. ومن الجدير ذكره أنه لا بد من أخذ الأمور الآتية بالحسبان عند البحث عن المورد المناسب:

  • إيجاد قناة التوزيع المناسبة، فقد يكون الموزع هو الشركة المصنعة نفسها. كما قد يعتمد على موزع حصري للشركة يوزع البضاعة للتجار الأصغر.
  • يجب التركيز على التعامل مع الشركة المصنعة مباشرةً وذلك لتجنب التكاليف الإضافية الناتجة عن التعامل مع وسطاء إضافيين. بحيث يؤدي وجود الوسطاء إلى خفض أرباح تجار التجزئة.
  • مراعاة دقة البحث عن موزعي الملابس عبر الإنترنت. كما يجب أن تتضمن كلمات البحث نوع المنتج، ورقم طرازه، واسمه التجاري..إلخ.
  • بناء علاقة جيدة مع تجار الجملة المعتمدين، والعمل على التواصل الدائم معهم. كما لا بد من سؤالهم عن المعلومات الأساسية المتعلقة بسعر الوحدة ومنطقة التوزيع.
  • الاطلاع الدائم على حالة السوق لتمييز طريقة التوريد الأفضل من حيث تغير الأسعار.
  • الاشتراك في جمعيات الأعمال والمنتديات المهنية ذات الصلة.

عوامل نجاح مشروع تجارة وتوزيع الملابس

يجب الاهتمام بالتفاصيل الدقيقة لمشروع تجارة الملابس لضمان نجاح المشروع. بحيث لا بد من وضع خطة عمل تتضمن الآتي:

  • البحث عن موقع متجر يتمتع بتركيبة ديموغرافية متنوعة ذات نسبة عالية من النساء. بحيث تحتوي نسبةً كبيرةً من الشريحة العمرية الشابة. كما يُراعى المستوى العام لدخل السكان في المنطقة في سياسة التسعير.
  • إيجار موردين مناسبين للبضاعة. بحيث يجب البحث عن المورد الذي يكلف أقل ما يمكن ولكن دون التأثير على الجودة.
  • الدعاية والإعلان والتسويق الجيد. حيث يعتبر التسويق هو مفتاح النجاح الأول في مشروع تجارة وتوزيع الملابس. ويمكن في هذا السياق الاستعانة بالترويج الإلكتروني عبر إنشاء مواقع ويب مخصصة والنشر على وسائل التواصل الاجتماعي ذات نسبة الوصول العالية من قبل المستهلكين.

لا بدّ أن تجارة وتوزيع الملابس هي بمثابة مشروع رابح بنسبة كبيرة. حيث يتوقف فيها مقدار الربح على ذكاء التاجر، ومعرفته بجميع التفاصيل اللازمة، ولا سيما التكاليف، وإستراتيجية تحقيق الأرباح، والتعامل مع الموردين الأفضل.