سنعرض في مقالنا التالي بحث عن الإنتاج الحيواني وأهميته على القطاع الاقتصادي الوطني والعالمي في المنطقة العربية، حيث يساهم الإنتاج الحيواني في تحقيق التنمية المستدامة وتنفيذ الخطط الاستراتيجية المستقبلية في دول المنطقة وتطور باقي القطاعات مثل القطاع الزراعي والسياحي والثقافي.

ما هو الإنتاج الحيواني؟

يمكن تعريف الإنتاج الحيواني سواء كان على الصعيد المحلي أو الوطني على إنه مجموعة من الإجراءات والأنشطة الممنهجة الهادفة إلى تطوير قطاع الدواجن والمواشي والأبقار والطيور والأغنام بهدف جني مردود مادي والحصول على أكبر عائد غذائي وسد الحاجة الوطنية من هذا القطاع، إذ يحتاج تطوير هذا القطاع إلى تظافر وتعاون باقي القطاعات المحلية واستغلال الخبرات الوطنية لتحقيق تلك الإجراءات التي ذكرناها مسبقاً.
أيضاً، نرى توابع هذا القطاع وتأثيرها على باقي الموارد الوطنية مثل تحسين الرعاية الصحية للمواشي والأبقار، الأمر الذي يعود بفوائد مادية مهمة.

ما هي أهمية الإنتاج الحيواني؟

يمكن القول أن الدول المتقدمة بدأت بالتركيز على قطاع الإنتاج الحيواني في أواخر القرن الماضي، وذلك بعد دراسات استقصائية واستبيانية هادفة قام بها مجموعة من العاملين في هذا القطاع ومهندسي الزراعة والأطباء البيطريين والتي زادت من الإنتاج في ظل شح الحصة الفردية من المنتجات الحيوانية مثل الألبان والأجبان واللحوم الحمراء ولحوم الدجاج.

أدت عمليات إزالة الغابات ونمو التصحر والصيد الجائر للحيوانات البرية إلى تراجع المنتوج الحيواني، الأمر الذي أدى إلى تقليص حصة الفرد من هذا القطاع.

ما هي أسباب تراجع الإنتاج الحيواني؟

كما ذكرنا سابقاً، أهمل القطاع الحيواني في المنطقة العربية، ولكن يوجد أسباب أخرى أدت إلى تدهور المنتوج الحيواني، نذكر منها:

  • تردي الأوضاع المادية في العديد من الدول العربية.
  • انتشار الجهل حول أهمية الإنتاج الحيواني، مما أدى إلى نقص واضح في مردود هذا القطاع.
  • غياب المساحات الكافية والصالحة لتربية الحيوانات.
  • قلة استيراد العلف من باقي دول المنطقة.
  • غياب التقنيات الحديثة والفعالة في الصناعات الحيوانية.
  • رفض الخبرات الزراعية الحديثة وعدم إدراجها في خطط العمل الممنهجة.
  • ارتفاع أسعار مفاجئ في العلف بظل غياب حلول واضحة لسد حاجة القطاع.

ما هي معوقات هذا النوع من الإنتاج؟

يرجع الكثير من العلماء والباحثين تدهور الإنتاج الحيواني في المنطقة العربية إلى عدة أسباب، منها:

  • انتشار الأراضي الجافة الغير صالحة للرعي في دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث تقل الموارد من المياه والنباتات التي تعتمد عليها الحيوانات في غذائها.
  • التغير المناخي العالمي وارتفاع درجات الحرارة في المنطقة العربية، فأصبحت الحيوانات بحاجة حظائر داخلية ذات شروط جيدة بيئياً.
  • تراجع إنتاج الأعلاف وقلة استيرادها، الأمر الذي أثر بشكل مباشر على الحيوانات، كونها تمثل الغذاء الرئيسي له.
  • ضعف الخطط التنموية الاجتماعية الهادفة إلى تنمية دعم وتطوير قطاع تربية الحيوانات.
  • قلة كفاءة الكوادر البشرية وانعدام التدريب المهني بما يخص تربية الحيوانات والتعامل معها وصولاً للارتقاء بالثروة الحيوانية في المنطقة.
  • عدم وجود دعم مادي ومناخ يدعم الاستثمار في القطاع الحيواني مقارنة بغيرها من القطاعات الإنتاجية المحلية.
  • انخفاض عدد المراعي محلياً وإقليمياً بسبب توجه الخطط الحكومية إلى توسيع المناطق السكانية والصناعية على حساب المراعي.
  • الإهدار الكبير في هذا القطاع بسبب الاعتماد على الوسائل والأساليب التقليدية في التربية الحيوانية والإنتاج الحيواني.
  • تفشي الأمراض بين الحيوانات مثل الإنفلونزا وجنون البقر والطاعون وغيرها، مما نمى خوف المستثمرين من الدخول في هذا القطاع.