تعتبر المنافسة في بيع العقارات من أكثر الأعمال رواجًا هذه الفترة. ويعتمد النجاح في أي مجال للعمل على أسس متعددة أهمها المهارة في أداء العمل وإتقانه ومدى الخبرة المكتسبة في ممارسته، واتباع الوسائل والطرق الحديثة التي تسهل إجراء هذا العمل. وهنا يظهر ذكاء صاحب العمل في مدى استغلاله لتلك المعطيات والأسس الهامة في عمله. إلّا أن طبيعة تلك الأسس والمعطيات تختلف بين عمل وآخر ومن وظيفة لأخرى.
فعلى سبيل المثال تعتمد المهارة في العمل التجاري على جذب الزبائن. وتلبية أكبر قدر من حاجاتهم والسعي لإرضائهم لكسب ثقتهم. ومن ناحية أخرى نجد أن الأعمال المكتبية تتطلب السرعة في أداء العمل والمهارة في استخدام الحاسوب، والمستوى الجيد للموظف في إتقانه اللغة الإنكليزية الشرط الذي أصبحت تتطلبه معظم الوظائف المكتبية في عصرنا الحالي.

وفي مقالنا لهذا اليوم سنورد أهم أسس وجوانب العمل في المجال العقاري. كذلك سنسلط الضوء على النقاط الأساسية التي يتطلبها النجاح في تجارة العقارات. كما سنوضح كيفية التعامل مع التنافس الذي يخلقه مجال العمل هذا بين السماسرة العقاريين، وتعاطيهم مع حالات البيع والشراء التي تجري مع أحدهم دون الآخر. بالإضافة إلى الآلية التي يرتكزون عليها في جذب المُلّاك وأصحاب العقارات المختلفة.

العمل والتنافس في بيع العقارات

يعتبر العمل في هذا المجال ذا طابع مميز مقارنةً بغيره من المجالات الأخرى، إلّا أنه يتطلب الإلمام والإحاطة بالمعاملات والوثائق المطلوبة لإتمام الصفقة في المقام الأول. كما يفضل على الراغبين بالدخول في سلك العمل هذا أن يكونوا حاصلين على شهادة تؤهلهم لإبرام صفقات البيع والشراء، والإيجار والاستثمار، والتعهد والبناء بين الأطراف الداخلة في الصفقة.

إلى جانب أن استمرار العمل في السمسرة العقارية ونجاحه يتطلب من السمسار أن يكون طرفًا محايدًا في الصفقات المبرمة، ودبلوماسيًا في تعاطيه مع الزبائن ولبقًا في تعامله معهم. لأن السمعة الحسنة والأسلوب الدبلوماسي في الأخذ والرد لهما دور كبير في نجاح السمسار وإقبال الزبائن إليه. بالإضافة إلى نقطة هامة بل وهي من أهم النقاط التي تؤثر في سمعة السمسار ومعاملاته، ألا وهي نسبة الربح التي يحصل عليها من المالك عند إتمام الصفقة والتي لها أهمية في نجاح هذا السمسار، بمعرفته بكيفية جذب اهتمام أصحاب العقارات بهذا النوع من التفاصيل. كما يجب ألّا ننسَ أنه قد تمر فترة طويلة على السمسار دون إبرام أي صفقة بيع تعود عليه بمنفعة، لكون هذا النوع من الأعمال مرتبطًا بحركة البيع والشراء العامة وارتفاع أسعار العقارات وانخفاضها، وطبيعة المنطقة التي يتواجد فيها العقار ومدى إقبال المشترين إليها، وبالتالي فإن العمل في هذا السلك يخضع لكثير من المتغيرات والتفاوتات الدائمة والمؤقتة.

أهم النصائح والإجراءات قبل بيع العقار

  • إصلاح المشاكل والعيوب التي يعاني منها العقار والتي تؤخر عملية بيعه: هي من النقاط الهامة والرئيسية التي تجذب الزبائن لامتلاك العقار، وعدم ترددهم كثيرًا قبل شرائه. فالعديد من عمليات بيع العقارات وصلت إلى حائط مسدود وانتهت بالفشل. وذلك بسبب مشاكل في التمديدات الصحية للمنازل وعيوب في تأسيسها، وطلائها القديم ورشح المياه من السقف وغيرها من المشاكل الأخرى.
  • وضع الثمن المناسب للعقار: حيث يتقصى المالك ويسأل عن الثمن المناسب لعقاره. وذلك بعد إجراء جولات في سوق العقارات وطلب استشارة مختص في السلك العقاري. ليحدد بعد ذلك السعر المناسب مع ترك مجال للمساومة مع الزبائن الراغبين في رؤية العقار ولديهم النية الحقيقية لشرائه.
  • الترويج للعقار عن طريق عرضه على وسائل التواصل: وذلك بأخذ عدة صور للعقار. وتوضيح مساحته وأقسامه، وإطلالته الخارجية والإنارة بداخله، والمداخل الداخلية والمخارج الرئيسية فيه وموقعه العام في المنطقة التي يتبع لها.
  • تجهيز العقار لمعاينته من قبل الزبائن: بإخلاء مساحة كافية منه. لتتيح للزبائن تفحص أقسامه بعناية للتأكد من عدم وجود أيّة عيوب يمكن أن تسبب تراجعًا عن الصفقة. بالإضافة إلى تفقد مرافقه الصحيّة والخدمية وغرف النوم في حال كان منزلًا أو شقةً سكنيةً. أمّا إذا كان العقار محلًا تجاريًا أو صالةً للمعروضات فهناك مقاييس أخرى لمعاينته من قبل الزبائن قبل اتخاذ القرار المناسب بشرائه من قبل المالك.

مراحل عملية بيع العقارات

  1. يطلب الزبائن بعد التعرف على العقار شكليًا موعدًا من مالك العقار. وذلك بالاتفاق مع السمسار المكلف من قبله لمعاينته قبل التفاوض والاتفاق النهائي على الثمن المرضي للطرفين.
  2. وبعد الانتهاء من معاينة العقار يجلس الطرفان على طاولة التفاوض للتوصل إلى صيغة مشتركة لإبرام العقد. وهنا تبدأ المساومة على السعر النهائي فيسعى الطرفان إلى ميل الكفة كلٌ لناحيته. في الوقت نفسه يبقى على المالك التنازل عن نسبة معينة لضمان كسب هؤلاء الزبائن خاصةً إذا كان الثمن هو الأمر الوحيد المُختلف عليه.
  3. وبعد الاتفاق على السعر النهائي، تجري عملية التحضير لدفع المبلغ وانتقال الملكية من البائع إلى المشتري. وفي الوقت نفسه تحضير أوراق إثبات الملكية ووثيقة إبرام العقد. حيث يجب أن تتضمن الاسم الكامل للبائع والمشتري، وعنوان إقامتهما مع ذكر تفصيلي للعقار الذي جرت حوله الصفقة. بما في ذلك مساحته الإجمالية، وعنوانه الكامل من اسم الشارع إلى اسم المنطقة ثم المحافظة. بالإضافة إلى ذكر الثمن المتفق عليه مع تحمل مسؤولية المالك لأي إشكال غير ظاهر في بنية العقار الإنشائية والخدمية. وكذلك توضيح التسلسل لرقم العقد المبرم بعد العقود التي جرت قبله بخصوص العقار نفسه، في حال كانت هناك عقود سابقة لانتقال الملكية من المالك السابق إلى المالك الحالي.

في ختام مقالنا نرى أن التنافس يتولد بحسب درجات الخبرة والمهارة بين الأشخاص. بهدف السعي وراء تحقيق إنجازات وسمعة أفضل. بالإضافة إلى أن مجال العمل العقاري يعتمد بشكل كبير على الحرص والتمهل. وعدم الاستعجال لإبرام أي عقد ما لم يتفق على صيغة نهائية من قبل جميع الأطراف. وكذلك نجد أن فرص هذا العمل تختلق كثيرًا من أجواء التنافس بين متقلديه كونه ليس بوسيلة سهلة لكسب العيش ويعتمد على المهارة والدبلوماسية في التعامل مع كل من البائع والشاري.