المؤسسات الناشئة كيف تحقق النمو، تعد الشركات متناهية الصغر والشركات الناشئة (SUEs) جزءًا مهمًا من البيئة التجارية ونماذج الأعمال العالمية في الأسواق الناشئة. حيث تتمتع بإمكانيات نمو عالية من خلال الإدارة الفعالة لمزاياها التنافسية في فترة زمنية قصيرة مقارنة بالشركات التقليدية. ورغم ذلك؛ فإنّ العديد من هذه الشركات لا تدرك إمكاناتها الكاملة نظراً لأن عملية صنع القرار مركزية وتعتمد على رأي المدير بشكل أساسي دون الأخذ بالاعتبار الرأي الجماعي الذي سيسهم بشكل أكبر في بناء استراتيجيات مدعومة بأفكار مبتكرة وتكنولوجيا حديثة تتمحور بشكل أساسي حول العميل.


صوت العميل في عملية صنع القرار


تبدأ غالبية المؤسسات الناشئة كشركات عائلية، ترتكز فيه القيادة بشكل كبير على شخص واحد أو عائلة صغيرة تمتلك كل عملية صنع القرار، مما قد يعيق نمو الشركة ويقلل من حصتها في السوق. وهنا تأتي أهمية البحث عن شراكات فعالة مع شركات لديها بنية اقتصادية أكثر متانة وموارد مهمة يمكن الاعتماد عليها.
عادةً ما يتطور الهيكل التنظيمي للمؤسسات الناشئة من رؤية المؤسس، الذي غالباً ما يبدأ برأس مال محدود للاستثمار، وموارد بشرية محدودة لتنفيذ رؤيته. الأمر الذي يشكل عائقاً أمام جذب الموظفين الذين يتمتعون بالمهارات والخبرات اللازمة التي تطلبها الشركات ذات الموارد الكبيرة، ويجعل من الصعب تحقيق إدارة فعالة للشركة تضمن استمرارها.
لذا من المهم أن تعطي المؤسسات الناشئة الأولوية لتحسين وتطوير قدراتها وإمكاناتها وهيكليتها من خلال اتباع نهج يركز أولاً وأخيراً على العميل عند تحديد المهارات والكفاءات اللازمة، بمعنى الاستماع لصوت العميل باستمرار أثناء عملية صنع القرار. يتطلب ذلك أن يكون مدير المؤسسة الناشئة قائداً يتبع نهج الإدارة التحويلية التي تركز على مساهمة الموظفين في الشركة في نجاح العمل واتخاذ القرار، بحيث يعمل على التواصل الفعال مع الموظفين، ويشجع الأفكار الجديدة ويدعم الموظفين لبناء وتطوير قدراتهم.

ضرورة اتباع استراتيجات تسويقية فعالة


غالباً ما تفتقر الشركات الناشئة الصغيرة والمتوسطة إلى استراتيجيات تسويق تحفظ حصتها في السوق مع مرور الوقت، لذا فإنه يجب على قادة هذه المؤسسات إعطاء الأولوية للابتكار والتكنولوجيا في نماذج أعمالهم، لا سيما أن الحجم الصغير لهذه الشركات يمنحها بيئة مثالية للمشاركة في إنتاج منتجات وخدمات ورسائل تسويقية جديدة؛ ويتيح لها تنافسية أكبر في الأسعار، بحيث يترافق ذلك مع تطوير قاعدة من العملاء المتفاعلين على استعداد للعمل على دعم الأعمال التجارية للشركة في قنوات التواصل الاجتماعي والتسويق عبر الانترنت، ويولد مستوى أعلى من الثقة مقارنة مع استراتيجيات التسويق للشركات التقليدية.


التحالفات مع الشركات الكبيرة لتحقيق النمو


يمكن للشركات الناشئة تسخير ابتكاراتها وتقنياتها لجذب تحالفات استراتيجية مع الشركات الأخرى الكبيرة، مما يؤدي إلى استدامة طويلة الأجل ونمو ريادة الأعمال، لا سيما أن العديد من الشركات الناشئة الناجحة قد تقوم بدور المورد لمنتجات المؤسسات الكبيرة الحليفة، حيث تملأ مزاياها التنافسية العديد من الفجوات التي تجهد الشركات الكبيرة لملئها داخليًا. في المقابل، تحقق الشركات الناشئة خطوة كبيرة في رحلة نموها، من خلال الاستفادة من الموارد، وقاعدة العملاء الأكثر شمولاً في كثير من الأحيان، للأعمال الأكثر أهمية.
من الأهمية بمكان أن تأخذ المؤسسة الناشئة البنود السابقة بعين الاعتبار حتى تحافظ على نموها وتضمن نجاحها في سوق عالي التنافسية.