العمل عن بعد هو مستقبل العمل، نعم، فجائحة كورونا غيرت طريقة عملنا بشكل لا رجعة فيه، حيث أن الإغلاق المفاجئ للمكاتب في جميع أنحاء العالم أخذ الناس إلى نوع جديد من ترتيبات العمل، وهو العمل عن بعد، وشعر الناس بفوائد العمل خارج مساحات مكتبهم المعتاد، فاليوم وعلى الرغم من الانتقال مرة أخرى إلى المكاتب، يقول الكثير من الموظفين إنهم يرغبون في مواصلة العمل عن بُعد، وهذا طبعًا بالإضافة إلى استمرار العديد من المنظمات والشركات بتقديم خيارات عمل مرنة. لذا فمن المؤكد أن العمل عن بعد سيبقى، وأن العمل عن بعد هو مستقبل العمل.

ما هو العمل عن بعد

العمل الإلكتروني أو العمل عن بعد، هو ترتيب عمل يعمل وفقه الموظف خارج المكتب الفعلي لشركته. ويتضمن ذلك موظفين يعملون من المنزل، أو مساحة عمل مشتركة، أو حتى مقهى. فعندما يمكن إنجاز عمل الموظف من أي مكان مناسب، فإن العمل عن بعد يلغي الحاجة إلى الانتقال إلى العمل كل يوم. بدلًا من ذلك، يعتمد الموظفون العاملون عن بُعد على تكنولوجيا الاتصالات وإشارة واي فاي جيدة لأداء أدوارهم اليومية عن بُعد. ويتواصلون مع زملائهم في الفريق أو أصحاب العمل أو العملاء باستخدام برامج مثل Zoom أو Slack واعتمادًا على نوع ترتيب العمل عن بُعد، يمكن للموظفين زيارة مكاتبهم من حين لآخر.
ويعتمد ما إذا كان العمل عن بُعد مناسبًا لك على حسب طبيعة عملك. فغالبًا لا يتوفر خيار العمل عن بُعد للموظفين الذين يعملون في دور يحتاج فيه أن يواجه العملاء، مثل شركات المبيعات في بيئة البيع بالتجزئة. فيجب أن يكونوا حاضرين للتفاعل مع العملاء يوميًا. ومن جهة أخرى هناك أعمال تعد مثالية للعمل عن بعد. مثل: أعمال برمجة الكمبيوتر، وكتابة المحتوى، وإدارة الحسابات والمزيد.

أنواع العمل عن بعد

هناك العديد من الطرق التي يتعامل بها أصحاب العمل والمنظمات مع العمل عن بعد. وسنلقي نظرة في مقالتنا “العمل عن بعد هو مستقبل العمل” على أنواع العمل عن بعد الأكثر شيوعًا:

  • العمل عن بعد بدوام كامل: شركات مثل Facebook وMicrosoft وAmazon هي من بين عدد كبير من الشركات والمنظمات التي تسمح للموظفين بالعمل عن بعد على أساس التفرغ الكامل. حيث يتضمن العمل عن بعد بدوام كامل العمل خارج المكتب حصريًا. والأشخاص الذين يعملون عن بعد بشكل دائم عادة ما يجعلون مكاتبهم المنزلية مساحة العمل التي يختارونها. ويعد هذا النوع من ترتيبات العمل هو الأنسب للأشخاص الذين يمكنهم القيام بعملهم من أي مكان. ويأتون إلى موقع عملهم من حين لآخر لحضور اجتماعات أو مشاريع أو أحداث مهمة.
  • العمل عن بعد بدوام جزئي: هو مزيج من العمل في المكتب المركزي للشركة والعمل عن بعد. ويمكن أن يتخذ هذا الترتيب عدة أشكال مختلفة، اعتمادًا على سياسة العمل عن بعد في المنظمة. على سبيل المثال، يمكن لموظف العمل عن بعد بدوام جزئي أن يعمل من المنزل لمدة يومين من أسبوع العمل ويأتي إلى المكتب في الأيام الثلاثة الأخرى. غالبًا ما يشار إلى هذا كنموذج العمل الهجين.
  • ترتيب خاص العمل عن بعد: يتم إجراء هذا النوع من العمل عن بعد في ظل ظروف خاصة لمساعدة الموظفين على أداء وظائفهم بسهولة أكبر. على سبيل المثال، قد تحتاج موظفة للعمل عن بعد أثناء الحمل أو إذا كان موظف لديه إعاقة أو مرض. كما أن الاضطرار إلى رعاية طفل أو شيخ هو حالات أخرى يمكن فيها للموظف العمل عن بعد بسبب ترتيب خاص. فإن العمل عن بعد يمكن أن يخفف هذا العبء.

العمل عن بعد هو مستقبل العمل

يمكن أن يؤدي اعتماد سياسة العمل عن بعد إلى توفير أموال الشركات عن طريق إزالة الحاجة إلى مساحات مكتبية باهظة الثمن “أو مكاتب فرعية”. مع السماح للعمال بحرية إنشاء جداولهم الخاصة والعمل من أي مكان يشاؤون. فهذا يمكن أن يكون وضعًا مربحًا للجانبين.
تتوقع شركة Fast Company (الرائدة في مجال الوسائط التجارية في العالم). أن تصبح برامج العمل عن بعد، مثل أدوات العمل المحمولة ومؤتمرات الواقع الافتراضي. هي الشكل المفضل للاتصال حتى عبر الاجتماعات وجهًا لوجه، ومن المحتمل أيضًا أن يلعب الذكاء الاصطناعي دورًا رئيسيًا في إدارة الموظفين عن بعد.
وقد تجعل هذه التطورات الشركات أكثر راحةً. كما قد يكون الانتقال إلى إدارة القوى العاملة عن بعد أمرًا شاقًا، ولكن مع التكنولوجيا المناسبة والموظفين الدؤوبين، يمكن أن تكون عملية سلسة.
ويقول Stephane Kasriel الذي يقود شركات مثل Meta FinTech و Novi (التي تشرف على مدفوعات التجارة الرقمية). وهو أحد الأشخاص الذين يستثمرون وقتهم وطاقتهم في تصميم أدوات العمل عن بعد.
(أننا سنصل قريبًا إلى نقطة تصبح فيها المنصات البعيدة أفضل من التواصل وجهًا لوجه، بسبب القدرات الإضافية التي يمكن أن توفرها. ونتيجة لذلك، إننا نقترب بسرعة من مستقبل تكون فيه أدوات العمل عن بعد قياسية، سواء كان زملائك يجلسون بجوارك أو على الجانب الآخر من الكوكب).
(يمكنك أن ترى وقتًا تكون فيه أدوات التعاون التي يستخدمها الأشخاص افتراضية تمامًا. لذا، حتى لو كنت جالسًا بجانب الشخص، ما زلت تفعل ذلك من خلال عالم الواقع المعزز أو الواقع الافتراضي للتعاون في الشيء الذي تعمل عليه).
ووفقًا لشركة Buffer (لإدارة الشبكات الاجتماعية)، فإن 99٪ من العاملين الحاليين عن بعد يرغبون في العمل عن بعد، على الأقل لبعض الوقت، لبقية حياتهم المهنية.
ووفقًا لشركة Global Workplace Analytics (شركة أبحاث واستشارات تساعد أصحاب العمل على فهم مستقبل العمل والاستعداد له). فإن 37٪ من الموظفين عن بعد سيحصلون على خفض رواتب بنسبة 10٪ لمواصلة العمل من المنزل، بسبب هذا الاتجاه الشائع بشكل متزايد، ويرفض البعض قبول وظيفة في الموقع، مع العلم أنه يمكنهم العثور على وظيفة أكثر ملاءمة ومرونة في مكان آخر.
لذا بدلًا من مقاومة التغيير، يجب على المؤسسات تحسين سياسات وقدرات العمل عن بعد.

نصائح للنجاح في العمل عن بعد

إذا كنت حاليًا تعمل عن بعد أو تفكر في المستقبل بذلك. فإليك هذه النصائح لمساعدتك على النجاح أثناء العمل من المنزل (أو في أي مكان آخر):

  • إنشاء روتين صحي: عندما تعمل من المنزل، من السهل الخروج من السرير في الصباح والتوجه مباشرة إلى اجتماع Zoom في الساعة 9 صباحًا. لكن عدم وجود روتين ثابت وصحي يمكن أن يؤثر على صحتك العقلية وأدائك في العمل بمرور الوقت. فمفتاح النجاح في العمل عن بعد هو إنشاء روتين الصباح والنهار. روتين الصباح. على سبيل المثال، يمكن أن يتضمن الجري في الهواء الطلق، ووجبة فطور صحية، و10 دقائق من التأمل. أضف تدريجيًا المزيد والمزيد من العادات الصحية إلى روتينك لتحل محل أي عادات سيئة ربما تكون قد اكتسبتها مع مرور الوقت.
    سيساعدك بناء هيكل في يومك على إدارة وقتك بفعالية وزيادة في إنتاجيتك.
  • تواصل مع زملائك: خصص وقتًا كل يوم للتواصل مع زملائك في الفريق لمنع أو تخفيف مشاعر الوحدة والعزلة.
    كما يمكنك قضاء بعض الوقت مع الزملاء عبر تطبيقات مؤتمرات الفيديو والمراسلة أو يمكنك الالتقاء وجهًا لوجه بعد العمل أو في عطلات نهاية الأسبوع.
  • الخروج من المنزل: اذهب للمشي يوميًا أو مارس التمارين في الهواء الطلق أثناء النهار. فالحصول على الهواء النقي يقضي على صعوبات يوم عملك ويجدد طاقتك. كما أنه يحسن صحتك العاطفية واللياقة العقلية.
  • افصل عملك عن حياتك المنزلية: عندما يكون منزلك هو مكتبك أيضًا، فقد يكون الفصل بين الاثنين أمرًا صعبًا. لكنه ليس مستحيلًا. فيما يلي بعض النصائح التي يمكن أن تساعد:
    • خصص مساحة عمل منفصلة ومخصصة.
    • تجنب التحقق من رسائل البريد الإلكتروني بعد ساعات العمل.
    • تواصل مع زملاء العمل في ساعات عملك.

في النهاية، العمل عن بعد هو مستقبل العمل، وهو موجود ليبقى، وستتغير الطريقة التي اعتدنا على العمل بها. فالفوائد التي لا حصر لها جعلت العمل عن بعد عنصرًا ثابتًا دائمًا في عالم العمل. بالإضافة للتطور التكنولوجي الحاصل وتطور تقنيات وأدوات الواقع الافتراضي لتتناسب مع عالم الميتافيرس.