باتت التجارة الإلكترونية من أهم أشكال التجارة في وقتنا الحالي، ومن المتوقع أن يتزايد هذا النشاط في الأعوام القادمة. سنستعرض في مقالنا هذا أهم معلومات الدليل الشامل للبدء في مجال التجارة الإلكترونية الذي يقدم إجابات للعديد من الأسئلة أهمها: ما هي التجارة الإلكترونية؟ كيف يمكن البدء بالعمل بهذا المجال، وما هي متطلبات العمل؟ وهل تمتلك التجارة الإلكترونية نوعاً واحدًا أم عدة أنواع؟ فلنبدأ بالتعرف على هذا المجال معًا.

التجارة الإلكترونية وأهم مميزاتها

تعد التجارة الإلكترونية أحد أشكال التجارة التي يجري فيها إكمال العمليات والمبادلات التجارية عن طريق الإنترنت من أي مكان حول العالم. بالتالي فهي تجري من خلال أي جهاز متصل بالإنترنت مثل أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية. أما أهم الميزات التي أكسبتها هذا الانتشار الواسع حول العالم فهي:

  • السرعة: تتمثل السرعة في نقطتين أساسيتين أولهما سرعة إنجاز العمليات التجارية حيث تجري عمليات الشراء والبيع بشكل شبه فوري. أما النقطة الثانية فهي سرعة الاستجابة للتغيرات المفاجئة والطارئة في سوق العمل.
  • قابلية الانتشار: حيث يساعد استخدام الإنترنت في الوصول إلى عدد أكبر من العملاء المتنوعين في أي مكان في العالم.
  • انخفاض التكاليف: مقارنةً بالتجارة التقليدية التي تطلب تكاليف عالية نسبيًا بدءًا من تكاليف إنشاء أو استئجار المحل إلى الإنتاج والتخزين وصولاً إلى تكلفة التسويق والتوزيع، فإن تكاليف التجارة الإلكترونية منخفضة ولا تحتاج إلى رأس مال كبير. يمكن القول إن تكاليف امتلاك متجر إلكتروني تبلغ حوالي 10% من تكاليف امتلاك متجر تقليدي على أرض الواقع.
  • سهولة التوسع: تتميز عملية إنشاء المتاجر الإلكترونية بسهولتها. كما يمكن توسيع مجال التجارة بإضافة منتجات وخدمات جديدة بسهولة من خلال البحث عن الموردين على الإنترنت.

أشكال التجارة الإلكترونية

قبل البدء بمشروع تجارة إلكترونية، من المفيد التعرف على أشكال ونماذج الأعمال المتوفرة لتحديد كيفية تشغيل المتجر وتحقيق الربح منه. تقسم التجارة الإلكترونية إلى 4 أشكال:

  • من تاجر لتاجر Business-to-business وتعرف اختصارًا B2B: يكون هذا النوع بين الشركات والمشاريع حيث تبيع أحد الشركات منتجاتها إلى شركة أخرى للاستفادة منها. على سبيل المثال شركات البرمجيات التي تبيع البرامج لشركات مختلفة لمساعدتها في عملها دون الارتباط مع المستهلك.
  • من تاجر إلى مستهلك Business-to-consumer أو ما يعرف بالرمز B2C: يعتبر هذا النوع هو الأكثر انتشارًا للتجارة الإلكترونية. تعرض وتبيع الشركات في هذا النوع المنتجات والخدمات مع المستهلك مباشرةً، كمثال عليها بيع المنتجات على موقع Amazon.
  • C2C من مستهلك لمستهلك: تكون التجارة في هذا النوع بين الأفراد، وأبرز أمثلتها الصناعات اليدوية حيث يصنع أحد الأفراد منتجًا ما ويبيعه مباشرةً لشخص آخر.
  • من المستهلك إلى الشركة C2B: حيث يبيع شخص ما خدماته إلى الشركات. كمثال على هذا، مصمم الجرافيك يبيع تصميماته إلى شركة ما.

يمكن إضافة نوعين آخرين، الأول يعرف باسم الحكومة الإلكترونية. حيث تقدم الحكومات خدماتها للشعوب، أو التجار، أو الشراء منهم. أما النوع الآخر فهو التعليم الإلكتروني الذي يتمثل بتقديم الخدمات التعليمية والتدريبية عبر الإنترنت مثل الجامعات الافتراضية.

ما هي متطلبات التجارة الإلكترونية

تقسم هذه المتطلبات حسب الدليل الشامل للتجارة الإلكترونية إلى 3 أقسام رئيسية:

  • متطلبات تشريعية: لا تعتبر أمرًا ضروريًا عند البدء بالعمل، إلا أنها مهمة على المدى البعيد لإنجاز العمليات المالية بسهولة. إضافةً إلى كسب ثقة العميل والمصداقية في التعامل. تعتبر هذه المتطلبات مكلفةً نوعًا ما لما يترتب عليها من ضرائب ورقابة للعمليات والمنتجات.
  • متطلبات تقنية: مثل توفر جهاز كمبيوتر واتصال بالإنترنت. بالإضافة إلى متجر إلكتروني بتصميم مريح وجذاب لعمليات عرض وبيع المنتجات من خلاله.
  • متطلبات لوجستية: تتلخص بالتواصل مع الموردين وشحن وتخزين المنتجات. بالإضافة إلى توفر السيولة الكافية وبطاقات تقبل أنظمة الدفع العالمية مثل فيزا، وماستر كارد.

ما هي خطوات البدء في مجال التجارة الإلكترونية

  1. اختيار المجال: قبل البدء بالعمل لا بد من تحديد نوع النشاط التجاري وتحديد ما يميز هذا النشاط عن غيره. يحدد تخصص العمل من خلال تحديد مجال الخبرة لمؤسس العمل ومدى تناسبه مع الأسواق.
  2. اختيار المنتج: تعتبر هذه الخطوة الجزء الأصعب ضمن خطوات البدء بأي نشاط تجاري. يمكن التفكير بالمنتجات التي تلقى إقبالًا شديدًا لكن هامش الربح بها قليل، أو العكس منتجات بأرباح مرتفعة لكنها موجهة لفئة محددة. يمكن إعداد قائمة بالمنتجات المحتملة، ثم العمل على انتقاء المنتجات التي تجذب الانتباه وتلبي احتياجات أكبر عدد ممكن من العملاء. كما يمكن الاستعانة بالعديد من الأدوات مثل Google Trend لقياس مدى الإقبال على المنتجات المحتملة.
  3. البحث عن مصادر الإنتاج: بعد تحديد المنتج المقترح لا بد من البحث عن موردي المواد الأولية لصناعته أو موردي المنتج نفسه حسب المواصفات المطلوبة حيث تجري عملية البيع فقط عبر المتجر الإلكتروني دون الحاجة لتصنيعه.
  4. العلامة التجارية: من غير المنطقي بيع المنتجات بدون علامة تجارية أو العمل من خلال البيع لصالح علامات تجارية أخرى. لذلك من الضروري ابتكار علامة تجارية خاصة وشعار لها.
  5. إنشاء المتجر الإلكتروني: وهو الواجهة التي يجري من خلالها التعامل مع العملاء، حيث تعرض المنتجات وعمليات البيع من خلاله. لذلك يجب أن يتمتع بتصميم جذاب ومريح للعملاء.
  6. وضع خطة الإيرادات: من خلال دراسة السعر الذي يحقق أرباحًا عادلةً ويناسب العميل. بالإضافة إلى وضع توقعات للإيرادات والأرباح ومقارنة النسبة بين المبيعات وعدد الزيارات.
  7. وضع خطة تسويق: تتنوع خطط التسويق بين خطط مدفوعة وأخرى مجانية. كما يجب معرفة الجمهور المستهدف لإطلاق حملات تسويقية مناسبة له.
  8. إطلاق المتجر الإلكتروني: وهي الخطوة الأخيرة لكن يتوجب بعدها اتباع بعمليات المتابعة والقياس والتطوير المستمر للمتجر والعمل بناءً على تحليل النتائج.

بهذا نكون قد تعرفنا على أهم النقاط في الدليل الشامل للبدء في مجال التجارة الإلكترونية. بالإضافة إلى الربح المتوقع من هذا المجال، يمكن للمختصين تحقيق الأرباح من خلال تقديم النصائح والمساهمة في إنشاء هذا النوع من التجارة.