ما هو التفكير الاستقرائي أنواعه وأمثلة عنه، مما لا شك فيه أن التفكير الاستقرائي هو أحد أهم طرق التفكير التي يتم العمل على استخدامها في كل من علوم الفيزياء وعلم الرياضيات وكذلك العلوم الإنسانية، حيث أن يتم العمل على وصف التفكير الاستقرائي على أنه هو عملية انتقال تحدث من الجزء إلى الكل أو من الخاص إلى العام، وهي التي ترتكز على المادة العلمية المقدمة، ولذلك سنتعرف على ما هو التفكير الاستقرائي أنواعه وأمثلة عنه.

نبذة عن التفكير الاستقرائي

التفكير الاستقرائي هو عملية استدلال عقلي، يهدف بدوره إلى التوصل إلى استنتاجات وتعميمات تتخطى الأدلة المتوفرة أو المعلومات الناتجة عن المشاهدات القديمة، فلو شاهدت وأنت ذاهب في طريق عملك سيارتَي أجرة صغيرتين تقومان بقطع الإشارة الحمراء، ثم وصفت الحادثة لصديقك لتنهي كلامك بقول: جميع سائقي سيارات الأجرة الصغيرة يجمعهم الاستهتار، ولا يراعون الإشارات الحمراء، فإنك بهذا الفعل تكون قد تجاوزت حدود المعلومة التي شاهدتها في الحقيقة على سائقَين لا غير، وعمَّمتها على كل فئات سائقي السيارات الصغيرة بدون أي استثناء. من الواضح بشكل كبير أن الاستنتاج الذي وصلت إليه هو استنتاج من النوع الاستقرائي الذي لا يمكن لنا ضمان صحته بالاعتماد على الدليل المتوافر فقط بين يدينا، والجدير بالذكر أن أقصى ما يمكن أن يصل إليه الاستنتاج الاستقرائي هو احتمالية فقط أن يكون صحيحًا.

ومثال على ذلك القول إن التدخين هو السبب الرئيسي للإصابة بسرطان الرئة، فهذا النوع من الاستنتاج تم الوصول إليه بعد ملاحظة ملايين المصابين، ومع ذلك فعكس هذا الاحتمال قائم أيضًا بألا يكون التدخين السبب الرئيسي للإصابة بمرض السرطان. ومن هذا نستنتج أن التفكير من النوع الاستقرائي يميل دائمًا إلى تخطي الواقع أي ما هو أبعد من حدود المعلومات الموجودة أمامنا، ويتم اتخاذ الدلائل والمعلومات المتوافرة سندًا للاستنتاجات اللاحقة، بمعنى أنه إذا كانت المعلومات أو الفروض التي تم وضعها صحيحة، ستكون الاستنتاجات أيضًا صحيحة. لكن ينبغي ألا نفهم من ذلك بأن نبتعد عن التفكير الاستقرائي، لأن دوره في حياتنا مهم جدًا وأساسي.

أهمية التفكير الاستقرائي

عرف أن طريقة التفكير الاستقرائي هي واحدة من أهم وأبرز الطرق المتبعة في العملية التعليمية، وهي التي تستخدم في المناهج العلمية التي تقوم على المفاهيم والنظريات، ولذلك سوف نقوم بعرض أهمية التفكير الاستقرائي من خلال التالي:

  • أن يتم المساعدة على فهم مفاهيم الكون والطبيعة.
  • كذلك، أن يتم إيجاد طرق جديدة لوصول إلى حل لكافة المشكلات.
  • أن يتم تطوير وسائل وأساليب أكثر إبداعية لحل المشكلات.

الفرق بين التفكير الاستقرائي والتفكير الاستنتاجي

  • الحجة هي من أول خصائص الاستقراء، حيث تقدم فيها  أسبابًا تدعم الحقيقة ضمن عدة احتمالات. وهذا هو الشكل الابتدائي للاستدلال الصحيح، حيث يقدم الاقتراح ضمانة لحقيقة الاحتمال، وهو بشكل مختصر ليس مثل الاستنتاج.
  •  النهج التصاعدي هو من أبرز خصائص الاستقراء، حيث يكون هذا المنطق منهجًا ينفذ من أعلى إلى أسفل.
  • النقطة الأولية للاستدلال الخاص بالاستقراء هي الاستنتاج. ومن ناحية أخرى، يبدأ المنطق الاستنتاجي بالعمل في هذه النقطة.
  • أساس الاستدلال الاستقرائي هو السلوك المتبع. وعلى العكس، يعتمد المنطق الاستنتاجي على الحقائق الثابتة والقواعد.
  • يبدأ التفكير الاستقرائي بملاحظات صغيرة وبسيطة، تحدد بدورها النمط وتطور النظرية من خلال العمل على القضايا ذات الصلة. في المقابل، يبدأ المنطق الاستنتاجي بوضوح عام، أي النظرية التي تحولت إلى مجرد فرضية، ثم يتم فحص بعض الأدلة أو الملاحظات للوصول إلى النتيجة بشكل نهائي.
  • في الاستدلال الاستقرائي، قد تكون الحجة الداعمة للنتيجة قوية جدًا. وعلى العكس أيضًا ، في الاستدلال الاستنتاجي، ويمكننا إثبات الحجة إن كانت صحيحة أو غير صحيحة.
  • الاستدلال الاستقرائي ينتقل من إطار معين إلى عام. على عكس الاستدلال الاستقرائي ينتقل من عام إلى الخاص.
  • في الاستدلال الاستقرائي تكون الاستدلالات المرسومة هي احتمالات فقط. على النقيض من ذلك، في التفكير الاستنتاجي أو الاستراتيجي، فيجب أن يكون التعميم صحيحًا بالضرورة.

التفكير الاستقرائي

أنواع التفكير الاستقرائي

أنواع الاستقراء عند أرسطو والتي تم ذكرها في كتبه:
  • الاستقراء التام، أو الإحصائي، أو الصوري.
  • التفكير الاستقرائي الناقص، أو الحدسي، أو التعميمي.
  • الاستقراء الجدلي.
ويمكن إظهار الفارق بين الاستقراء التام والاستقراء الناقص والجدلي بما يلي:
  • في الاستقراء التام النتيجة دومًا تساوي المقدمات (لذا لا يفيدنا علمًا جديًا)
  • في الاستقراء الناقص النتيجة دومًا أهم من المقدمة، ويكون هذا التعميم جوهر الاستقراء الناقص.
  • الاستقراء التام لا يتضمن عملًا عقليًا دقيقًا، فهو مجرد إحصاء آلي بسيط. أما الاستقراء الناقص، فيطلق عنان العقل للحرية والإبداع لتخيل الفرض المناسب.
  • الاستقراء التام يضمن لقضاياه قدرًا من اليقين أما الاستقراء الناقص، فلا يتمحور إلا على الاحتمالات فقط، حيث نلاحظ القرب الهائل بين الفروق، وبين ما تقدمها حول القياس الأرسطي والاستقرائي.
  • أما الاستقراء الجدلي فيقوم على أساس النظر لجميع الآراء التي تم طرحها حول المسألة وموضوع البحث، ثم استنتاج كل النتائج التي تؤدي إليها هذه البحوث وكل رأي من هذه الآراء، وفي النهاية مقارنة النتائج بعضها ببعض، ومقارنة هذه النتائج بحقائق يقينية مسلمة.

التفكير الاستقرائي

أمثلة هامة عن التفكير الاستقرائي

المثال الأول: قرر الشخص أن الطعام ضار، وبدأ برفض وجبات الطعام بشكل تام. اعتمادًا على شكل ورائحة الطعام التي تسبب بنوبات الفزع له. وهنا توقفت النفس عن التأقلم والتحكم ولا يمكنها أن تأكل في لحظات الأزمة العاطفية والشعور السلبي، وهنا سيحصل اضطراب في الأكل بسبب عدم إدراك الاستقراء، وتسمى هذه الظاهرة بالتثبيت، ويجب فيها اللجوء لطبيب مختص.

المثال الثاني: الإناث هن أكثر من يستعملن هذه الطريقة في التفكير، فإذا قال لها شريكها أنا متعب ولن آتي إلى الموعد اليوم، فلن تكتفي بكلامه وستضع الاحتمالات هل يا ترى يتهرب؟ هل يخفي عني شيئًا ما؟ وربما تحاسبه على استنتاجاتها.

المثال الثالث: أتى الزوج للبيت وكانت الشقة مرتبة جدًا، ولم يثني على زوجته، فستقوم باستقراء الموقف على أنه لا يأبه لتعبها ولم يثني عليها، مما يعني أنه لا يهتم بها.

ما هو التفكير الاستقرائي أنواعه وأمثلة عنه، قد قمنا في مقالنا هذا بعرض كل المعلومات والتفاصيل التي تتعلق في ما هو التفكير الاستقرائي، وكما عرف على أنه من الأساليب التعليمية المستخدمة من خلال المعلمين في شرح المناهج التعليمية.