منذ أقدم العصور, عمل الإنسان بالتجارة. فهي حاجةُ ملحةُ للشعوب لتأمين احتياجاتها من منتجات الشعوب الأخرى. فالمنتجات التي ينتجها شعبٌ معينُ لا ينتجها الآخر وهو بحاجةٍ لها . وفي هذه اللحظة ومع تطور الشعوب وظهور مفهوم المجتمعات والدول, نشأ مصطلح الاستيراد, والذي يعني حصول مجتمعٍ ما, بطريقةٍ ما. على ما يحتاجه من إنتاج مجتمعات أخرى. وطبعًا سيقدم هذا المجتمع ثمن ما تم استيراده. إما نقدًا, أو كمقايضةٍ بمنتجاتٍ بديلةٍ. فهي عمليةٌ تجاريةً بحتة ذو فائدة مشتركة لكلا الطرفين. فالمستورد سيكسب ما يحتاجه من بضائع والمصدر سيكسب نقودًا أو منتجاتٍ بديلة يحتاجها هو. وفي مقالنا هذا سنتحدث عن الاستيراد من الصين إلى أميركا.

الاستيراد من الصين إلى أميركا

الصين السوق الأكبر إنتاجًا في العالم بأجمعه. نظرًا للإمكانات الهائلة التي تمتلكها الصين من يدٍ عاملةٍ ومساحةٍ جغرافيةٍ شاسعةٍ, جعلتها في مقدمة الدول المنتجة في العالم. مما جعل منتجاتها تغزو العالم بأسره. وتعد أميركا السوق التصريفية الأكبر لمنتجات الصين. لأن أميركا بلدٌ هائل بعدد السكان ويحتاج إلى سوقٍ ضخمٍ كالصين ليسد حاجته من المتطلبات.

غزو المنتجات الصينية للأسواق الأميركية والعالمية

سؤالُ يتبادر إلى ذهن الكثيرين لماذا غزت المنتجات الصينية الأسواق الأميركية خاصةً والعالمية عامةً؟ ولتعرف الإجابة تابع معنا قراءة هذا المقال. الصين  البلد الذي يأكل كل شيءٍ يدب على الأرض أو يطير في السماء, وذلك للأسباب التالية:

  • اليد العاملة الكثيرة فيبلغ تعداد الصين حوالي مليار وأربعمئة مليون نسمة.
  • وفرة المواد الأولية لكل شيءٍ تقريبًا بسب امتدادها الجغرافي الضخم حوالي 3,705,000 ميل مربع.
  • رخص المنتجات الصينية مقارنةً بباقي المنتجات.
  • جودة المنتجات الصينية المتدرجة حسب السعر, فالصين تنتج عشرة تصنيفات للجودة من المنتج ذاته, ولكلٍ سعره حسب جودته.
  • سهولة الإجراءات القانونية للاستيراد من الصين.
  • العروض الكبيرة المغرية التي تقدمها الشركات والمعامل الصينية والتي يطمع بها أي مستورد.

الوثائق المطلوبة للاستيراد من الصين إلى أميركا

  • إيصال أو بوليصة شحن قائمة بالأصناف المراد استيرادها من الصين .
  • فاتورة رسمية تحدد بلد المنشأ, سعر شراء المنتج، والتصنيف الجمركي للبضائع المستوردة.
  • قائمة تعبئة تحتوي على تفاصيل البضائع المستوردة من الصين.
  • إشعار وصول مصرح به من قبل وكيل الجمارك في الولايات المتحدة الأميركية.
  • دفع الرسوم المقدرة من قبل مكتب الجمارك الأميركي وبالطبع المسؤول عن القيام بهذه العملية مستورد السجل التجاري.
  • وجود رخصة صناعية, وتطلب هذه الرخصة فقط للمعدات الصناعية المستوردة.
  • شهادة تأمين على البضائع المستوردة.

المنتجات المحظورة الاستيراد من الصين إلى أميركا

  • تحظر إدارة الجمارك وحماية الحدود استيراد المنتجات إلى الولايات المتحدة التي يمكن أن تضر بالصحة العامة أو السلامة العامة أو العمال الأمريكيين أو الأطفال أو الحيوانات الأليفة أو الحيوانات الأخرى أو تضر بالمصلحة الوطنية.
  • تمنع الولايات المتحدة دخول الكتب أو المنشورات أو الأفلام ذات الطابع السياسي الذي يتعارض مع مصالح الولايات المتحدة الأميركية.
  • تحظر الولايات المتحدة الأميركية استيراد المتفجرات أو الأسلحة الثقيلة إلا بموافقة وزارة الدفاع الأميركية.
  • تمنع استيراد القطع الأثرية, والممتلكات الثقافية إلا عن طريق الحكومة الأميركية .
  • تحظر الولايات المتحدة الأميركية استيراد العملات والقطع المعدنية المزورة.

وصول البضائع من الصين إلى أميركا

يتم نقل البضائع من الصين باتجاه الولايات المتحدة الأميركية عبر طريقين أساسين:

  • طريق النقل البحري: عبر سفن نقل البضائع والتي تبحر من جنوب بحر الصين الشرقي, لتتجه شمالًا باتجاه بحر اليابان, ثم أخيرًا لتعبر المحيط الهادئ باتجاه أميركا. ويعد هذا الطريق طويلًا لكن كلفته منخفضة ويستخدم لنقل البضائع الضخمة.
  • طريق النقل الجوي: يتم عبر طائرات النقل من كافة مطارات الصين باتجاه مطارات الولايات المتحدة مباشرةً. ويعتبر هذا الطريق مكلفًا لكنه أسرع من الطريق البحري بكثير. ويستخدم لنقل البضائع الخفيفة نوعًا ما.

 

الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة الأميركية

هناك قلقٌ دائم من عملية الاستيراد من الصين إلى أميركا .لذلك يخوض أكبر اقتصادين في العالم المتمثل بالولايات المتحدة الأميركية من جهةٍ, والصين من جهةٍ أخرى, معركةً تجاريةً متصاعدةً. لذلك كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يشكو من الممارسات التجارية للصين حتى قبل توليه منصبه في عام 2016. في ذلك العام قال إن الصين انخرطت في “اغتصاب” الاقتصاد الأمريكي ، ومنذ ذلك الحين استهدف بكين بقوة كجزء من أجندته الأوسع نطاقا “أمريكا أولا”. في عام 2017 ، أطلقت الولايات المتحدة تحقيقًا في سياسات التجارة الصينية وفرضت بشكلٍ مطردٍ تعريفاتٍ جمركيةٍ على المنتجات الصينية اعتبارًا من هذا العام. حتى الآن، فرضت الولايات المتحدة ثلاث جولاتٍ من الرسوم الجمركية على البضائع الصينية، بلغ مجموعها أكثر من 250 مليار دولار. لذلك فهي تغطي مجموعةً واسعةً من المواد الاستهلاكية والصناعية بما في ذلك حقائب اليد والأرز ومعدات السكك الحديدية. تتراوح الرسوم من 10٪ إلى 25٪ . لذلك جميع الواردات الصينية قد تخضع لرسومٍ جمركيةٍ.

 

وفي الختام, عزيزي القارئ يمكننا القول أن أميركا ليس بمقدورها التخلي عن استيراد البضائع من الصين. ولكنها تسعى جاهدةً لأن تجعل البضائع الصينية والأميركية بنفس السعر تقريبًا من خلال فرض الضرائب الكبيرة على الاستيراد. لكي لا تصاب البضائع الأميركية بالكساد. ويمكنا القول بأن الصين هي السوق الأكبر المصدر للمنتجات كافةً حول العالم.