اكتُشفت مهنة تربية النّحل منذ زمنٍ بعيد، ومن الجدير بالذكر أن المصريّين القدماء قد كانوا أوّل مكتشفيها. والآن هي إحدى المهن الزراعيّة الأكثر انتشارًا في الكثير من دول العالم، وقد وصلت إلى درجة عالية من التقدّم في أساليب معاملة طوائف النّحل للحصول على عائد اقتصادي مُجزٍ.
ولا شكّ أن مردود تربية النّحل أعلى بصفة عامة من باقي فروع الزّراعة، غير أنّه مع تزايد انتشار الأمراض عامًا بعد عامٍ يتكبّد النّحالون مبالغًا هائلةً، بسبب موت مجموعة كبيرة من الطّوائف متأثّرة بالأمراض الّتي تُصيبها. إذ يتعرّض النّحل إلى العديد من الظواهر المرضيّة التي تسبّبها الكائنات الحيّة الدّقيقة المتطفّلة، هذا فضلًا عن العوامل الفيزيائيّة والكيميائيّة التي تسبّب أضراراً خطيرة جداّ.

مسببات أمراض النحل

  • أمراض ناتجة عن الكائنات الدقيقة (فيروسات، بكتيريا، فطور)
  • وبعضها ناتجة عن أخطاء في التربية.
  • وأخرى ناتجة عن المناخ.
  • عدم توفر المنحل الجيد.
  • المضادات الحشريّة ذات النّوعيّة غير المناسبة.

 عوامل مساعدة لانتشار أمراض النحل

  • ضعف الخلية: حيث أن الخلية ذات الملكة القويّة والفتيّة، وتملك أعدادًا كبيرة من النّحل أقل عرضةً للإصابة بالأمراض من الخليّة الضعيفة التي تحوي أعدادًا قليلةً من النحل.
  • خبرة مربي النّحل: عدم معرفة المربي بسلوك النّحل وتطور حياته يؤدي لعدة أمراض. حيث من الممكن أن يقوم بالعديد من السلوكيّات الخاطئة كالترحيل الخاطئ للخلايا أو نقلها لمناطق يكون بها الطقس غير مناسب للنّحل.

أمراض تصيب النحل

تقسم أمراض النحل حسب توقيت الإصابة في مراحل حياتها إلى أمراض الحضنة وأمراض النّحل البالغ، وأمراض تصيب النحل في المرحلتين السابقتين معًا. وفيما يلي سنوضح أبرز تلك الأمراض:

أمراض الحضنة

مرض الحضنة الأميركي: مرض بكتيري معدي، نسمّيه مرض الحضنة الخبيث. يصيب حضنة العاملات والذكور والملكة، سريع الانتشار بين الطوائف، تسبّبه بكتريا العصيّات اليرقيّة. يؤدّي إلى موت الحضنة بعد تغطية العيون السداسية، ويعالج إما بتشكيل طرد صناعي أو التخلص الكامل من الخلايا المصابة، كما يمكن معالجته بالطرق الدوائية ضمن شروط خاصة.

مرض الحضنة الأوروبي: مرض بكتيري، تنتشر الإصابة به في فصل الصيف أو الربيع. ونسمّيه مرض الحضنة الحميد أو الحامضي. أكّدت الدراسات الحديثة أن مسببه هو بكتريا المكورات العقديّة وبكتريا المكورات البرازيّة. ويؤدي إلى موت الحضنة قبل تغطيتها أي الحضنة المفتوحة. ومن الجدير بالذكر أن النحل يستطيع القضاء على المرض بنفسه إذا كانت الإصابة ضعيفة، أما إذا كانت لإصابة شديدة يمكن للنحال التخلّص من إطارات الحضنة المصابة.

مرض الحضنة الطباشيريّة (تكلس الحضنة): نسمّيه أحياناً أسكوسفيروز، يسبّبه نوع من الفطريات الأسكية، ويصيب اليرقات فقط. نادرًا ما تؤدي الإصابة به إلى موت الخلايا، ولكن الإصابة الشديدة تُضعف الطوائف. كما يمكن للنّحل أن يتخلّص من الإصابة الخفيفة بنفسه عن طريق سلوك التنظيف الذاتي.

مرض تحجّر الحضنة: مرض فطري يصيب النّحل البالغ وحضنة النّحل. يسبّب المرض كثير من الفطريّات، ويؤدي إلى موت الحضنة في مرحلة اليرقة داخل العين السداسية وقبل التغطية، وليس هناك علاج معروف له.

مرض تكيّس الحضنة: يسببه فيروس تكيس الحضنة، تصاب به اليرقات الصغيرة بالعمر. وهو معد لفترة قصيرة في اليرقة الحيّة. مع العلم لا يؤدي هذا المرض إلى موت الحضنة، لكنّه يعمل على إضعافها. ويعالج بالتخلّص من الحضنة والإطارات المصابة.

أمراض النّحل البالغ

الأكارين (حلم النحل البالغ): يسبّب ضعف طوائف النّحل وموتها خلال عامين إذا لم يعالج. يصيب العاملات والذكور والملكة، ويسبّبه أكاروس صغير من رتبة العنكبوتيّات. ويعالج بالتدخين والتبخير بالعقارات العلاجيّة.

مرض النوزيما: من أكثر الأمراض التي تصيب النّحل البالغ انتشاراً. يسبّبه نوع من وحيدات الخلية (البر وتزوا). ويؤدي هذا المرض لخسائر كبيرة.

مرض الأميبا: يظهر هذا المرض غالبًا مترافقًا مع الإصابة بالنوزيما، يسبّبه طفيل أولي وحيد الخليّة. ويصيب الجهاز الإخراجي للنّحل، بينما لا يؤدي لخسائر كبيرة أو موت للنّحل.

شلل النّحل: من أهم الأمراض الفيروسيّة. وهو مرض معدٍ يسبّب فقد كثير في طوائف النّحل، ومسبّبه فيروس متناهي الصغر، إذ يوجد لهذا الفيروس نوعين هما: فيروس شلل النّحل الحاد وفيروس شلل النّحل المزمن. ولا يوجد علاج للإصابة به.

أمراض تصيب الحضنة والنّحل البالغ

قراد الفاروا: هو متطفّل خارجي يصيب الحضنة وكذلك النّحل البالغ، ولكنه ذو ضرر أكبر على الحضنة. كما أنه يتسبّب بالقضاء على طائفة النّحل خلال عامين أو ثلاث إذا لم يُعالج. ويكون علاجه إما بيولوجيّاً أو حراريّاً أو كيميائيّاً.

وهكذا نكون قد تكلّمنا باختصار عن أبرز الأمراض التي تصيب النّحل في سبيل تكوين معرفة كافية تساعد في التخلص والتصدي لأي منها. باعتبار أن الملاحظة السريعة للمرض والتي يرافقها سرعة في العلاج قد تنقذ المستعمرة بأكملها.