سأبدأ بالقول بأن مشكلة البشر الأساسية ليست الجهل وإنما التجاهل. يستعرض هذا المقال اقتباسات من كتاب دع القلق وابدأ الحياة وقد تتفاجأ بأن معظم ما تم تقديمه في هذا الكتاب هي معلومات نعرفها. فالهدف الأساسي من كتاب دع القلق وابدأ الحياة ليس تعليم أشياء جديدة وإنما التذكير بما نعرفه وتطبيق هذه المعرفة في الحياة.

فكرة عامة عن كتاب دع القلق وابدأ الحياة

يصنف هذا الكتاب من بين أهم كتب التنمية البشرية وهو يركز على كيفية تبديد القلق. كما يقدم العديد من الطرق للتعامل مع المواقف التي تثير القلق وطرق التخلص منه سواء القلق الناجم عن الأمور المالية أو العمل أو الأرق وغيرها. بالإضافة إلى ذلك فهو يعرض عددًا من القصص الحقيقية لأشخاص استطاعوا التغلب على شعور القلق الذي يعيق قدرة التفكير الذهني.

قواعد أساسية للتخلص من القلق حسب الكتاب

  • لا تقلق على المستقبل ولا تفكر في الماضي، فالماضي مضى ولن يعود والمستقبل مجهول وهو مجرد وهم أو خيال. لذلك عش في نطاق اليوم كما قال السيد المسيح “أعطنا خبزنا كفاف يومنا”. عش في نطاق يومك إلى أن يأتي وقت النوم.
  • عند الارتباك من شيء فكر في أسوأ الاحتمالات الممكن حدوثها، ثم هيئ نفسك ذهنياً لقبول أسوأ الاحتمالات في حال حدوثها. بعد ذلك حاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه من الأمور في إطار أسوأ الاحتمالات. باتباع هذه الطريقة ستتعجب مما يمكنك فعله.
  • استخلص الحقائق الأساسية للمشكلة وحللها، ثم اتخاذ قرارك بناءً على ذلك واعمل على هذا القرار.
  • تذكر الثمن الكبير الذي ستدفعه صحتك من القلق. إن معرفة هذه الأمور والنتائج قد يساعد على الابتعاد عن القلق قدر المستطاع.
  • لا تنشغل عن الحياة بمحاولة الانتقام ممن سبب لك الأذى ولا تشغل بالك بما قد يقوله البشر حولك وتذكر أن الناس لا ينشغلون بغيرهم كثيرًا فهم مشغولون بأنفسهم.
  • تعلم كيف تسترخي قبل أن يدركك التعب، واسترح في فترات متقطعة حتى أثناء مزاولة العمل فإن استراحة بسيطة لمدة ربع ساعة تساعد على العودة للعمل بنشاط أكبر. بالإضافة إلى ذلك اعمل على أن تضيف إلى عملك ما يزيد استمتاعك به.
  • دع على مكتبك ما يخص المسألة التي تعمل عليها فقط وتعلم أن تنفذ الأهم فالمهم. عندما تواجه مشكلة اعمل على حسمها فور ظهورها ولا تعمد إلى التأجيل.
  • يضع المؤلف لنا خيارين إما الانحناء حتى تمر العاصفة بسلام وهذا ما يذكرني بانحناء القصب أمام الرياح لكنه لا ينكسر. أما الخيار الثاني هو التصدي للعاصفة التي لا بد منها وتعرض نفسك للهلاك، تذكر هنا الأشجار التي لا تنحني أمام العواصف فتكسر. بالطبع ليس القصد هو الانحناء أمام كل شيء بل يجب التفكير فيما إذا كان الأمر يمكن التغلب عليه بالمواجهة أم لا، وخير مثال هو موت أحد أحبائنا فهل نسلم بالأمر الواقع أم نقضي حياتنا باللوم والندب والحسرة والحزن على ما لا يمكن تغييره؟

مقتطفات من كتاب دع القلق وابدأ الحياة

  • يمكنك التخلص من 50% من القلق الناجم عن العمل من خلال الإجابة على أربعة أسئلة وهي: ما هي المشكلة؟ من أين نشأت هذه المشكلة؟ ما هي الحلول الممكنة؟ ما هو أفضل الحلول هذه الحلول؟
  • لا يمكن للعقل البشري الانشغال بالكثير من الأشياء دفعة واحدة، لذلك عند الانشغال بعمل ما فإن القلق يكون بعيدًا أي أن أحد الأمرين يطرد الآخر.
  • في أوقات الفراغ يعمل العقل على استرجاع كل ما يصيبك بالقلق والخوف وكل الأخطاء التي ارتكبتها لذلك حاول أن تشغل نفسك بالسعادة أو الاستماع إلى الموسيقا مثلاً.
  • حلل الأخطاء التي ارتكبتها في الماضي وحاول الاستفادة من هذه التجارب، لكن بعد ذلك يجب أن تنسى هذه الأخطاء بحد ذاتها بشكل تام.
  • تخيل دائماً أن القلق حول الماضي كمن يحاول نشر النشارة أو طحن الطحين.
  • إذا شعرنا باليأس من إمكانية تحويل الحياة الصعبة إلى حياة سعيدة صافية، علينا أن نحاول القيام بهذا التغيير من منطلق أن هذه المحاولة قد تنجح ولكن إن فشلت فلن نخسر شيء وسيبقى الحال على ما هو عليه.
  • أعظم علاج للقلق هو الإيمان والصلاة لإن الله قادر على تولي أمورنا فلماذا نقلق. لا تواجه هذه الحياة بمفردك بل علينا أن نتخذ من العناية الإلهية سندًا لنا.
  • بقدر قيمتك يكون النقد الموجه لك والنقد الظالم اعتراف ضمني بقدرتك. فذوي النفوس الدنيئة يجدون المتعة في البحث عن أخطاء العظماء وهو إقرار منهم بأنهم أقل شأناً من غيرهم. الغيرة تفعل الكثير!!!
  • 70% من القلق الذي نعانيه سببه المال وازدياد الدخل قد لا يكون الحل فبزيادته يزداد الإنفاق والسبب الحقيقي هو عدم معرفة كيفية إنفاق المال.
  • إن الإنسان لم يخلق في الحياة ليفهمها وإنما لكي يعيشها.

القواعد الستة لتحطيم القلق قبل أن يحطمنا

  1. “استغرق في العمل… إذا ساورك القلق، انشغل عنه بالعمل، وإلا هلكت يأساً وأسى”.
  2. “لا تسمح لنفسك بالثورة من أجل التوافه، وتذكر بأن الحياة أقصر من أن نقصرها”
  3. “استعن على طرد القلق بالإحصاءات والحقائق الثابتة سائلاً نفسك: هل هناك ما يبرر مخاوفي؟ وما مدى احتمال حدوث ما أخشاه؟”
  4. “ارض بما ليس منه بد”
  5. “ضع حدًا أقصى للقلق. قدر قيمة الشيء، ولا تعطه من القلق أكثر مما يستحق”
  6. “دع التفكير في الماضي، فليست هناك قوة يسعها أن تعيد الماضي، ولا تحاول قط أن تنشر النشارة”

اقتباسات من كتاب دع القلق وابدأ الحياة

  • “إن من المعقول أن تحاول تعديل “النتائج” التي ترتبت على أمر حدث منذ 180 ثانية، أما أن تحاول تغيير الأمر نفسه، فهذا هو الذي لا يعقل”
  • “لإن للكثيرين منا من القوة أكثر مما يدركون، وفي داخل أنفسهم قوى من المحتمل أنهم لم يستخدموها إطلاقاً”
  • “إننا قل ما نعنى بالحقائق إطلاقاً. وإذا حدث أن حاول أحدنا استخلاص الحقائق، فإنه يتصيد منها ما يعضد الفكرة الراسخة في ذهنه، ولا يعنى بما ينقضها، أي أنه يسعى إلى الحقائق التي تبرر عمله، وتتفق مع أمانيه، وتتفق مع الحلول السطحية التي يرتئيها.” تعد هذه الطريقة من أسوأ ما نرتكبه فعلينا أن نفصل بين العقل والعاطفة ونستخلص الحقائق بطريقة محايدة
  • “افعل شيئاً للقضاء على القلق. فما لم تفعل شيئاً، فإن محاولتك استخلاص الحقائق ليست إلا مضيعة للوقت والجهد”.
  • “إننا غالباً ما نواحه كوارث الحياة وأحداثها في شجاعة نادرة وصبر جميل، ثم ندع التوافه بعد ذلك تغلبنا على أمرنا.”
  • “إن السرعة التي نتقبل بها الأمر الواقع- إذا لم يكن منه بد- مدهشة حقاً. فإننا لا نلبث حتى نوطد أنفسنا على الرضى بهذا الأمر الواقع. ثم ننساه إطلاقاً”
  • “إن الظروف ليست هي من تمنحنا السعادة، أو تسلبنا إياها، وإنما كيفية استجابتنا لهذه الظروف هي التي تقرر مصيرنا.”
  • “مهما عارضنا واعترضنا، وثرنا ونقمنا، فلن يغير هذا شيئاً مما ليس منه بد”.
  • “النقد الظالم هو اعتراف ضمني بقدرتك وبقدر أهميتك وقيمتك يكون النقد الموجه إليك”

بهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا حول اقتباسات كتاب دع القلق وابدأ الحياة. مع العلم أنه غني بالكثير من الاقتباسات والجمل المحفزة والمفيدة التي لا يسعنا ذكرها في بضعة سطور أو مقال واحد فقط. وتبقى نصيحتي الأساسية لك هي الاطلاع على هذا الكتاب.

يمكنك قراءة الكتاب من خلال الرابط التالي: دع القلق وابدأ الحياة.