قد يكونُ بناء منتج من نقطة الصفر أو التعاملِ مع منتجٍ جديدٍ أمرًا صعبًا للغاية. ولكن إدارة دورة حياة المنتج ليست بالأمر السهل أيضا. والتي أشبه أنّ تكونَ عملًا إستراتيجيّ النهج يطبّقُ مجموعةٍ متناسقةً من حلول الأعمال والإدارة لدعم وتحقيق الغاية المنشودة من فكرة المنتج.

وتعدّ إدارة دورة حياة منتج ما إطارًا شاملًا تستخدمهُ الشركاتُ لإدارة منتجٍ خلال مراحل دورة حياته. وهي عمليةٌ تشمل جميع جوانب المنتج بما في ذلك الإدارة والتخطيط والتصميم والتصنيع والتسويق والموارد والأشخاص، بالإضافة إلى البرنامج الذي يتماشى مع كل جانب من هذه الجوانب. إذًا إنه مصطلحٌ شامل يهتم بأدق تفاصيل المنتج منذُ لحظة الإعلان عنه حتى تاريخ انحداره.

هي فرصةٌ للشركات لإتخاذ قرارات تجارية مستنيرة بشأنِ أشياءَ تخصُّ ديمومة المنتج بما في ذلك التسعير وتوسيع المنتج وخفض التكاليف لزيادة الأرباح والكفاءة. ومن خلال منظومة إدارة المنتج تمنح الشركات القدرة على مواكبةِ التعقيد المتزايد وتحديات التصنيع لتطوير وبناء منتجاتٍ جديدةٍ. مهما كانت الحالة، تحتاج المؤسسات إلى نظامٍ أو إطارِ عملٍ لإدارة وتمديد دورة حياة كل من المنتجات الحالية والجديدة لتعظيم الأرباح وتقليل الخسائر. هذا هو المكان الذي تأتي فيه إدارة دورة حياة المنتج.

مفهوم إدارة دورة حياة المنتجات

تعدّ إدارة دورة حياة المنتج نقطة الارتكاز في عالم الادارة، يمكن القول إنها عملية تتبع المنتج والإشراف عليه وإدارة جميع الموارد والمراحل التي يمرُّ بها المنتج بغية تقديم أعلى مستويات الجودة والامتثال للآمال المبنيّة عليه. هي أسلوب التعامل مع السلعة أثناء انتقالها خلال المراحل النموذجية لها.

تتعاملُ إدارة دورة حياة المنتج مع نهجِ الشركة في مختلف مراحل تطوير المنتج حتى تراجعه النهائي. بما في ذلك تطويرهُ وتصنيعِه لأجل تسويقه وتقديمه للعملاء. بالإضافة إلى ذلك كله، تلعبُ إدارة دورة حياة المنتج دورًا هامًا في تقصيرِ أوقات تطوير المنتج، ومعرفة متى يجب تكثيفِ جهودِ التصنيعِ أو تقليلها، وكيفية تركيزِ جهودِ التسويق. كذلك من الممكن أن تؤثر إدارة دروة حياة المنتج على المزيد من العناصر الأساسية للمنتج أيضًا. حتى بعد بلوغه مرحلة النضج.

تاريخ إدارة دورة حياة المنتج

نشأَ مفهوم الحاجة إلى إدارة دورة حياة المنتج في وقتٍ مبكرٍ من عام 1931. لاحقًا في مطلع عام 1957 وضع موظف في شركة Booz Allen Hamilton، وهي وكالةُ إعلاناتٍ مشهورةٍ في تلك المرحلة، نظريةً لدورة حياة المنتج وإدارتها. ومن ثم تمّ تطويرُ مفهومَ إدارة دورةِ حياةِ المنتج كأداةِ تصنيعٍ وتسويقٍ للشركات التي تسعى إلى تعظيم الاستفادة من تقديم منتجات جديدة إلى السوق.

أولى محاولاتُ تطبيقِ إدارةِ دورة حياة المنتج حدثت مع (American Motors Corporation) في عام 1985. وهي شركةٌ مختصةٌ في صناعة السيارات. إذْ بدأت بالبحث عن طريقة لتسريعِ عمليةِ تطوير منتجاتها للمنافسة بشكل أفضل ضد أكبر منافسيها. كان الجزء الأول في سعيها لتطوير سريعٍ للمنتجات هو ظهور أنظمةِ برمجيات التصميم بمساعدة الكمبيوتر التي جعلت المهندسين أكثر إنتاجية.  في حين كان الجزء الثاني من هذا الجهد هو نظام الاتصال الجديد الذي سمح بحل النزاعات بشكل أسرع، بالإضافة إلى تقليل التغييرات الهندسية المكلفة.

فوائد إدارة دورة حياة المنتج

تتطلبُ إدارةُ المنتج نهجًا متعددَ التخصصات، بما في ذلك التصميم والهندسة والتسويق والمبيعات والدعم على سبيل المثال لا الحصر. يؤدي العمل مع فرقٍ متعددة دائمًا إلى مواجهة التحدي المتمثل في التواصل والتنسيق. هنا تكمن فائدة دورة حياة إدارة المنتج على أنها تتيح لجميع الفرق العمل بنموذج موحد، بحيث يسهل التنسيق، فيما بين هذه الفرق لتحقيق النجاح.

يعد الفهم العميق للمراحل المختلفة لدورة حياة المنتج أمرًا مهمًا عندما يتعلق الأمر بتطوير منتجات جديدة. ذلك أنّ معرفة المراحل التي يمّر بها المنتج وإدارتها تساعدُ في حساب جدوى وجود منتجٍ جديد. ومن المؤكد هنا أنك ستكون قادرًا بشكل أفضل على الإجابة على مجموعة التساؤلات، هل يستحقُ بناء هذا المنتج؟ هل سيبقى في السوق؟ وإذا نجا، فمتى نتوقع جنيّ الأموال منه؟

عادةً، في دورة حياةِ منتجٍ رشيقٍ، يمكن لمدير المنتج إجراءَ سلسلة من التجارب الصغيرة للحصول على إجابات لهذه الأسئلة. أيضا يمكن للشركات التي تتبنى أنظمة إدارة  المنتجات، ولا سيما البرامج المزودة بميزات التشغيل الآلي، أن تفتح المزيد من فرص الابتكار وتستجيب لملاحظات العملاء في الوقت الفعلي.

أسباب الاستثمار في إدارة المنتجات

الآن، يجب أن يكون واضحًا لماذا تحتاج كل شركة إلى الاستثمار في إدارة دورة حياة المنتج. ذلك أنّه يوفر عددًا كبيرًا من الفوائد، بدءًا من الكفاءة التشغيلية المعززة إلى مستويات أعلى من رضا العملاء. ويمكن تلخيص هذه الفوائد كما يلي:

  • وقتٌ أسرعَ للتسويق، إذ تتيحُ هذه العملية دمج بيانات المنتج في نفقٍ واحدٍ لفرق العمل بشكل وثيق معًا وتطوير المنتجات بسرعةٍ أكبر. بدءً من التصميم إلى النموذج الأوليّ ثم إلى الإطلاق. ممّا يساعد على تسريعِ وقت وصول المنتجات الجديدة إلى السوق.
  • الامتثال السلس، يؤدي منح فرق العمل الوصول إلى معلوماتِ المنتجِ نفسها إلى تسهيلِ الامتثال لأيّ قوانينٍ ولوائحَ ذات صلة. هذا يقللُ مخاطرَ الإجراءات القانونية وعمليات سحبِ المنتجاتِ المكلفة، وكلاهما يضر بأرباح الشركة وسمعتها.
  • مراقبةَ الكلفةِ، يقللُ التواصلُ والتعاونُ المعززان من مخاطرِ الأخطاء واحتمال إعادة النظر في العمليات أثناءَ التصميمِ ووضع النماذج الأولية. هذا الأمرُ يمكنُ أن يقللَّ بشكلٍ كبيرٍ من التكاليف المرتبطة بتصميمات المنتج واختبارات المنتج.
  • إنتاجيةٌ محسّنةٌ، تعدّ زيادة الإنتاجية سببًا آخر لتوحيدِ الوصول إلى معلومات المنتج وإدارة مراحل حياته. ويتيحُ ذلك للفرق قضاء وقت أقل في نسخ البيانات وطلب الوصول إلى المعلومات وانتظار الموافقة من رؤساء الأقسام. مما يسمحُ للجميع بالتركيز على مهامهم وعدم تهميشهم بسبب الانحرافات ووقت التوقف عن العمل.

أخيرا، يمكن القول إنّ إدارة دورة حياة المنتج هي عملية فهم المراحل التي يمرُ بها المنتج. من أجل التخطيط لها والتنقل فيها والاستفادة منها بأفضل طريقة ممكنة. وهي مفهومٌ أساسيٌ في التسويق وإدارة المشاريع. وذلك من خلال تحسين عملية طرح المنتجات إلى السوق وسحبها بعد تحقيق الغايات المنشودة منها.