تعيش دودة القز في أماكن توفر غذائها مثل أي نوع أخر من الحشرات. بالتأكيد لا يمكن لأي مخلوق على وجه الأرض العيش في أماكن لا يتوفر فيها الغذاء. وغذاء دودة القز هو شجر التوت أو البرتقال لذلك تتركز تربيتها في أماكن تواجد هذا النوع من الأشجار. فأين ستكون تلك المناطق؟ هذا هو محور مقالنا التالي، والذي سيتضمن معلومات عن دودة القز، وكيفية تكاثرها، وأماكن عيشها، ومواصفاتها. فإن كنت مهتمًا بهذا المخلوق الفريد، تابع معنا.

أين تعيش دودة القز

تشير المعلومات إلى أن دودة القز تعيش على وجه الأرض منذ 5000 عام. حيث عُرفت في الصين التي كانت مشهورة في تربيتها وإنتاج الحرير منها. مع العلم كانت الصين تحتفظ بالديدان لنفسها، ولا تسمح ببيع البيوض إلى أي دولة أخرى ليبقى إنتاج الحرير في يدها فقط. بحيث تتحكم في إنتاجه وبيعه للسوق العالمي دون منافسة من باقي الدول. وظلت الصين مسيطرة عليها لعقود طويلة من الزمن، قدرت بحوالي 3000 عام.

ولكن بالتأكيد هذا لم يدم للأبد، حيث حدثت عملية تهريب للبيوض من قبل ملكة في ذلك الوقت. مما سبب انتشار دودة الحرير حول العالم لتربى، ويستخرج الحرير منها في كل من بلدان أسيا الوسطى مثل كوريا الجنوبية، والشمالية، والهند، وتايلاند، والشرق الأوسط مثل الجزائر، والأردن. كما انتشرت تربيتها ضمن قارة أوروبا في كل من إيطاليا وإسبانيا.

استخراج الحرير من دودة القز

تعد دودة القز هي المصنع الأساسي لإنتاج الحرير الطبيعي، حيث تبدأ عملية الإنتاج بتربية الديدان في غرف خاصة لها مواصفات معينة من درجة حرارة ورطوبة. وبعدها تصنع دودة القز الشرنقة الحريرية حولها، وعندما تنتهي الدودة من عملية الغزل تكون قد حصرت بالكامل داخلها.

فتصبح الخيوط جاهزة لاستخراجها، حيث توضع الشرنقة في ماء ساخن لتليين المواد التي تثبت أجزاء الشرنقة، وبفضل هذه الخطوة تبقى خيوط الحرير متماسكة لا تتكسر ولا يفصل بعضها عن بعض. باعتبار أن فصل الخيوط عن بعضها يفسد الحرير، ويجعله غير صالحًا للاستخدام.

أطوار حياة دودة القز

تعيش دودة القز عدة مراحل نمو، تختلف في تسمياتها، إذ تبدأ بالبيضة وتنتهي بالفراشة، وتتجلى هذه المراحل فيما يلي:

  1. البيضة: حيث تضع أنثى الدودة البيوض ذات اللون الأزرق الفاتح. مع العلم لا يوجد مدة محددة لفقس البيوض. ولكن بشكل عام تفقس جميعها عندما تبدأ درجة حرارة الجو بالارتفاع، وغالبًا ما يحدث ذلك في فصل الربيع.
  2. اليرقة: بعد فقس البيضة تخرج منها اليرقة بحجم حوالي 0.5 سم، وتستمر بالنمو حوالي 45 يوم حتى يبلغ طولها بين 6-7 سم.
  3. الشرنقة: سميت بهذا الاسم لأن اليرقات تنسج شرنقات من الحرير حولها، لتبقى في داخلها مدة 14 يوم قبل تحولها إلى فراشة.
  4. الفراشة: تخرج من الشرنقة المنسوجة حولها، فتتمزق خيوط الحرير ولا تعيش فترة طويلة بعدها، حيث تموت الأنثى بعد وضعها للبيوض. مع العلم أن أصحاب مشاريع تربية دودة القز لا يدعون الفراشة تخرج من الشرنقة حتى لا تتمزق خيوط الحرير.

تكاثر دودة الحرير

تمر مرحلة التزاوج بين أنثى دودة القز وذكرها بعدة مراحل، تبدأ بتلقيح الذكر للأنثى، وتنتهي بوضع البيوض. حيث تفرز أنثى الدودة رائحة من الغدد الجنسية في أسفل بطنها تؤثر على الذكر. لتبدأ عملية التلقيح التي تستمر لمدة 10 ساعات تقريبًا.  وبعد يوم كامل من الاتصال الجنسي تضع أنثى الدودة البيوض. وتستمر العملية حوالي 72 ساعة حتى تنتهي. ولا تعيش أنثى دودة القز بعدها. مع العلم يمكن للذكر أن يلقح أكثر من أنثى، لذلك تنتج عدة سلالات من هذه الحشرة منها الهجينة ومنها النقية في نفس العام.

مواصفات دودة الحرير

تتميز دودة القز بلونها الأبيض المائل للصفار وجسمها الرطب الندي. كما تملك قرونًا مشطية الشكل، وشفعين من الأجنحة، حيث يمتاز الجناحان الأماميان بخطوط عريضة رمادية اللون. ولكنها لا تستطيع الطيران على الرغم من امتلاكها لجناحين. وهي حشرة ليلية النشاط وتتميز بأن الأنثى أكبر حجمًا من الذكر، ولكن الذكر أكثر نشاطًا من الأنثى.

وفي الختام، لابد أن هذه الحشرة قد نالت إعجابك، باعتبار أن هذا المخلوق الصغير ينتج ما يلبسه السلاطين والأمراء، وينتج ما تحتاجه المشافي والأطباء لخياطة الجروح. هذا فضلًا عن صناعة المواد التجميلية. فالحرير الطبيعي غالي الثمن، وما يزال هناك عجز في إنتاجه، لذلك تزداد الحاجة إلى افتتاح المزيد من المشاريع الحيوانية لتربية دودة القز، وإنتاج الحرير الطبيعي.