ما هي أهم عوامل نجاح مشروع تربية الأبقار؟ يردد هذا السؤال في أذهان الكثير من الأشخاص المقبلين على الدخول في مشاريع جديدة. وإذا كنت واحدًا منهم وتريد معرفة كل ما يساعد على نجاح هذا المشروع من عوامل، عليك أن تُكمل معنا قراءة هذا المقال.

أهمية مشروع تربية الأبقار

تأتي أهمية كل مشروع من حيث الفكرة الأساسية التي تُبنى عليه ألا وهي الربح الذي يحققه منذ البدايات. وفيما يخص الأبقار، تكمن أهمية هذا المشروع في العائدات الإنتاجية التي تحقق الاكتفاء للفرد والمجتمع. وتدخل تربية الأبقار في صناعة الأجبان، والسمن، وإنتاج اللحوم، والبيع والشراء محليًا وعالميًا.

عوامل نجاح مشروع تربية الأبقار

يحتاج نجاح أي مشروع إلى تواجد عدد من العوامل التي تساعد على ذلك، وهذا هو الحال فيما يخص مشروع تربية الأبقار. تتعدد العوامل من حيث المكان، والطقس، والفرد، والتكاليف، وسنذكر تفاصيلها فيما يلي:

المكان من عوامل نجاح مشروع تربية الأبقار

يعتبر المكان من أهم العوامل التي تأتي في مقدمة متطلبات نجاح هذا المشروع. إذ يجب تخصيص مكان كبير مع وجود حظيرة وحوش للأبقار مع مكان ثابت للعلف والماء. كما يتطلب تخصيص مكان للأبقار المريضة التي تحتاج إلى عزل في مكان منفرد عند الإصابة ببعض الأمراض.

أما بالنسبة للحليب، يوفر له مكان خاص مع مبردة يحفظ فيها حتى يباع أو يصنّع. وكذلك فيما يخص العجول الصغيرة حديثة الولادة، يجب تواجد مكان خاص بها. ومن حيث المساحة، تحتاج البقرة الواحدة إلى ما يتراوح بين 15 – 40 م2 ويفضل توفير أكثر من ذلك إن أمكن. ومن الأفضل أن تتجه الحظيرة نحو الشرق وذلك لحاجة الأبقار للتعرض إلى الشمس.

المُناخ من عوامل نجاح مشروع تربية الأبقار

يجب الأخذ بعين الاعتبار طبيعة الطقس وتقلبات المُناخ في المكان المراد فيه بدأ مشروع تربية الأبقار. حيث ترفض العديد من السلالات التأقلم مع طبيعة تختلف عن طبيعة موطنها الأصل. ويوجد أيضًا سلالات يمكنها التأقلم ألا إن طاقتها الإنتاجية للحليب تنخفض في حال تعرضت لدرجات مرتفعة من الحرارة. وتعتبر طريقة الاستنشاق من الطرق التي تلجأ إليها الأبقار لتبريد حرارة جسمها وذلك من خلال تعرضها للهواء البارد.

الأعلاف من عوامل نجاح مشروع تربية الأبقار

تعتبر الأعلاف من أساسيات استمرار عيش الأبقار فهي من أهم العوامل التي يجب تواجدها في مشروع تربية الأبقار. تحتاج الأبقار إلى العلف الأخضر والذي يعتبر من أهم عوامل التغذية لإنتاج كميات كبيرة من الحليب في فصل الصيف. ويمكن أيضًا تخزين قسم منه كعلف سيلاج ليتم استخدامه في بقية أشهر السنة عندما لا يتواجد العلف الأخضر. كما يجب تخصيص مساحة تصل إلى ما يقارب 1.5 هكتار من الزراعات العلفية للبقرة الواحدة بالموازنة مع خصوبة الأرض.

السوق من عوامل نجاح مشروع تربية الأبقار

تعد دارسة السوق وما يتماشى معه من توفير المتطلبات والاحتياجات الأساسية من العوامل المهمة لنجاح تربية الأبقار. ومن هنا يمكن تحديد سلالة الأبقار لموازنة إنتاج الحليب مع التكاليف المدفوعة. وتأتي أيضًا أهمية تحديد نوع الأبقار من حيث قدرتها على التأقلم مع الظروف البيئية الصعبة. ومن أفضل أنواع الأبقار الحلوب هي الفريزيان، والجيرسي، والايرشاير، والأحمر الدنماركي، والبني السويسري.

الكفاءة من عوامل نجاح مشروع تربية الأبقار

تعتبر الخبرة والكفاءة في اليد العاملة من أهم خطوات نجاح المشروع. حيث يحتاج مربّي الأبقار إلى طريقة يتعامل بها مع ماشيته ليلبي لها الاحتياجات اللازمة. كما أنه يوجد عدد من الأمراض غير الظاهرة والتي يجب على المربي اكتشافها قبل تفاقمها. وتعد أيضًا مراقبة كميات إنتاج الحليب، ودرجة لونه، ومراقبة أعضاء الأبقار، وكميات العلف التي تستهلكها الأبقار في كل يوم، من الكفاءات التي يجب توافرها في المربي.

دراسة التكاليف من عوامل نجاح مشروع تربية الأبقار

تأتي الدراسة للتكاليف والمواد الأولية والمستلزمات بمختلف أنواعها في الدرجة الأولى لكل مشروع. وفيما يتعلق بتربية الأبقار فإن التكاليف الأولية تندرج في قائمة الأعلاف، والأدوية الطبية، وآلات الحليب، وتخصيص المكان اللازم. ومن جهةٍ أُخرى، يجب دراسة الجدوى بحذر فيما يخص نوع الأبقار وقدرتها الإنتاجية بالمقارنة مع العائدات. ويعتبر عدد الأبقار المتواجدة في المشروع أيضًا من ضمن التكاليف الأولية بحيث يجب توافر عدد من الأبقار من سلالات جيدة.

وفي الختام، يمكننا القول إن مشروع تربية الأبقار لا ينجح إذ لم تتوفر فيه العوامل المذكورة في الأعلى. بحيث تكمل هذه العوامل بعضها البعض لتحقيق أفضل النتائج المرجوة من قبل صاحب المشروع. ونتيجةً لذلك يجب أن تكون الدراسة دقيقة ومجدية بحيث تؤهل المشروع للتقدم خلال فترة وجيزة.