يعتبر النّجاح الوظيفيّ من الأمور ذات التّأثير العظيم في حياة الأفراد والمجتمع، وهذا التّأثير هو إيجابيّ بلا ريب، ولعلّك تساءلت يومًا عن أهم شروط النجاح الوظيفي. فكلّ إنسان يسعى باستمراريّة من أجل إيجاد وظيفة مناسبة له، ويرغب في النّجاح فيها. علاوة على ذلك، تقترن كلمة النّجاح بالعديد من المعاني التي تجلب السّعادة إلى الشّخص النّاجح، ولكن هذا النّجاح لا ينجم من فراغ بل يحتاج إلى الكثير من المجهود، والعزم، والإرادة.

من ناحية أخرى، فإنّ النّجاح لا يتقيّد بجانب محدّد من جوانب الحياة فحسب بل هو عامّ. على سبيل المثال: يعتبر البعض أنّ النجاح هو النجاح في الحياة الجامعيّة والعلميّة فقط، وهذا يعتبر نجاحًا بالتّأكيد ولكنّه ليس النّوع الوحيد للنجاح في الحياة. فثّمة النجاح الاجتماعيّ الذي يتحقّق من خلال تكوين علاقات جيّدة وأساس اجتماعيّ قويّ، وأيضًا النجاح الاقتصاديّ الذي يتمّ من خلال إنجاز مراحل من النجاحات الاقتصاديّة، والأرباح. بالإضافة إلى ذلك، هناك النجاح على المستوى العائليّ كنجاح الرّجل في إدارة عائلته، ونجاحه في تعامله مع أبنائه وزوجته. وفي مقالنا هذا سنتحدّث عن النجاح الوظيفيّ، وخطواته، وشروطه، وأهم مميّزاته.

ماهو النجاح الوظيفي

النّجاح الوظيفيّ هو مصطلح يقصد به تحقيق النتائج المطلوبة من الوظيفة التي نؤدّيها، سواء كانت هذه الوظيفة عامّة أو خاصّة. كما يعرف بأنّه رمز تميّز الموظّف وتطلّعه المستمر لإنجاز الهدف من عمله الذي يقوم به.

ويتحقّق هذا النّجاح من خلال مواظبة الشخص على متابعة أعماله اليوميّة بانتظام، فالمتابعة والمثابرة هي من أهمّ أسباب النّجاح الوظيفيّ. علاوة على ذلك، فهي تتيح لك الاطلاع على آخر المستجدّات في الحياة العمليّة، ووضع المنظّمة التي تعمل فيها.

بالإضافة إلى ذلك، يتحقّق النّجاح الوظيفيّ عند وجود التّوافق، والتآلف بينك وبين أفراد فريق العمل، أو بينك وبينَ الوسط المحيط. فالشّخص الذي لا يحب مكان عمله، ولا يتّفق مع الأشخاص الذين يعمل معهم، فهو بالتّأكيد لن يقدر أن يبلغ النّجاح في عمله.

خطوات النجاح الوظيفي

قبل أن نتحدث عن أهم شروط النجاح الوظيفي، لا بدّ أن نتطرّق إلى ذكر خطوات النجاح الوظيفي التي هي كالتّالي:

  • خطة محكمة: إذا كنت تريد تحقيق قدر من النّجاح الوظيفيّ في عملك، يجب عليك أوّلاً أن تحدّد هدفًا واضحًا وقابلًا للقياس لتعقّبه.
  • المحافظة على روابط قوية: يجب أن تعلم أنّك لا تستطيع تحقيق أهدافك بمفردك أو في دائرة فارغة، فنحن نعتبر جزءًا من مجموعة الأفراد الّذين ندعمهم ونأخذ منهم الدّعم، لذلك الاهتمام بهذه العلاقات أمر مهمّ جدًّا، وخطوة كبيرة نحو تحقيق النّجاح.
  • الإصرار: الوصول إلى أهدافك المهنيّة يعتبر مواجهة حقيقيّة، لذلك يجب عليك وضع الإصرار في خطّتك، حتى تستّطيع تحقيق حلمك فعلًا. فالضّعفاء الذين يستسلمون لفشلهم من المرّة الأولى، لا يقدرون على تحقيق حلمهم بالتّأكيد.
  • تعلم التواصل مع القوة: لا بد أن تمتلك وسيلة قويّة وواضحة للجميع. وذلك لتتمكّن من الدّفاع عن نفسك في العالم المهنيّ والتّعبير بثقة عن أفكارك وآرائك. لذلك اختر أداة قوّة لك، سواء كان صوتك، أو شخصيّتك، أو عملك.
  • وضع الحدود: إنّ تعيين وفرض الحدود سيسمح لك بالاستمرار على المسار الصّحيح. وذلك من خلال البقاء بعيدًا عن الأشخاص، والعادات، والسلوكيّات التي ستسحبك إلى الأسفل.
  • الابتعاد عن الاكتئاب: يمكن للاكتئاب أن يقف في وجه كل تقدّم حقّقته في أيّ مجال اتّخذته. لذلك عليك مضاعفة جهودك لتحويل الاكتئاب الخاصّ بك إلى دافع لإيجاد نفسك مرة أخرى على طريق النجاح.

أهم شروط النجاح الوظيفي

  • التأمل الذاتي: من أهم شروط النجاح الوظيفيّ هو تأمّل الذّات. حيث يجب عليك معاينة أفكارك ومشاعرك، وتصوّر نفسك إلى أين، وأيّ نوع من الأشخاص تريد أن تكون. الأمر الذي سيساعد في وضعك على الطّريق السّليم لتقريب النجاح إليك.
  • العمل الشاق: اعمل بجد إلى أقصى حد ممكن، فالعمل الشّاق هو مفتاح النجاح. علاوة على ذلك، فإنّه عند استعدادك للعمل الجاد وتخطّي حدودك، يأتي النجاح نحوك مسرعًا أيضًا.
  • تحديد الأهداف: يجب تحديد أهدافك في الحياة سواء كانت مهنيّة، أو شخصيّة في إطار زمنيّ محدّد. مثال على ذلك: بإمكانك اختيار أهداف قصيرة المدى أو طويلة المدى، فيما يتعلّق بتطوّر حياتك المهنيّة، ممّا يضيف الوضوح لهدفك وبالتّالي إرشاد جهودك، و هذا من أهم شروط النجاح الوظيفي.
  • القدرة على التكيف في بيئة العمل: إن القدرة على التكيّف في العمل أحد أهم شروط النجاح الوظيفيّ، لتحقيق النجاح في حياتك المهنيّة. بمعنى آخر يجب أن تكون في وضع يسمح لك بتسليم المهامّ المطلوبة منك دون أيّ تأخير زمنيّ.
  • الفضول في العمل: الفضول في العمل هو الشّغف الذي تبديه لتعلّم نواحي جديدة من وظيفتك ومهنتك، وذلك  من أجل أن تكون قادرًا على التفوّق على زملائك في العمل عندما تتعرّض لمسؤوليّات جديدة.
  • التعلم من الأخطاء: في بداية حياتك المهنيّة، سوف تكون عرضة لارتكاب الأخطاء، وستحتاج إلى التخلّص والتعلّم منها. الأمر الذي سيساعدك على التطوّر والتقدّم لتصبح شخصًا أكثر منطقيّة، ومسؤوليّة.
  • اللباقة السلوكية: في البداية يجب عليك أن تتعمّق وتتعامل مع جميع زملائك باحترام، من أجل تحقّيق سمعة طيّبة، ووظيفة ناجحة. فالتّهذيب والاحترام من الصّفات الهامّة للشخص الناجح.
  • الالتزام بالمواعيد: من أهم صفات الشخص النّاجح هي تقديره للوقت والتزامه بالمواعيد، الأمر الذي سيجعلك تحظى بتقدير واهتمام دائم من المدير، وزملائك الموظّفين. بالإضافة إلى ذلك، سيدفعك إلى تعلّم المزيد، واكتساب خبرة أسرع من غيرك.

مميزات النجاح الوظيفي

  • تعيين أهداف واضحة: يعتبر وجود أهداف للعمل من أجلها، أسلوبًا مضمونًا لحصر نطاق التّركيز، ومساعدة الأفراد على بلوغ أفضل النّتائج الممكنة، فهي تُعدّ حجر الأساس لأيّ عمل ناجح.
  • تقليل التوتر أو الارتباك: عند تحقّيق النجاح الوظيفيّ، تتدنّى نسبة إصابة النّاس بالخوف بشأن مستقبلهم، حيث أنّهم يدركون ما الذي يعملون من أجله. ونتيجة لذلك، سيتمكّنون من اتّخاذ خطوات فعليّة للقيام بذلك.
  • رفع الإنتاجية: عندما تنجح في وظيفتك وتضع خطّة مهنيّة جيّدة، سيساعدك هذا الأمر على تسهيل طرق عملك. علاوة على ذلك، ستتزوّد بوسائل تركيز عديدة على مهامك، وبالتّالي ستزداد نسبة انتاجك.
  • تسريع التقدم: كلما سعى شخص ما نحو هدف معيّن، ارتفعت نسبة الوصول إليه بشكل أسرع. بالإضافة إلى ذلك، ازدادت مستويات الكفاءة المهنيّة لديه.
  • دفع الجميع نحو نفس الأهداف: إذا كنت مرتبطًا بأفراد لديهم هدف واحد معيّن يسعون لتحقيقه، فستجد أنك تعمل بشكل جماعيّ أفضل لتحقيق تلك الأهداف.
  • فرص التدريس ونقل المعرفة: عوضًا عن الحاجة إلى تخصّيص أيّام محدّدة للتّدريب، فإن وجود موظّفين نجحوا في وظائفهم مسبقًا سيساعد في نقل معارفهم إلى الموظّفين الجدد. بالإضافة إلى ذلك، إلهامهم وتدريبهم على اتّخاذ خطوات نحو النجاح.
  • منصة نموذجية: إنّ استخدام خطّة النّجاح الوظيفي والتّطوير، ستساعدك على تنسيق نموذجيّ للعمل. بالإضافة إلى ذلك، توفير الوقت في حالة الموظّفين الجدد.

في الختام يمكن القول إن العمل من أهم القيم الإنسانيّة التي تساعد على بناء وتطوّر الدّول، كما أنّه يحافظ على استمراريّة الحياة. ويعتبر النجاح في العمل من الشّؤون الهامّة التي تعمل على نجاح الموظّف بالحياة. لذلك لا بد من الإدراك الكامل لأهم شروط النجاح الوظيفي.