بالرغم من المناعة القوية الّتي يتمتعُ بها النحل، لكن يعاني النحالون خلال العام وخاصةً في فصل الصيف من موت معظم النحل في الخلية أو قلة انتاج العسل والشمع والمواد الأخرى. وربما يغفل معظمهم أن ما يحدث يعود للأمراض الّتي تصيب النحل في الصيف. سنعرض في بداية مقالنا هذا أسباب تلك الامراض، وآثارها على النحلة العاملة والخلية ككل، بما في ذلك من سبل الوقاية والحماية منها.

أسباب أمراض النحل

إن أمراض النحل كسائر الأمراض الّتي تصيب الكائنات الحية، تتنوع أسبابها بين الفطري والفيروسي والطفيلي بشكلٍ رئيسي. وتنتشر بحسب ظروف المناخ وطبيعة المكان. لكن لا يمكننا إغفال أن المسبب الرئيسي لانتشار الأمراض أو خلق بعضها هو العامل البشري. على سبيل المثال؛ فإن استخدام المبيدات الحشرية في الأراضي الزراعية المجاورة لمناطق تربية النحل، يؤدي إلى تسميم النحل وموت معظم خلاياه. هذا فضلًا عن إهمال المناحل وعدم الاعتناء الجيد بها.

وهناك أسباب طبيعية تؤدي لانتشار أمراض النحل مثل بعض النباتات السامة الّتي يتغذى النحل على رحيقها المسموم، مثل نبات جردل السحلبية والبلزا الهرمية وعنب الثعلب والتوليب وغيرها. والّتي تؤدي بأسوء الأحوال لقتل النحل البالغ وأحياناً تسميم الخلية كلها.

أخطر أمراض النحل في الصيف

أما فيما يخص انتشار أمراض النحل في فصل الصيف، فهي كثيرة بسبب ارتفاع درجات الحرارة المساعدة على نمو بعض أنواع الطفيليات والفطريات المسببة للأمراض، التي تشكل خطرًا حقيقيًا على خلايا النحل في حال عدم المعرفة الجيدة بكيفية التصدي لها والوقاية منها. ومن هذه الأمراض نذكر ما يلي:

مرض النوزيما

يعد مرض النوزيما من أخطر أمراض النحل في الصيف، إذ أنه مرض بكتيري يصيب النحل البالغ في طوائف نحل العسل. ويسبب خسائر كبيرة للطوائف. كما تسببه الحيوانات الأولية ( البروتوزوا)، محدثةً أضرار مختلفة وفق التالي:

  • أضرار النوزيما على الشغالات: يضعف النوزيما الشغالات، ويقصر عمرها. كما يضمر غدد الغذاء الملكي فيها، ويقلل نشاطها. فتتحول الشغالات المصابة إلى شغالة حقلية مبكراً نتيجة لضمور الغذاء الملكي، مما يؤدى إلى زيادة وزنها مع عدم قدرتها على الطيران. كما تتجمع الشغالات المصابة معًا، وتكون غير قادرة على التشتية. مع العلم قد تصبح معدة الشغالات بكامل طولها مصابة خلال 10 – 14 يومًا.
  •  أضرار النوزيما للملكات: تتلف مبايض الملكات فيقل إنتاجها في الحضنه، وتسبب كثيرًا من حالات الإحلال. إذ تفقد الملكة وظيفتها خلال 10 – 15 يوماً بعد ابتلاعها للجراثيم. كما في حالة الإصابة المتقدمة لا يفقس البيض الذي تضعه الملكة ويذبل، فيتعذر على الشغالات تربية ملكة جديدة تحل محل الملكة المريضة.

مرض الفاروا

هو طفيلي صغير بنيّ اللون، شكله بيضوي. يتطفل خارجيًا بين الحلقات البطنية لذكور النحل أو اليرقات. وتختلف أنواعه باختلاف الأمكنة. كما تنشط دورة حياته في فصل الصيف، وتبدأ آثاره على الخلية بالظهور مع بداية الخريف. وينتقل هذا المرض بطرق عدة تتمثل بالسرقة بين الطوائف أو دخول النحل التائه المصاب لطوائف أخرى. كما يمكن أن ينتقل بإدخال ملكات مصابة لنحل سليم أو استخدام النحالين لأدوات من دون تعقيمها بين المناحل المصابة والسليمة.

ويكتشفه مربو النحل عن طريق ملاحظة موت اليرقات وعذارى النحل على مداخل الخلية، علاوةً على ظهور نحل مشوه، يرافقه قلة في انتاج النحل من العسل، وهروب أفراد الخلية.

مرض الأميبا

يعتبر مرضًا طفيليًا بكتيريًا، يسبب الإسهال ويضعف طيران النحل. يصيب المرض أنابيب ملبيجي، ويتكاثر فيها مسببًا تلفها، حيث تمتلئ هذه الأنابيب بحويصلات شفافة ذات شكل بيضوي، مما يؤدي إلى انتفاخها، واكتسابها شكلًا زجاجيًا سهل الكسر. ومن الجدير بالذكر أن هذا المرض يشبه كثيراً مرض النوزيما، من ناحية الأعراض وطرق الاصابة.

وسائل حماية النحل من أمراض الصيف

ذكرنا في البداية أن العامل البشري عامل رئيسي في انتشار أمراض النحل، لكن دور الإنسان مهم أيضاً في توفير الحماية اللازمة وذلك عن طريق:

  • الاهتمام الدوري بالمناحل وعدم اهمالها.
  • التعقيم المستمر لأدوات النحالين، وخاصة عند استخدامها بين عدة طوائف في النحل.
  • ابعاد المناحل عن الأراضي الزراعية الّتي يُستخدم فيها المبيدات الحشرية والأسمدة بكثرة.
  • تقوية طوائف النحل ووضعها في أماكن مناسبة بحيث لا تكون متجاورة بشكل يسمح لها بنقل الأمراض.
  • مكافحة النباتات السامة والضارة على النحل مثل نباتات (الهيوفاريقون، اللبلاب، القرصعنة، التبغ، البنج، القنطريون، العنبر، الزعفران).
  • تقوية غذاء النحل عن طريق إضافة مركبات السلفا للتغذية.
  • فرز مختصين من قبل الدولة للمساعدة في كشف الأمراض واستخدام التقنيات.

وفي النهاية يمكن القول إن أمراض النحل في الصيف أو خلال العام مهما كانت خطيرة، يمكن القضاء عليها عند الوعي لأهمية النحل لكون تربيته من المشاريع الهامة سواء كانت على مستوى الفرد أو على مستوى الدولة. وذلك للأهمية الطبيعية والانتاجية لتلك الحشرة البسيطة.