أمراض النحل في الصيف من أكثر الأمور التي يعاني منها مربو النحل، حيث أن هذه الحشرة كغيرها من الكائنات الحية الأخرى معرضة للإصابة بأنواع عديدة من الأمراض والفيروسات والطفيليات التي تنشط بكثرة خلال فصل الصيف. مما يسبب القضاء على طوائفها، وتدني في نسبة إنتاج عسلها. وتختلف درجة إصابة النحل حسب منطقة التضرر سواء كان ضرر في منطقة الحضنة أو ضرر كامل. لذلك من الضروري معرفة مرحلة المرض، مما يساعد في تشخيص المرض والتصدي له في سبيل المحافظة على الخلايا. هيا بنا لنأخذك بجولة تعريفية على بعض تلك الأمراض ومراحلها في مقالنا التالي.

أمراض النحل خلال الصيف

يعاني النحالون من العديد من الأمراض التي تصيب النحل في الصيف، والتي تشكل عائقًا في حركة إنتاج وتصنيع العسل. وتسبب خسارات فادحة في مجال تربية النحل. ومن أنواع هذه الأمراض نذكر ما يلي:

  • تكييس الحضنة: يصيب هذا النوع من المرض الحضنة، ويسبب تعفنها وعدم القدرة على استخدامها، بسبب استهداف القناة الهضمية لليرقة. كما ينتشر هذا المرض في فصل الربيع.
  • خناق النحل: ويسمى أيضًا مرض القصبات الهوائية. من أعراضه زحف النحل والأجنحة الأمامية والخلفية متشابكان مثل حرف (K).
  • شلل النحل: تتمثل أعراض هذا المرض في ارتعاش النحلة، ولمعان الجسم وعدم القدرة على الطيران، أو الطيران لمسافات قصيرة ثم السقوط.
  • مرض الفاروا: ويسمى الفاروا المدمرة. وهو مرض طفيلي يتطفل خارجيًا على يرقات النحل في المنطقة الغشائية بين الحلقات ويتغذى عليها حيث يمتص الدم بواسطة أجزاء فمه. إضافة إلى ذلك ينتشر بصورة سريعة ضمن أفراد الحلية. وتتجلى أعراضه برؤية النحل يزحف على الأرض متقطعة أجنحته. هذا فضلًا عن كون اليرقات ميتة داخل التخاريب وغير مكتملة.

آفات تصيب النحل خلال الصيف

تعفن الحضنة الأمريكي

وهو المرض الذي يصيب الحضنة ويجعلها غير منتظمة. كما يسبب غور العيون السداسية، وتنتج عنه رائحة لاذعة تشبه رائحة الغراء الفاسد. ويعتبر هذا المرض مرضًا خطيرًا وبائيًا، لما يسببه من أضرار كبيرة للمناخل. أما فيما يخص العامل المسبب للمرض فهو نوع من البكتيريا تسمى Bacillus larvae، والتي تدعى بالبكتيريا السبحية. كما أنه من الأمراض التي تصيب النحل في الصيف والشتاء.

تعفن الحضنة الأوروبي

وهو مرض يصيب الحضنة الصغيرة يظهر قبل التغطية، مسببًا قتل النحلة وهي بعمر أربعة أيام تقريبًا، حيث تصل البكتيريا إلى اليرقة عن طريق الغذاء الملوث. وتختلف الإصابة بهذا النوع من التعفن عن نوع تعفن الحضنة الأمريكي فهو غير ثابت وممكن معالجته بالمضادات الحيوية، ولكن تتأثر كمية إنتاج العسل بشكل كبير. وهو أيضًا من الأمراض التي تصيب النحل في الصيف والشتاء على حد سواء.

النوزيما

هو مرض بكتيري يسبب زحف النحل، ويرافقه انتفاخ البطن ورائحة كريهة جدًا عند الانقسام. كما ينجم عن هذا المرض إسهال حاد يؤدي إلى موت النحلة.

دودة الشمع

تهاجم هذه الآفة خلايا النحل الضعيفة، وتسبب لها أضرارًا كبيرة. إذ تعد من أكثر الآفات خطورة على الأقراص الشمعية. تتغذى اليرقات الصغيرة على الأقراص ويصبح لونها بني داكن. كما يوجد لدودة الشمع نوعان ألا وهما: دودة الشمع الكبيرة Galleria Mellonella، ودودة الشمع الصغيرة Achroia Grisella. ويمكن حماية خلية النحل من الإصابة بدودة الشمع عن طريق:

  • الاهتمام بنظافة الخلايا.
  • ضم الخلايا الضعيفة إلى الخلايا الأخرى.
  • وضع الأقراص الفارغة في مكان بارد وتخزينها في مكان مغلق.
  • إجراء فحوصات بشكل دوري على خلية النحل.
  • تبديل الاقراص ذات اللون الداكن بأقراص جديدة ذات لون فاتح.

فيروس الشلل المزمن Chronic bee paralysis virus

هو من الفيروسات الذي يتزامن وجوده مع وجود مرض الأكارين. هناك عرضين أساسين يظهران على النحلة لتمييز المرض. إذ نلاحظ أن بطن النحلة منتفخ مليء بالسوائل مع اتساع في حجم الأجنحة، بالإضافة إلى الإصابة بحالة من الرجفان، هذا فضلًا عن إصابة النحل بحالة من الإسهال.

يعتبر هذا الفيروس معدي مما يفرض حجر النحل المصاب وإبعاده عن الخلية. وبسبب عدم توافر علاج فعلي مكتشف لفيروس شلل النحل، يجب اتخاذ تدابير للوقاية من هذا الفيروس، والحد من انتشاره في خلية النحل.

فيروس خلية الملكة السوداء (BQCV)

أحد أخطر الفيروسات التي تصيب النحل في الصيف، لأنه يدمر خلية النحل، ويصيب الخلايا الملكية، ويؤدي إلى موت اليرقات. الأمر الذي يسبب خسائرًا فادحة. فهو لا يصيب اليرقات فقط، بل أيضًا النحل البالغ. ومن الجدير بالذكر أنه لا يوجد لقاح لعلاج الإصابة بهذا النوع من الفيروس. وتعد أفضل طريقة لمنع انتشاره هو استبدال الملكة بملكة جديدة.

فيروس نحل كشمير Kashmir bee virus

ينتشر فيروس نحل كشمير بشكل عام في أفراد النحل البالغ في منطقة الحضنة. يصاب النحل بالفيروس بدون ظهور أعراض واضحة. ويعتبر فيروسًا خطيرًا لأنه ينتشر بين النحل بسرعة كبيرة وبشكل واسع وخاصة إن كان النحل مصاب بأفة الفاروا. يوجد بشكل أساسي في أستراليا وأمريكا الشمالية، في حين لم تسجل أي إصابة به في البلاد العربية مثل الأردن والإمارات. مع العلم يعتبر الفيروس أقل انتشارًا مقارنة بفيروس خلية الملكة السوداء وفيروس الشلل المزمن.

وأخيراً يجدر القول إنه من الضروري الاهتمام بتربية النحل وحمايتها من الأمراض التي تصيبها سواء في الصيف والشتاء. وبالتأكيد أخد التدابير الوقائية اللازمة، مما يضمن نجاح مشروع تربية النحل الذي له فائدة بيئية اقتصادية على مستوى الفرد والمجتمع.