مع التطوّر الحاليّ، والانفتاح الثقافيّ الذي تشهده مجتمعاتنا، كثُرت أفكار المشاريع وبدأت البنات بمحاولة تبنّي البعض منها، لزيادة دخلهم الخاصّ وتحقيق الاستقلال المادّي، دون انتظار وظائف الدّولة التي لا تسمن ولا تغني من جوع. وهذا ما سنحاول توضيحه أكثر في المقال التّالي الذي يتحدّث عن أفضل المشاريع ذات الدّخل الجيّد.
تجدر الإشارة إلى أنّه عند الحديث عن وسائل الرّبح فإنّ البنات لسنَ مضطراتٍ إلى “اختراع” شيءٍ جديد كليًّا. وإنّما فقط اتّباع مناهج موجودة مسبقًا ولكن كلٌّ بأسلوبها الخاصّ. لذلك يمكن اعتبار هذا المقال كمزيجٍ من أفكارٍ لمشاريع ناجحة مع مجالات عملٍ مناسبة لهنّ.

مشروع تصميم الواجهات وتجربة المستخدم للبنات UI/UX Design

نبدأ بأحد أفضل أفكار المشاريع النّاجحة للبنات، وهي تصميم الواجهات وتجربة المستخدم لمختلف الأغراض، من تطبيقات وإعلانات وشعارات وصفحات ويب وغيرها الكثير. حيث ثبُت علميًّا أنّ النساء حسّاساتٍ للضّوء أكثر من الرجال، وهذا ما يفسّر قدرتهنّ على صنع واجهاتٍ خلّابةٍ وتصاميم مليئةٍ بالحياة.
وما يميّز هذا المجال هو المردود الهائل، فقد تصل الرّواتب إلى أكثر من 100,000 دولارٍ أمريكيّ عند العمل لإحدى الشّركات العالميّة. ولا تقلّ عن 50,000 دولارٍ في العديد من الدّول المتقدّمة. ولكن ذلك لا يعني أنّ البنات لا تستطيع العمل بشكلٍ مستقل وأن تكون سيّدة نفسها، فالكثيرون بحاجة لمصممٍ خلّاق يستطيع جذب الأنظار بإبداعاته، والتّعاقد معهم عبر منصّات العمل الحر كمنصّة مستقل. وهنا يلجؤون للنّساء كخيارهم الأوّل للأسباب التي ذكرناها آنفًا.
لا يحتاج هذا النّوع من مجالات العمل تلك التّكلفة العالية. كلّ ما تحتاجه البنات للبدء هو حاسوبٌ شخصيّ بمواصفاتٍ متوسّطة، ومواظبة التّدريب والعمل اليومي.

التّدوين Blogging

يعدّ التدوين احد أفكار المشاريع المناسبة للبنات التي تفضّل العمل من المنزل، خصوصًا إن كانت تملك الموهبة الكافية في إيصال أفكارها إلى الآخرين بشكلٍ مبسّط. وإن كانت إحداهنّ جيّدة في كتابة حلقات البحث المدرسيّة، فإنّها مؤهلةٌ للدّخول في مجال العمل هذا، من خلال البدء بمدوّنتها الخاصّة وتحديد التوّجه العام لها واحترافه. لتصبح وجهة القرّاء الأولى وتحقّق الغاية المرجوّة منها. بالإضافة إلى ذلك، حاولي -عزيزتي القارئة- الكتابة كلّ يوم لتنمّي مهاراتك وتغني مخزونك من المفردات. واعطي المقدّمة اهتمامًا جيدا لأنّها مفتاح جذب الزوّار وتشجيعهم على إكمال القراءة.
علاوة على ذلك، كوني سبّاقةً في الكتابة عن آخر المستجدّات في مجالك، لتضمني دخول الزوّار لمدوّنتك. وحاولي تحديث المقالات القديمة عندما يطرأ تغييرٌ ما حول موضوعها.
مع الوقت، ستبدأ الزّيارات بالازدياد، وإن كانت محقّقةً لشروط السيو seo، فإنّها ستتصدّر نتائج البحث في غوغل. كما يمكنك زيادة أرباحك من خلال التّسويق لمنتجاتٍ أخرى كما نرى في الكثير من المدوّنات على الإنترنت.

التّصوير الاحترافيّ photography

ومن منّا لا يحبّ التّصوير! أن تلتقطي لحظةً من لحظات الزّمن الجميلة وتحتفظي بها مدى الحياة لهو أمرٌ رائع (ومربحٌ بالطّبع)!
ولا يحتاج الأمر إلى خبرةٍ سابقة؛ فقط كاميرا احترافيّة مثل كاميرات كانون Canon ونايكون Nikon (وفي هذه الأيام يمكنكِ شراء موبايل من ذوي الفئة المتوسّطة أو العالية) مع القليل من المعرفة في برامج تعديل الصّور مثل Photoshop وLightroom، لإضافة اللّمسات النّهائيّة على الصّور وتلميعها.
قد تختصّي بتصوير حفلات الزّفاف (والتي لها المردود الأكبر في هذا المجال). أو تحترفي تصوير المناظر الطبيعيّة، أو الحيوانات، وتبيعي الصّور على الإنترنت بأسعارٍ جيّدة.
ولتبدئي هذا المشوار، عليكِ بتصوير أيّ شيءٍ يلقى إعجابك، وإنشاء صفحةٍ على وسائل التّواصل الاجتماعيّ، لتعرضي عليها أعمالك وتجذبي المعجبين من حولك. وإن أردْتِ، يمكنك متابعة أشهر المصوّرين وتطّلعي على أعمالهم، لإغناء خيالك وزيادة مخزون الأفكار لديكِ.

الكتابة التّسويقيّة copywriting

من أفكار المشاريع الأخرى المفضّلة لدى البنات هي الكتابة التسويقيّة. ولمعرفة ماهيّة هذا المجال، سنسألكِ التّالي: ما الذي دفعكِ لشراء منتجٍ ما عبر الإنترنت في آخر مرّة؟ قد يكون الجواب هو الميّزات الكثيرة، أو الجودة العالية، أو السّعر المناسب أو جميعها. إلّا أنّ العامل الأكبر هو النّص المسوّق لهذا المنتج، والذي عرّفك على مواصفاته الرّائعة.
بالتّالي تُعرف الكتابة التّسويقيّة على أنّها إعلانٌ لمنتجٍ ما وبدون حشو؛ هذا ما نبيعه، هذا ما يشجّعك على شرائه، وهذا ما يستطيع أن يقدّمه لك. والأهمّ من ذلك أنّه ليس مجرّد إعلانٍ عاديّ، والذي يكون بلا هيكليّة في العادة.
ليس بالصّعب التّعلّم والدّخول في هذا المجال، كما أنّ ممارسته لا تكلّف الكثير من الوقت. عليكِ فقط إنهاء الإعلان الخاصّ بالمنتج، لتعودي بعدها لإكمال نشاطك اليومي.
قد تشعري أن الكتابة التّسويقيّة غير مدرّةٍ للمال الكافي، إلا أنّ جميع الشّركات تبدي اهتمامًا بالغًا في مجال التّسويق، كونه الرّكيزة الأساسيّة في عمليّة البيع، ووسيلة التّواصل الأولى مع الزّبون.

مشروع تربية النّحل Beekeeping للبنات

على الرّغم من الأرباح الهائلة للمشاريع التي ذكرناها آنفًا، إلا أنّكِ قد لا تجدي ضالّتك بها. لذلك نطرح عليكِ فكرة مشروعٍ آخر وهو تربية النّحل لما فيه من متعةٍ وطاقةٍ إيجابيّة، و(بالتّأكيد) مردودٍ ممتاز.
توجد الكثير من الأسباب التي تدفعكِ لتربية النّحل، من أهمّها العسل بسعره المرتفع وكثرة الطّلب عليه. يليه الشّمع المستخدم في مستحضرات التّجميل وصناعة الشّموع. ومع ذلك، قليلون هم من يدركون كمّية الأرباح التي تستطيعين توليدها من هذا المشروع، ولهذا فهو غير مشهورٍ في الكثير من الدّول. وبالتّالي يمكنك الاستفادة من هذه النّقطة ليصبح محلّك أحد مراكز البيع المعروفة خلال وقتٍ قصير.
كما تفيد تربية النّحل في تحسين التّلقيح بين الزّهور ممّا يعني تحسين البيئة المحيطة، والمساهمة في إنتاج مختلف المواد الغذائيّة. فقط حاولي توفير البيئة اللّازمة للنّحل واتّبعي طرق التّربية المناسبة.

أيّ مشروع يناسب طموحاتك وشغفك

لا نستطيع ذكر كلّ أفكار المشاريع للبنات في مقالٍ واحد. حيث توجد آلاف مجالات العمل التي يمكن للبنات تبنّيها والبدء بها، مثل افتتاح محلٍّ للحلويّات، محلٍّ للمنتجات التجميليّة، تخطيط الحفلات أو حتّى بعض المجالات التي يطغى عليها الطّابع الذّكوري سواءً كانت في مجال التّجارة أو غيرها. المهم أن تمتلكي المعرفة اللّازمة لإنجاحه واستمراره. وهذه الأفكار هي خير دليل! بالإضافة إلى أنّها قد تكوّن البذرة لأفكارٍ أخرى تساعدك على بدء مشوارك المهنيّ.

في النهاية، إن أردتِ البدء بأيّ مشروع، عليك معرفة حيثيّاته أوّلًا، ومقارنة الخيارات المتاحة أمامك، ودراسة كلٍّ منها لتسلكي المجال الأنسب لكِ. وبغضّ النّظر عمّا تختارينه، فلتأخذي بنصائح رائدات الأعمال الأخريات، لكي تتجنّبي الوقوع في نفس الأخطاء التي ارتكبوها. كما يمكنك الاستفادة من منصّتنا، حيث نقدّم الكثير من النّصائح والمقالات حول طرق الرّبح من المشاريع الصّغيرة والإنترنت لأيّ شغوفٍ بالعمل الحر، لكي يبدأ مشواره بخطًى ثابتةً نحو النّجاح!