تعتبر تربية دودة القز من المشاريع المربحة بسبب بساطة متطلباتها واقتصارها على وقت محدد من السنة. ولكن يعد توفير أفضل غذاء ممكن لدودة القز من العوامل المهمّة في نجاح المشروع، حيث أن نوع الغذاء يحدّد بشكل مباشر جودة الخيوط الناتجة. كما يختلف الغذاء المناسب حسب طبيعة المنطقة الجغرافية ونوع ديدان القز. إذًا يبقى السؤال الأهم ما هو أفضل غذاء لدودة القز؟ هذا ما سنتعرف عليه فيما يلي.

تاريخ تربية دودة القز

يمكن تقسيم الفترات الزمنية المختلفة التي شهدتها هذه المهنة إلى ثلاث فترات وهي:

  • قبل الميلاد: كانت تربية دودة القز حكرًا على الصينين حيث منعت الصين مشاركة طرق تربية هذه الدودة أو بيوضها أو منتجاتها خارج أراضيها، واستمرّت على هذا النحو إلى أن بدأ التجار باستخدام طريق الحرير خلال الألفية الأولى قبل الميلاد، حيث سمحت الصين بتصدير الحرير إلى مختلف البلدان. ولكن لم يعرف العالم كيفية إنتاجه خارج الصين قبل مضي أكثر من ألف سنة أخرى.
  • بعد الميلاد: ظهرت تربية ديدان القز في عام 300 ق.م في اليابان ثم الهند ثم بقية العالم، حيث أصبح إنتاج الحرير من أكثر المهن انتشارًا حول العالم. كما استخدم الحرير بشكل واسع في صناعة الملابس والكتابة.
  • الثورة الصناعية وتأثيرها: أثّرت الثورة الصناعية بشكل سلبي على صناعة الحرير حيث شهدت آليات الغزل تطورًا كبيرًا. وبسبب ذلك أصبح القطن بالمرتبة الأولى كأكثر الأنسجة استخدامًا. وأصبح الحرير يقتصر على طبقات النبلاء والملوك، واستمر هذا التأثير حتى يومنا هذا، ولا يزال إنتاج الحرير في معظم دول العالم عبارة عن مهنة بسيطة لم تدخل مجال التطبيق الصناعي.

تربية دودة القز

تحتاج تربية دودة القز إلى عناية وانتباه كبيرين ومعرفة بدورة حياة الدودة، وكيفية تغذيتها خلال كل فترة من حياتها. والتي يمكن تقسيمها إلى أربع فترات:

  • البيوض: تظل البيوض عشرة أيام تقريبًا قبل أن تفقس، وتكون بلون أصفر يتحول تدريجيًا للون الأسود. مع العلم تضع الأنثى حوالي الـ 400 بيضة.
  • اليرقات: تحتاج اليرقات تغذية جيدة وعناية كبيرة. تتمتع بلون بني وفور خروجها من البيضة مع شعيرات سوداء اللون. وبعد ذلك تتعرض لعدة عملية الانسلاخ قبل الوصول لمرحلة الشرنقة ويختلف لونها حسب كل مرحلة. إذ تتساقط الأشعار بعد الانسلاخ الأول ويظهر لها قرن على الذيل. والأمر المشترك بين جميع مرات الانسلاخ أن اليرقات تصوم لمدة يوم أو يومين، وبعدها يحدث انسلاخ لجلد اليرقة ليظهر جلد ملائم أكثر لحجم اليرقة الجديد.
  • الشرنقة: يحتاج بناء الشرقة حوالي ثلاثة أيام وتتألف من الفيبرين والصمغ. وتبقى اليرقة في الشرنقة لمدة ثلاثة أسابيع. ولكن سيؤدي خروج الفراشة من الشرنقة إلى تخريب خيط الحرير، لذلك عادة ما يقتل المزارعون الفراشات قبل خروجها بعدة طرق منها:
    • وضع الشرانق في الماء المغلي.
    • وضعها في الفرن لفترة قصيرة.
    • تعريضها بشكل مباشر لبخار الماء.
    • وضعها في الشمس وتقليبها بشكل مستمر.
  • الفراشة: تخرج الفراشة من الشرنقة ولا تعيش لفترة طويلة لأنها تملك فمًا غير مكتمل النمو، حيث تضع الأنثى بيوضها وتموت فورًا وتعيش الذكور فترة أطول قليلًا ثم تموت.

أنواع دودة القز

يشكّل التموضع الجغرافي عاملًا مهمًا على دورة حياة كل نوع، حيث تتكيّف دودة القز مع دورة الفصول المحيطة وتتكاثر وفقًا لذلك، ويمكن تقسيم دودة القز إلى ثلاثة أنواع رئيسية وهي:

  • نوع فولتين: والذي يتميز بما يلي:
    • يعيش في أوروبا.
    • يتكاثر مرة واحدة في السنة.
    • ينتج الحرير مرة واحدة في السنة.
    • يدخل إلى شرانق في فصل الشتاء لتجنب البرد.
  • نوع بيفولتين: وهو من الأنواع التي تتصف بالصفات التالية:
    • ينتشر في اليابان والصين.
    • يتكاثر أكثر من مرة في السنة.
    • ينتج الحرير مرتين.
    •  تصبح هذه الديدان قادرة على إنتاج الحرير والتكاثر أكثر من مرة، بسبب توفر الجو الدافئ.
  • نوع بولي فولتين: يعدّ من أكثر الأنواع التي انتشرت تربيتها من دودة القز، ويعود ذلك إلى:
    • يعيش في المناطق الاستوائية.
    • قادر على إنتاج الحرير ثمان مرات في السنة.
    • يفقس البيض بسرعة مقارنة بالأنواع الأخرى.

الغذاء المناسب لدودة القز

يختلف الغذاء المناسب لدودة القز باختلاف النوع التي يربيه المزارعون. ولكن بشكل عام تتجلى أشهر الأغذية بما يلي:

  • ورق التوت: يعتبر ورق التوت الغذاء المناسب لجميع أنواع دودة القز.، لكنه لا يتوفّر على مدار السنة وخاصة في نوع البولي فولتين الذي يحتاج إلى غذاء بكميات كبيرة، ولا يمكن تخزين ورق التوت بفاعلية حيث أنه يتلف بسبب وجود الطفيليات، وخاصة عند تركه لفترة طويلة.
  • الغذاء الاصطناعي: يعتبر الغذاء المناسب للبولي فولتين والبيفولتين وخاصة في اليابان، حيث لا يمكن توفير ورق التوت خارج مواسمه. لذلك يستبدل ورق التوت بغذاء مصنوع من قصب السكر، والستريول، وزيت فول، الصويا، والنشويات، مع العلم أن هذا الغذاء يعطي اليرقات وزنها المتوسط بشكل أقل من ورق التوت، ولكنه بشكل عام يعتبر بديلًا جيدًا حاليًا.
  • ورق الخس والفاصولياء: يعتبر بديلًا مقبولًا في حال عدم توفر الخيارين السابقين كغذاء مناسب لدودة القز. ولكن يكون الحرير الناتج أقل جودةً.

يعتبر اختيار الغذاء المناسب لدودة القز من أهم الأمور في عملية تربية ديدان القز، بسبب تأثيره الهائل على نوعية الناتج النهائي من الحرير، لذلك يجب أخذ جميع المتغيرات بعين الاعتبار قبل اتخاذ قرار نهائي في هذا الموضوع.