يعتبر طائر النعام أضخم الطيور في العالم. وقد نجحت بعض الدول في مشاريع تربية النعام واشتهرت بها. كما تعد الدول ذات المناطق الصحراوية من أشهر البلدان في تربية النعام. كون تربيتها من المشاريع الحيوانية ذات المردود الاقتصادي الجيد، والتي تحتاج إلى رأس مال بسيط. بالإضافة إلى ذلك يحتاج إلى توفر شروط صحية وتغذية جيدة.

كما استفادت دول عديدة من توافر المناخ المناسب. فكما نعلم أن النعام يتواجد في البيئات الصحراوية. ورغم ذلك لم تقتصر تربية النعام على البلدان الحارة بل إن الدول الأخرى وفرت البيئة المناسبة للنعام وأقامت المزارع الخاصة بتربيتها.

تاريخ تربية النعام في العالم

عرف الإنسان النعام قبل أربعين مليون سنة تقريبًا، إذ تعود تربية النعام إلى القرن الثالث قبل الميلاد. حيث استفاد المزارعين من جميع أقسام جسمه، فكانت تُستخدم قشور بيضه قديمًا لحفظ الماء. كما استخدم الفراعنة ريشه في الكتابة. واستعمل الرومان والإغريق ريش النعام لتزيين قبعاتهم.

وكون النعام يتواجد بكثرة في البيئات الصحراوية انحصر سوق تربيته في دول جنوب أفريقيا لمدة طويلة، أي تقريبًا مدة خمسين عامًا حتى منتصف التسعينات، واشتهرت بتربيته وكذلك تصدير منتجاته.

وبعدها استورد أحد المزارعين الأمريكيين النعام بقصد تربيته، وهكذا حتى انتشر المشروع في أمريكا كلها، وبعدها تدريجيًا إلى بقية دول العالم. ولكن كانت مصر أول دولة عربية اشتهرت بتربية النعام، ونقلته إلى بقية الدول العربية.

أشهر الدول العربية في تربية النعام

كما ذكرنا فإن مصر أول دولة عربية عرفت تربية النعام. ولكن تشتهر دول أخرى بتربيته في الوطن العربي. على سبيل المثال، تتوافر أعداد كبيرة من النعام في شبه الجزيرة العربية، باعتبارها الموطن الأصلي للنعام. وكذلك في الرمال والصحارى السورية.

وكذلك تعد الدول العربية ذات المناخ الصحراوي من أشهر البلدان في تربية النعام مثل المملكة العربية السعودية والكويت، وكذلك الإمارات العربية المتحدة. علمًا أن للنعام قدرة على تحمل درجات حرارة تصل إلى خمسين درجة مئوية، بسبب إمكانيته بالتحكم في درجة حرارة جسمه.

وأيضًا من الدول العربية الأخرى التي اشتهرت بتربية النعام: المغرب، والجزائر، والسودان، وإيران.

أشهر الدول الأجنبية بتربية النعام

تعتبر دول جنوب أفريقيا أشهر الدول في تربية النعام وكذلك تصديره، حيث تصدر كميات كبيرة منه سنويًا يُقدر بحوالي 98 % من إنتاج النعام على الصعيد العالمي.

ويعد النعام الأفريقي أفضل أنواع النعام التي يمكن استيرادها لإقامة مشاريع تربية النعام كونها من السلالات ذات الإنتاجية العالية للبيض. وتأتي أمريكا في المرتبة الثانية شهرةً بعد أفريقيا في تربية النعام، كما يتواجد في أمريكا النوع الأحمر الرقبة الذي يتميز بمقاومته للأمراض.

ومن الدول الأجنبية التي تشتهر بتربية النعام أيضًا: أستراليا، وباكستان، وإيطاليا، وإسبانيا. وكذلك الصين التي تحتل المرتبة الخامسة في تربية النعام.

ألمانيا أشهر الدول في استيراد النعام

تستورد ألمانيا في الآونة الأخيرة لحم النعام بكميات كبيرة، وذلك نتيجة انتشار أمراض القلب وبالتالي ارتفاع عدد الوفيات.

حيث استعاضت ألمانيا عن لحوم الأبقار والماعز والدواجن بلحوم النعام. فالأخيرة تحتوي كمية قليلة جدًا من الكوليسترول والدهون التي تسبب أمراض القلب.

لذلك استبدل الألمان تلك اللحوم بلحوم النعام الصحية رغم ارتفاع ثمنه. ومن الجدير بالذكر بعض سلالات النعام مهددة بالانقراض نتيجة الصيد الجائر، والإفراط في استهلاك بيض النعام، وبالتالي لا بد من حمايتها وزيادة إنتاجيتها.

أغراض الدول من تربية النعام

تربي الدول النعام بسبب فوائده الكثيرة، على سبيل المثال:

  • كمية الإنتاج الكبيرة من اللحوم.
  • الاستفادة من الريش وتصديره للاستخدامات الصناعية، حيث تربي بعض الدول النعام وتسمنه للحصول على أكبر كمية من ريشه.
  • دهن النعام الذي يدخل في صناعة المستحضرات التجميلية.
  • تصنع الدول الملابس الغالية الثمن من جلد النعام المقاوم للماء.

كما تجري دراسات طبية حديثة على ترقيع قرنية العين عند النعام في عين الإنسان، بسبب التشابه الكبير في تركيبة العين بينهما.

مشاكل تربية النعام في العالم

برغم الإيجابيات العديدة والأرباح لقاء تربية النعام إلا أنها قد لا تنجح في كل الدول، ومن مشاكل تربية النعام، انخفاض نسب الخصوبة مقابل ارتفاع عدد وفيات الكتاكيت، وكذلك الأمراض التي قد تصيب النعام فتؤدي إلى وفاتها، بالإضافة إلى ذلك نقص الأيدي العاملة، والمتخصصين والخبراء في تغذية النعام ومعالجة الأمراض التي قد تتعرض لها.

ولكن لا تشكل هذه المشكلات المحدودة عائقًا كبيرًا مقارنةً بالميزات المتعددة، وخاصةً إذا كان المربي على معرفة ودراسة مسبقة للمشروع.

وباختصار فإن تربية النعام من المشاريع التي تشتهر بها دول عديدة في العالم، بسبب أهميتها الكبيرة وفوائدها العديدة، وكذلك تُصدر منتجاتها مثل لحومها ذات القيمة الغذائية العالية، بالإضافة إلى ريشها للأغراض الصناعية.