قمل النحل من الأمراض المعدية التي تنتشر بسرعة في الخلية. إذ يعتبر النحل من الحشرات التي تعيش ضمن جماعات. وعلى الرغم من عظمة هذا الشيء وجماله، إلا أنه العامل المساعد لانتشار الأمراض المعدية في صفوف الخلايا. مما يحدث الضرر فيها، ويؤدي إلى إبادتها في بعض الأحيان. لذلك من الضروري تكوين معرفة تامة عن هذه الأمراض، والتي يعد القمل من أمثالها. ها نحن ذا سنطلعك من خلال هذا المقال على أسباب قمل النحل، وطرق الوقاية منه.

أشهر أمراض النحل

تعتبر تربية النحل من أشهر المهن الزراعية في جميع أنحاء العالم، حيث يقدّر عدد العاملين بها حوالي 7 ملايين فرد. ومن الجدير بالذكر أنّ اكتشافها يعود إلى المصريين القدماء، لتنتشر بعد ذلك كمهنة أساسية عند مختلف الشعوب، مع اتّجاه مربّو النحل إلى استخدام تقنيّات جديدة في تربية النحل. بالإضافة إلى أنّهم بدأوا بتبادل الأنواع بين بعضهم البعض. ولكن عرضت هذه الطرق وهذا التبادل رغم إيجابياته المتعدّدة حياة النحل للخطر بسبب نقل العديد من الأمراض والطفيليات. وتختلف الأمراض التي تصيب النحل باختلاف المسبّبات التي أدت إلى ظهورها، حيث تُقسم بهذا إلى أربع فئات رئيسية، وهي:

  • عدوى فيروسية: مثال ذلك فيروس خلية الملكة السوداء، وفيروس شلل النحل، وفيروس الجناح المشوّه، وفيروس تكيس الحضنة.
  • أمراض بكتيرية: مثل الحضنة الأمريكية.
  • أمراض منشأها فطري: كالحضنة الطباشيرية.
  • الآفات والطفيليات: مثل عثّ الشمع، وعثّ Varroa المدمّر، والنوزيما المرتبطة بمرض خلية الملكة السوداء، ومرض قمل النحل (البراولا).

قمل النحل وأسبابه

القمل (البراولا) عبارة عن حشرة صغيرة الحجم يبلغ طولها حوالي 1 ميلي متر، لونها بنيّ داكن، وتتميز بمخالبها القوية. غالبًا ما توجد في المنطقة الصدرية للنحل العامل والملكة والذكور، ولكن لديها ميول للملكة ونحل المغذيات أكثر.

وعلى الرغم من أن مرضًا كهذا لا يقضي على حياة نحل الخليّة، إلا أنه يسبب آثارًا سلبية كبيرةً. أولها التسبب بقلّة وضع البيض الناتج عن القلق الكبير للملكة، وتشوّه شكل الأغطية الشمعية الناتج عن تغذّي يرقات القمل عليها، وصولًا إلى موت الملكة في حال الإصابة الشديدة. مع العلم تكون العدوى غالبًا بسبب الترحال والتطريد سواء الطبيعي أو الصنعي منه.

حياة البراولا في الخلية

يتخذ هذا الكائن الطفيلي من الخلية مكانًا لبيوضها، حيث أنها تلقي بالبيض تحت أغطية الحضنة أو في فجوات الخلية. كما تعيش اليرقات في الأساس الشمعي للخلية وتتغذى من عسلها. مع العلم عندما تريد قملة (البراولا) تناول الطعام تتحرك من صدر النحلة إلى رأسها وتقترب من فمها وتبدأ بدغدغتها لتفرز لها الغذاء.

أعراض مرض البراولا

كلّ كائن يتصرّف على طبيعته إلّا في حال وجود عوامل خارجية تدفعه لغير ذلك، ولدراسة الأعراض ومعرفتها جيدًا دور أساسي في إيجاد الحلول المناسبة في الوقت المناسب. ومرض القمل كغيره من الأمراض التي يمكن السيطرة عليها في حال ملاحظتها منذ البداية. كما يمكن تلخيص أعراض هذا المرض بما يأتي:

  • قلّة بيوض النحل في الخلية.
  • شراسة الشغالات وشدّة مهاجمتها للكائنات الغريبة.
  • تهشّم الأغطية الشمعية في الخلية.

عند ظهور هذه الأعراض عليك اتباع أسلوب علاج فعّال، حيث يوجد العديد من طرق العلاج الجيّدة منها التدخين واستخدام المبيدات.

علاج قمل النحل والوقاية منه

يمكن معالجة الخلية المصابة بالقمل عن طريق التدخين باستخدام التبغ أو بعض النباتات الطبيّة. لكن يتفوّق التبغ على منافسيه لأنه مخدّر فعّال للحشرات الصغيرة وحتى للنحل، حيث يُعتبر مهدئ ومرخّي. لذلك يتوجّب قبل استخدامه وجود سياج يمشي فوقه النحل ويخترقه القمل (القمل أصغر بكثير من النحل)، تليه صفيحة مطلية بمادة زيتية كزيت الزيتون ليلتصق القمل بها. كما يمكن سحب الصفيحة دون فتح الخلية، بعد ذلك يُجمع القمل للتخلّص منه.
أما العلاج الأكثر استخدامًا في وقتنا الحالي فهو استخدام المبيدات الحشرية لقتل القمل. بالتأكيد تنظر له على أنه الحل المثالي، ولكن لتقف هنا! مبيدات حشريّة يعني موت القمل المؤكد، ولكن ماذا عن النحل فالتأثيرات الجانبية للمبيدات عليه ليست أقل وطأة بكثير من تأثير المرض بحدّ نفسه. فهي تسبب موت النحلات الضعيفات، وضعف ما تبقّى منها، وقلّة كبيرة في إنتاج العسل، كما أنها تؤثر على نوعية العسل وجودته.
الوقاية خيرٌ من ألف علاج! المثل الشعبيّ الشهير الذي يجعل من عملك ناجح وذو أرباح وعوائد جيّدة. إذ تُعتبر الطريقة الأمثل للوقاية من مرض قمل النحل هي التدخين الدوري للخليّة.

في الختام يمكننا القول أنّ قمل النحل (البراولا) مرض ليس خطير في بداياته، ولكن تطوّره في الخلية يودي بها للهلاك الحتمي. لهذا يجب مراقبة الخلية وتصرّفات النحل بشكلٍ دقيق للوصول إلى الآفات والأمراض فور حدوثها. مما يسهّل طرق العلاج والحفاظ على نوعية وجودة العسل المنتج.