توفر البيئات الطبيعية الغذاء المناسب للحيوانات. ولكن عند تربية أنواع مختلفة من الحيوانات لا بد من التعرف على أساليب التغذية الصحيحة الخاصة بكل نوع. فطيور النعام مثلًا تكيفت للعيش في الحقول الأفريقية حيث تغيب المساحات الخضراء، وبالتالي تعتمد أساليب التغذية بالنسبة لها في تلك المناطق على اللحوم. أما في غابات السافانا يعتمد النعام على الغذاء الأخضر، بالإضافة إلى بذور الشجيرات وجذورها. ولكن هل فكرت يومًا في اقتناء تلك الطيور واعتمادها كمشروع تجاري مربح؟ بالتأكيد في هذه الحالة لا بد من التعرف على أساليب التغذية الصحية للنعام.

أساليب التغذية الصحيحة لكتاكيت النعام

تبيض أنثى النعام حوالي 10-15 بيضة، وتفقس بيوضها بعد 42 يومًا. ولا تحتاج تلك الفراخ الصغيرة في الأربعة أيام الأولى إلى تقديم الغذاء لها لأنها تتغذى على المح المتبقي. وبعد مضي الأيام الأربعة الأولى للفراخ تُقدم الأعلاف الأولية في غضون الشهر الأول. ليضاف بعدها خلال هذا الشهر الفيتامينات وخاصة نوع ب والماء. وفي الشهر الثاني والثالث يجب إضافة إلى الأعلاف الأولية أعلافًا خشنة بمقدار 10%.

مع العلم تزداد هذه النسبة إلى الضعف أي 20% بعد إتمام الفراخ للأسابيع العشرة الأولى من عمرها. بالتأكيد إن زيادة تلك الكمية للفراخ تسبب انسداد أمعائها. والأهم من ذلك إن افتقار عنصر الكالسيوم في غذاء الكتاكيت يؤثر على نمو أرجلها، ومن الجدير بالذكر لا يتوفر الكالسيوم في البرسيم. ولكن يمكن الحصول عليه بطحن قشور البيض وتقديمه للفراخ.

يقدم الطعام للكتاكيت من 3-4 مرات في اليوم، ولا داعي للتغذية أثناء الليل مع الانتباه إلى ضرورة تواجد الماء بصورة دائمة. ومن أساليب التغذية الصحيحة أيضًا استبدال الأعلاف الخضراء بالدريس المطحون، كون بعض أنواع هذه الأعلاف تسبب مشاكلًا في الهضم. وفي هذه الحالة لا نترك الكتاكيت بدون طعام، ونجعلها تلجأ للنباتات الخضراء فقط كمصدر للغذاء.

تساعد البكتريا النافعة الموجودة في أمعاء الكتاكيت في أوائل أيام حياتها على الهضم، ويمكن العمل على زيادة تلك البكتريا بوضع كمية من روث طيور بالغة أو روث الأبوين مثلًا في مزارع الفراخ.

أساليب التغذية الصحيحة للنعام البالغ

يتغذى النعام البالغ على البرسيم، كما أنه يقطعه لإطعام صغاره، وهو مفيد لاحتوائه على البروتين بكمية وافرة. وينبغي معرفة أن الإكثار منه يؤثر على الفراخ وبالتالي يزداد معدل نموها على حساب نمو العظام والأرجل، فتصبح غير قادرة على حمل جسمها.

وعلى عكس الفراخ فإن كمية الأعلاف المركزة يجب زيادتها للطيور البالغة، ويؤدي نقصها بالتأكيد إلى مشاكل في الأمعاء. وعند تغيير نوع الغذاء وإدخال نوع جديد يجب التدرج في تقديمه بكميات قليلة لمدة أسبوعين. وبعد ذلك يُستغنى عن النوع القديم.

ومن الضروري القيام بذلك لتجنب إصابة الطيور بصدمة غذائية، حيث من الممكن أن يرفض الطائر الطعام، مما سيؤثر على نموها وإنتاجيتها. كما من الضروري معرفة نوع الغذاء المقدم في كل فصل من فصول السنة، مما يضمن نظامًا غذائيًا صحيًا للنعام، ويتم ذلك وفق التالي:

  • غذاء النعام في فصل الصيف: إن أحد أهم أساليب التغذية الصحيحة للنعام في فصل الصيف هي إعطاؤها العصير من الطعام على سبيل المثال: البطيخ، والبرسيم الطازج، والخضروات إضافةً إلى الحبوب والشوفان. علاوةً على ذلك، فمن الضروري توافر الألياف بشكل عام. كما يجب أن يخصص مكان لوضع الحصى الصغيرة كون الجهاز الهضمي للنعام يختلف عن بقية الطيور.
  • غذاء لنعام في الشتاء: يجفف البرسيم خلال فصل الصيف، ويقدم البرسيم القش في فصل الشتاء إلى النعام، بالإضافة إلى الحبوب، والشوفان، والخبز. ويمكن تقديم الملفوف بكميات قليلة.

كما يوجد بعض الأطعمة التي لا يُحبذ إطعامها للنعام، على سبيل المثال: البقدونس، والبطاطا.

أنواع أنظمة الغذاء عند النعام

توجد بصورة عامة ثلاثة أنماط لتغذية النعام ألا وهي:

  • النمط المكثف: وهو خاص لمزارع النعام في ظل غياب المساحات الخضراء، أو عند وضعها في أقفاص. ويحتوي هذا النمط على خليط من القش والعلف الأخضر، على سبيل المثال: السبانخ، والبرسيم، وذلك بمقدار ثلاثة كيلو غرامات للطائر البالغ. إضافةً إلى السمك، وفول الصويا، ومجموعة الفيتامينات مثل: أ، د، ب المركب، وكذلك المعادن. ويمكن إعطاء الأعلاف التي تحتوي الذرة.
  • النوع شبه المكثف: ويعني ترك النعام في الأراضي بشكل حر، وذلك في الأيام الدافئة، أي بعبارة أخرى تترك لتعتمد على نفسها في الحصول على الغذاء، على أن نضيف الأعلاف المركزة بكميات قليلة.
  • النمط الواسع النطاق: تعتمد أساليب التغذية الصحيحة في هذا النوع على توافر الأعلاف المركزة في فصل الشتاء، وترك النعام للرعي الحر في فصل الصيف. مما يؤدي إلى تقليل تكاليف التغذية.

باختصار يمكننا القول أيًا كان نمط التغذية المستخدم، فإن استهلاك الطعام للنعام في المزارع أقل منه في الطبيعة. مع الإشارة إلى أهمية تواجد ما يعادل ثلاثة كيلو غرامات من العلف بشكل يومي.