ما هي أخطر أمراض تصيب الحمام؟ عمل الإنسان على تربية الطّيور منذ الأزل، ولعلّ الحمام من أكثر الطّيور الّتي حظيت باهتمام البشر، وذلك لما تتمتّع به من جمال وألفة للمكان الّذي تعيش فيه. إلّا أنّ الأمراض تقضي على كلّ ما هو جميل. حيث من الممكن أن تتعرّض تلك الحمائم الجميلة لأمراض خطيرة قد تودي بحياتها. لذلك لا بدّ قبل أيّ شيء الاهتمام بصحّتها وتغذيتها بشكل سليم لتعزيز مناعتها، وذلك لأن الدّواء يكمن في الغذاء. وبناءً على هذا القول فإنّ سوء التّغذية هو أحد أهم العوامل الممرضة، الّتي تؤثر سلبًا على الحالة الصّحيّة العامة لطيور الحمام.

وهذا يعني أنّ تناول الحمام لطعام فاسد و ملوّث أصبح بيئة حاضنة لمرض خطير، ينتظر فرصة ليتسلّل إلى أمعاء الطائر المسكين لكي يعبث بمناعته وينتهك قواه، وبالتّالي يسلبه صحّته. وعلاوةً على ذلك، قد تنتقل العدوى لباقي أفراد المجموعة، فيعمل الفايروس عمله مما قد يفتك بالجميع، وكنتيجة لذلك، ستفقد طيورك العزيزة. إذًا عليك أولًا صديقي مُربّي الحمام أن تقدّم الغذاء الصّحي المتكامل لطيورك لتقاوم الأمراض.ثانيًا أن تتّخذ التّدابير الوقائية اللازمة لتجنّب إصابة طيورك بأي مرض خطير كتقديم المتممات الغذائية والفيتامينات و اللقاحات و غيرها.

ثالثًا يجب عليك أن تقدّم الدواء المناسب لكلّ داء في حال تعرض طيورك للمرض. وها نحن من خلال منصّة تجارتنا سنُسلّط الضّوء على أخطر أمراض قد تصيب الحمام، وآلية علاجها والوقاية منها. تابع معنا مقالنا عسى أن نقدّم لك الفائدة.

مرض الباراميكسو عند الحمام

مرض شائع انتشر في السنوات الأخيرة، وعلى الرّغم من أنّه لم يكن معروفًا لكنّه اكتسح باقي الأمراض في خطورته. وبعبارة أخرى إنّ هذا المرض من الأوبئة المستوطنة، حيث يوجد 9 أنواع من فايروس باراميكسو وإنّ أشهرها pmv_1 الّذي يتسبّب بمرض شبيه بمرض النيوكاسل في الدّواجن. هذا بالإضافة إلى 8 أنواع أخرى من هذا الفايروس الّتي تصيب الطّيور البريّة أساسًا، ومن ثم من الممكن انتقال العدوى للحمام. وتتمثل أعراض هذا المرض بما يلي:

  • الإضطرابات العصبية: الّتي تظهر في مرض نيوكاسل الدّجاج على الرّغم من أنّه مختلف تمامًا عنه. حيث يحدث خلل عميق في الجهاز العصبي للطّيور المُصابة، مُتمثّلًا بإلتواء الرّقبة. وفي الحالات المتقدّمة قد يحدث شلل في الأرجل والأجنحة، فيفقد الطّائر القدرة على الطّيران أو المشي.
  • الإسهال : يظهر لدى الطّيور المُصابة حالة إسهال شديدة ومُتكررة، بالإضافة إلى وجود دائرة مائية شفّافة حول بقعة الإسهال. ونتيجةً لذلك نلاحظ إقبال الطيور المصابة على شرب الماء بكميات كبيرة جدًّا أكثر من غيرها من بقيّة الطّيور السليمة.
  • الإنقلاب والسّير للوراء: حيث يفقد الطّائر المريض توازنه ولا يقدر على الحركة بشكل سليم، فيحاول المقاومة وتبوء محاولاته بالفشل، فيسير للخلف بلا اتزان وينقلب مرارًا وتكرارًا.

وينتقل هذا المرض بطرق عديدة ، إمّا عن طريق الهواء والغبار، أو الحشرات والقوارض النّاقلة للمرض. وقد ينتقل بالاحتكاك المباشر بالحمام المريض وماء الشّرب أو الطّعام الملوّث ببراز الحمام ، وأخيرًا ينتقل بوساطة الطّيور البريّة.

ويمكن الوقاية من هذا المرض عن طريق عزل الطّيور المُصابة في مكان خاص وبمواصفات معيّنة، بحيث يكون مُعرّضًا للحرارة نوعًا ما لإضعاف الفيروسات، وشبه مُظلم، نظرًا لحساسية الطّيور الموبوءة تجاه الضّوء. ويقدّم الماء والغذاء على أن تكون أرضية القفص عبارة عن شبك سلكي مرتفع بقدر 5 سم عن الأرض، وذلك لتجنّب تكرار دورة المرض بالتلامس مع المخلّفات الملوّثة.

مرض الجدري عند الحمام

يظهر مرض الجدري على نوعين: الجلدي والدّفتيري. النّوع الجلدي:حيث تظهر البثور حول الفم في نهاية المنقار، وفي الحالات المتقدّمة تُصاب الأرجل والمناطق المُغطّاة بالرّيش. أمّا عن النّوع الدّفتيري: فيظهر بشكل خاص على الزغاليل والطّيور صغيرة السّن، حيث يصيب الحلق وتظهر بقع صديدية في الفم. أيضًا يسبّب مشاكلًا في الجهاز التّنفسي قد تؤدي للإختناق. ويمتنع الطّائر عن الطّعام فيموت.

ومن الجدير بالذكر يجب اتخاذ التدابير الوقائية المناسبة من تعقيم للمسكن والأدوات المستخدمة كأماكن العلف والمشارب. إزالة البثور ودهن الجزء المُصاب باليود. وبالتّالي التخلّص من المواد المتجبّنة والغشاء الدفتيري، ومسحها بمحلول صبغة اليود أو الميكروكروم أو نترات الفضة 2%.

مرض الخناق عند الحمام

وهو الالتهاب الشّعبي فى مراحله المتقدّمة، وتساعد ارتفاع الرّطوبة وقلّة التّهوية، بالإضافة للتّغيرات الفجائيّة فى درجة الحرارة على حدوث هذا المرض .

وتتمثل أعراض المرض بحدوث إفرازات مائيّة من فتحات الأنف تتحوّل إلى مادة كثيفة لونها أصفر، ينتج عنها انسداد فتحات الأنف، مما يتسبب فى عدم قدرة الطّيور على التنفس، ولذلك تنتفخ العيون ويكبر حجمها، وينتج عن ذلك انغلاق الجفون وانعدام الرؤية.

ويمكن العلاج من خلال وضع رأس الطائر فى محلول حمض اليوريك أو محلول برمنجنات البوتاسيوم. وبعد ذلك  نتخلّص من الإفرازات المتجمّعة تحت العين، وذلك بالضّغط برفق، ثم تطهيرها

كما يجب إعطاء الطّيور كبسولة من زيت الخروع 500 مل جرام. وفى اليوم التّالي نعطيها من 4 _ 5 نقط من زيت كبد الحوت، وذلك لزيادة المقاومة الحيوية عندها.

نصائح للوقاية من أمراض الحمام

للوقاية من أمراض الحمام بشكل عام، عليك اتباع الإجراءات الوقائية التالية:

  •  عزل الحمام المُصاب عن بقية الحمام السليم.
  • تنظيف مسكن الحمام، وأوعية الشّرب، والطّعام بشكل دوري.
  • حفظ الأعلاف، وغذاء الحمام في مكان آمن، بعيدًا عن الحشرات، والفئران.
  • تنظيف، وتطهير مكان الحمام المُصاب، كي لا ينتقل المرض للطّيور الأخرى.
  • متابعة الحالة الصّحية للحمام، وملاحظة أي تغير في لون البراز.
  • تجنّب اختلاط أي حمام جديد بالبقية، خلال مرحلة الحجر الطّبي.

وفي الختام لا يسعنا إلّا القول إنّ لكل داء دواء، وبالمثل إنّ درهم وقاية خيرٌ من قنطار علاج. حيث أنّه علينا الأخذ بالأسباب وبالتّالي القيام بكل الإجراءات الوقائية والعلاجية اللّازمة لحماية طيور الحمام من شتى أنواع الأمراض. وبالتأكيد يجب الاهتمام بصّحتها وتغذيتها غذاءً سليمًا، لتعمّر أكثر وتتمتّع بصحّة جيّدة،حيث أنّ المعدة بيت الدّاء والحكمة رأس الدّواء. والأهم من ذلك كلّه، يجب ألّأ نبخل على طيورنا بالنّظافة الدّائمة لكلّ ما حولها و منحها الرّعاية الطبيّة إن لزم الأمر.