في عالم الأعمال والإدارة تبرزُ أهمية فهمِ أثر دورة حياة المنتج في تخطيطِ المنتجات والتسويق لها، إذ أنها أمر ظاهر إلى العلن. إذْ تكادُ تكون هذه العملية جزءًا حيويًا من إدارة الأعمال وتنميتها. و يمكن لهذا الفهم أن يساعدَ في وضع خارطةِ طريقٍ أكثرِ تفصيلاً لعملك، واتخاذ قراراتٍ إستراتيجيةٍ أفضل، وحتى مساعدتك في إنشاءِ توقعات ماليةٍ أكثر دقة.

وعلى اعتبار أنّ لكلِ شيء مدةُ صلاحية. كذلك الأمر بالنسبة للمنتج الذي يتبع دورةَ حياةٍ محددةٍ، سواء كان سيارة أو هاتف، أو أيّ من المنتجات التي في نهاية المطاف سينفذُ استخدامها. إنها دورةُ حياةٍ ثابتةٍ، ممّا يعني أنّ كلّ شركة تحتاج إلى أن تكون على درايةٍ كافيةٍ بدروةِ حياة المنتجات التي تقدمها لعملائها، وبكيفية عملها، وكيف يمكن أن تؤثر هذه الدورةُ في تخطيطِ المنتج.

إذًا الأمرُ يستحق قضاءَ بعض الوقت من أجل ترسيخِ مكانة المنتج لدى العملاء، وفهم دورة حياة المنتج وأثرها في التخطيط والتسويق. وهذا ما سنخطه لكم في ثنايا مقالنا التالي.

تعريف دورة حياة المنتج

قبلَ الحديث عن أثر دورة حياة المنتج في تخطيط المنتجات، لابدّ من التعريفِ قليلًا بها، يشيرُ هذا المصطلح إلى طولِ الفترة الزمنية التي يتمُّ فيها تقديمُ المنتج للمستهلكين في السوق حتى يتمَّ إزالته من الرفوف. هي عمليةُ مراقبةِ المنتج طوال دورة حياته. وتتبع أنشطتهِ ونجاحاته للحفاظ على نسبٍ عالية من الأرباح، وتجنب الخسائر الفادحة. كما أنها الزمنُ الممّتدُ من وقت إنشاء المنتج إلى وقت إيقافه. والتي تساعدُ أصحاب الأعمال على إدارة المبيعات وتحديد الأسعار والتنبؤ بالربحية والتنافس مع الشركات الأخرى.

مع العلم تنقسمُ دورة حياة المنتج إلى أربع مراحل، يتم استخدامُ مفهوم هذه المراحل من قبل الإدارة ومحترفي التسويق كعاملٍ في تحديد متى يكون من المناسب زيادةُ أو خفض الأسعار، أو التوسع في أسواق جديدة، أو إعادة تصميم المنتج. كما تسمى عملية وضع الاستراتيجيات لطرق الدعم المستمر للمنتج وصيانته إدارة دورة حياة المنتج.

مراحل دورة حياة المنتج

من الضروري فهم كيفية التعاملِ مع كل منتج جديدٍ كحالةٍ منفردة، لكنّ فهم دورة حياة المنتج سيساعد في كيفية التعامل مع استراتيجيات التسعير والمنافسةوالتسويق أيضا. والمقصود هنا بالتسعير الاستراتيجي هو آليةُ تسعير المنتجات أو الخدمات بناءً على ما يجذبُ العملاء. وتتلخص دورة حياة المنتج كما يلي:

  • المرحلةُ الأولى من دورةِ حياة المنتج التطوير، وهي مرحلةُ تقديم المنتج للسوق والتي عادةً ما تكون المبيعاتُ خلالها بطيئة. يمكنك الترويج للمنتج وتقديمه للعملاء بميزانية محدودةٍ من خلال منافذ، مثل: قنوات التواصل الاجتماعي وموقع الويب الخاص بالشركات التجارية. أيضا يتمّ في هذه المرحلة وضع استراتيجية تسعير تتناسب مع المنتج المطروح للتداول والقدرة الشرائية للعملاء المحتملين.
  • المرحلة الثانية: هي مرحلة النمو التي يتزايد فيها نمو المنتج في الأسواق. الأمر الذي يعني تصاعد حدة المنافسة التجارية مع غيره من المنتجات. أيضا لابدّ من العمل على رفع نسبةِ جودةِ المنتج وتحسين المواصفات والمزايا التي يتمتع بها، وتحديد استراتيجيةٍ جديدة للتسعير. على سبيل المثال، ويمكن اللجوءُ إلى إعادة تسعيرِ المنتج بطريقة تنافسية.
  • المرحلة الثالثة هي مرحلة النضج، والتي يستقرُ فيها المنتج في السوق. لن ترتفع حجم المبيعات كما هو الأمر في مرحلة النمو، وذلك أن المنتج قد أصبح في تداول العملاء المحتملين. إلا أن وتيرة المنافسة سترتفع وتصبحُ أكثر تميزًا من منافس إلى آخر. وقد يلجأ العديد من المنتجين هنا إلى سياسة تسعير الخصم بحيث يفضل المستهلكون هذا المنتج دون غيره من المنتجات.
  • المرحلة الأخيرة في دورة حياة المنتج هي مرحلة التدهور أو الانحدار. ويصبح الطلب أقل على المنتج، وقد تلجأ بعض الشركات إلى إعادة النظر في طرح المنتج. غالبًا ما تكون استراتيجية التسعيرِ في هذه المرحلة هي خفضُ سعرِ المنتج. وهناك بعض الشركات تختارُ عدم فعل أيّ شيء خلال مرحلة التراجع، خاصةً إذا كانت غير متأكدة، مما إذا كان المنتج يتراجع للأبد أم أنّه يمرُ فقط بتراجع مؤقت في المبيعات.

 مفهوم تخطيط المنتجات

يلخصُ قول بينجامين فرانكلين (من خلال عدم الاستعداد، أنت تستعد للفشل) مفهومَ عمليةِ تخطيط المنتجات. والتي يمكنُ تعريفها بأنها عملية تحديدُ وإنشاء فكرة منتج جديد مع جميع المتطلباتِ المتعلقة بالمنتج مثل ميّزاته وسعره، والترويج له وتوزيعه وما إلى ذلك.

إذًا هي عمليةُ خلقٍ للمنتج وتأمينِ كافة مستلزماته. يهدفُ تخطيط المنتج إلى مواءمةِ أصول العمل والعوامل التشغيلية للتركيز على المنتج والغرض منه. بالإضافة إلى تقديم أكبر احتمالية للنجاحِ في تحقيق أهداف العمل من خلال استراتيجية المنتج الفعالة.

كما يعدّ تخطيط المنتج جزءًا لا يتجزأ من رحلةِ حياة كل منتج. هذا الجزءُ الذي يسمح بتطوير المنتج بشكل آمن ويساعد في قياس المخاطر والتهديدات المحتملة. ويستخدمُ مديرو المشاريع افتراضات تخطيط المنتج في عملهم لتحقيق أفضل الممارسات والنتائج.

أثر دورة حياة المنتج في تخطيط المنتجات

يمكن استخدام دورة حياة المنتج في التخطيط للمنتجات. إذْ يكون المسوقون الذين يدركون مفهوم الدورة أكثرَ قدرةً على التنبؤ بالمبيعات المستقبلية وتخطيط استراتيجيات تسويقٍ جديدة. وهو ملخصٌ موجز للاحتياجات الإستراتيجية في مراحل مختلفةٍ من دورة حياة المنتج. يجب التأكد هنا من أنّ المنتج قد انتقل من مرحلة إلى أخرى قبل تغييّر إستراتيجيته التسويقية. بالإضافة إلى ذلك، لا ينبغي تفسير الانخفاض المؤقت في المبيعات على أنه علامة على أن المنتج يحتضر. ويمكن أن يصبح التراجع عن دعم التسويق نبوءةٌ تحققُ ذاتها وتؤدي إلى الموت المبكر لمنتج صحي.

أيضا تلعبُ دورة حياة المنتج دورًا استراتيجيًا في تخطيط المنتجات إذ من المحتمل أنّ تساعد في تحقيق الغايات المنشودة من المنتج، ومن خلال تلبية احتياجات ورغبات العملاء. وخلق إدارة ذات قيمةٍ من خلال الحلول المعممة للمشاكل الشائعة، وفهم احتياجات العملاء والمشهد التنافسي للسوق. على سبيل المثال، يعملُ مدير المنتج في مساحة إستراتيجية للإجابة على “ماذا ولماذا” ولكن أيضًا في مساحة تكتيكية، حيث يعمل مباشرةً مع فرق تطويرٍ لإنشاء حلولٍ مميزة وتكرار تلك الحلول لضمان النجاح. لابدّ هنا من الحفاظ على المنظور الأكبر للمنتج، والتأكد من عدم استبدال عمل المنتج الاستراتيجي بالاحتياجات اليومية الملّحة على أرض الواقع. ممّا يعني أنّ الحفاظ على هذا التوازن هو المفتاح لإدارة المنتج الناجحة.

أخيرًا تعد دورة حياة المنتج، بكل مراحلها وخصائصها وفوائدها وتحدياتها، إطارًا مفاهيميًا مفيدًا. يعطي الراحة ويجعل المجهول مفهومًا. ولكن، مثل أي إطار مفاهيمي آخر، فإن أثر دورة حياة المنتج في تخطيط المنتجات تساعد في خلق الإحساس بالتحكم في العملية الإنتاجية. وبناء درعٍ حول المنتج ضد ما هو غير متوقع .