لم يعد أثر المخلفات الزراعية في البيئة مشكلةً ثانوية أو أمر لابد منه كمقابل لأعمال الزراعة التي يحتاجها البشر كأمر أساسي، وذلك لأن زيادة عدد سكان الأرض والتقدم التكنولوجي ساهما في جعل أثر الضرر على البيئة

ملموسًا، ذلك الذي جعل بعض الدول المتقدمة تنظر لمشكلة البيئة على أنها مشكلة رئيسية لا تقل أهمية عن المشاكل السياسية والدولية والتي تشبه خسائر الحروب الضخمة حين تتفاقم، إلا أن الحروب قد تنتهي لكن فقدان السيطرة على النظام البيئي قد يعني مخاطر لا حصر لها تعرض البشرية للخطر.

والمخلفات عامةً هي المواد التي تُعد زائدة عن حاجة البشر وأيضًا لا يوجد لها استخدام، ولهذا يضطر البشر

للبحث عن سبيل للتخلص منها ولكن بشكل غير جذري، إذ تظل هذه المخلفات متواجدة في مكان ما فتتعرض

البيئة لأضرار جسيمة، لكننا سنخصص حديثنا عن المخلفات الزراعية، ماذا تعني؟ وما أثر المخلفات الزراعية في البيئة؟ وهذا ما سنعرضه لكم في المقال الآتي.

ما هي المخلفات الزراعية ومن أين تأتي؟

تُعرف المخلفات الزراعية على أنها ما تتسبب به الصناعات الزراعية من مواد عضوية، وهي تشمل أيضًا فضلات الأعمال الرزاعية كالنفايات الناتجة من المزارع والدواجن، وعملية الحصاد، وأيضًا مخلفات المبيدات، ويتم التخلص من هذه المخلفات الزراعية عبر رمي الكميات الضخمة منها في مناطق أبرزها الغابات وشبكات الصرف الصحي والبحار والأنهار، حتى أن ذلك يتسبب أيضًا في تواجد أعداد كبيرة من الكائنات الحية كبعض الحيوانات والحشرات وخاصة الكائنات الدقيقة في هذه الأماكن بحيث تعتبرها مصدرًا للغذاء، لكن المشكلة أن هذه المخلفات الزراعية

مع الوقت يحدث لها تخمّر ثم تتحول لمواد خطيرة وسامة مما يؤثر بشكل سلبي على البيئة.

أثر المخلفات الزراعية على البيئة

ذكرنا أن التخلص من المخلفات الزراعية يتم عبر تجميعها ونقلها لأماكن أبرزها الغابات وشبكات الصرف الصحي، لكن سنذكر لكم طريقة أكثر انتشارًا لهذه المهمة، ألا وهي حرق هذه المخلفات الزراعية؛ ذلك الذي ينتج غبارًا

ضخمًا سيتسبب فيما بعد في إحداث تلوث للهواء بنسبة 42% من الهواء المحيط، كما سيشكل ما يُعرف باسم السحابة السوداء، وهي ظاهرة تعمل على الإضرار بتركيبة الغلاف الجوي وتقليل نسبة الأكسجين في الهواء.

تأتي بعد ذلك مشكلة تلوث مصادر المياه الصالحة للشرب، فقد ساد ظن القائمين على الأعمال والصناعات الزراعية بأن المخلفات الزراعية لا تؤثر بشكل ملموس عند التخلص منها في الأنهار والغابات وهي مصادر غذاء للكائنات البحرية، كما أنها عملية أرخص ثمنًا لهم نظرًا لحجم المخلفات الضخم، لكن المبيدات الحشرية والزيوت والمعادن الثقيلة المتواجدة في هذه المخلفات تتسبب في تسمم المياه، ومن ثم إحداث أمراض صحية خطيرة على الإنسان بفعل امتصاص جسمه لتلك المركبات، ناهيك عن تسمم الكائنات البحرية التي ستتغذى على تلك المخلفات الزراعية.

أنواع المخلفات الزراعية

ويمكن تقسيم المخلفات الزراعية إلى قسمين، القسم الأول هو المخلفات أثناء الزراعة، أي الاستخدام المبالغ فيه
للأسمدة الكيميائية، مع العلم أنه نحو 50% فقط من المبيدات المستخدمة يعود بالنفع على النباتات، لكن المشكلة أن
بعض الأساليب كاستخدامها بعملية الرش يسبب تلوثًا جويًا، إذ وُجدت آثار من المبيدات في ضباب وأمطار ولاية
كاليفورنيا بالولايات المتحدة، أما القسم الثاني من المخلفات، فهو مخلفات ما بعد الزراعة، ونقصد هنا ما يتلعق بحرق
المساحات الخضراء عديمة النفع من الناحية الزراعية.

يتسبب أثر المخلفات الزراعية في البيئة أيضًا في انبعاث طاقة حرارية عالية جدًا لدرجة أنها تنفذ إلى طبقات الجو
المحيط وذلك عند التخلص من المخلفات بعمليات الحرق، ويتسبب ذلك في انتشار أمراض الحساسية والتهاب الشعب
الرئوية للبشر المتواجدين بمحيط تلك الأماكن الزراعية وحتى على مساحات واسعة.

حلول للتخلص من المخلفات الزراعية مع الحفاظ على البيئة

تطبيقًا للمبدأ الذي يقول بأنه أحيانًا تعد أنسب طريقة للتخلص من شئ هي التعامل مع واستخدامه، فكذلك الأمر على المخلفات الزراعية؛ ونقصد هنا بتدوير تلك المخلفات بهدف التخلص منها والتقليل من آثارها السلبية على البيئة

وكذلك الاستفادة من عملية تدويرها والعوائد الصناعية الناتجة من ذلك، وبالفعل، تلجأ الحكومات في الأعوام الأخيرة في العديد من الدول إلى انتهاج عملية تدوير المخلفات الزراعية.

طرق عملية تدوير المخلفات الزراعية

  • الطريقة الفيزائية وأشهرها الكبس، والطحن، والتغطية.
  • الطرق الكيميائية، وذلك باستخدام تلك المخلفات في صناعات كيميائية كالورق والمركبات الكيميائية البسيطة الصالحة للاستهلاك البشري.
  • الطرق الميكانيكية، وذلك عبر استخدام المخلفات الزراعية في إنتاج مكونات صناعية.

ولإثراء معرفتك، فتوجد الطرق المتطورة في معالجة تلك المخلفات الزراعية للتخلص من مكوناتها الخطيرة حتى يمكن إعادة استخدامها أو تدويرها، وأهم هذه الطرق تُسمى بالتبادل الأيوني، وعمليات الأكسدة والحد، وأيضًا التحييد والهطول، وكل هذا للقضاء على المكونات والميكروبات الضارة والاحتفاظ بالمواد التي يمكن استخدامها مجددًا.

كلمة أخيرة من تجارتنا

على الرغم من الفجوة المتزايدة بين الدول المتقدمة والدول النامية في تحديد الأولويات من القضايا التي

يجب التركيز عليها منها مشكلة البيئة بشكل عام على سبيل المثال، يظل الوعي هو الحل الأمثل والأكثر

وصولًا وتواجدًا في يد الجميع، فقد تستأثر بعض الدول بتطورها في التكنولوجيا والآلات الحديثة إلا أنها

لا تستطيع أن تحتكر الوعي، والمعادلة ببساطة تكمن في أن الأمة التي تريد الرُقي والتواجد في ركب الأمم

المتقدمة ستحتاج في البداية إلى ترسيخ الوعي لديها، ومن ثم يمكنها تحقيق أي شئ.