يعتبر نظام العمولة من أهم الأنظمة التسويقية التي تحقق زيادة المبيعات بالنسبة لصاحب الخدمة أو المنتج، وزيادة المبيعات هو الهدف الأساسي، والذي يسعى إليه جميع أصحاب الأعمال بمختلف المجالات، في هذه المقالة، سنتعرّف على نظام العمولة وكل ما يتعلّق بهذا الأسلوب التّسويقيّ الفعّال، فإذا كنت صاحب عمل، تبحث عن طريقة تسويقيّة مضمونة لزيادة أرباحك، أو كنت تبحث عن عمل، ولديك شغف بالتّسويق، فابقَ معنا واجعل ثروتك في ازدياد!

 

نظام العمولة على المبيعات لزيادة المبيعات

نظام تسويقيّ، يقوم على فكرة المنفعة المتبادلة بين صاحب العمل أو الخدمة، والمسوّق أو النّاشر، حيث يقوم مقدّم الخدمة بتقديم عرض يهدف إلى التعاون مع أشخاص آخرين للعمل معه بوظيفة مسوّق أو ناشر وفق عمولة،، والتي هي عبارة عن مبلغ مادّي متّفق عليه، أو نسبة من سعر السّلعة، ويصبح المسوّق مستحقّاً للعمولة في حال تمّت عملية البيع، أو تمّ إنجاز الخدمة المطلوبة منه والتي استعان به صاحب العمل للقيام بها.

نشأة نظام العمولة

إن مفهوم العمولة لا يعد من المفاهيم الميتكرة حديثاً، فمنذ القدم كان مفهوم المكافآت وفق إنجاز خدمات محدّدة منتشراً بكثرة، وقد تطوّر هذا المفهوم، وتحوّل إلى نظام محدّد أثبت فعاليّته في التّسويق، حتّى أضحى أحد أهم أنواع التّسويق، وتمّت تسميته بالتّسويق بالعمولة أو Affiliate Marketing.

وقد تم اعتبار William J.Tobin الأب الروحي لنظام التسويق بالعمولة في عام 1989، حيث قام بتأسيس برنامج للتسويق وفق نظام العمولة عبر الإنترنت لشركته، وقد تطوّر هذا النموذج تدريجيّاً، وحقّق له أرباحاً هائلة، ممّا دفعه لنشر هذا الأسلوب على نطاق واسع عام 1996.

وتعتبر شركة أمازون الشركة الأولى التي دخلت مجال التسويق وفق نظام العمولة، ولها الفضل الأكبر في نشر هذا الأسلوب التسويقي عالميّاً.

مكونات نظام العمولة

تتألّف المنظومة التّسويقيّة وفق نظام العمولة من:

  1. صاحب العمل أو مقدّم الخدمة أو التّاجر: وهو الشّخص الذي يقوم بتقديم عرض التسويق، وذلك مقابل عمولة يستحقها المسوق عند أداء الخدمة المتّفق عليها.
  2. النّاشر او المسوّق: وهو الذي يقوم بالحصول على العمولة، مقابل إنجاز خدمة معيّنة مقدّمة من النّاشر وفق اتفاق مسبق.
  3. العمولة: وهي المبلغ المحدّد أو النسبة المئويّة المحدّدة، التي يستحقها الناشر عند إنجاز الخدمة.
  4. من الممكن في يعض الأحيان أن يكون هناك ركن رابع، وهو شركة تسويق وسيطة، تقوم بضمان حق الناشر والتاجر، ويكون لها نسبة من العمولة، مثل شركات CPA على سبيل المثال.
  5. المستهلك : وهو فرد قام بعملية الدفع والشراء، ويكون حتماً من الجمهور المستهدف والذي قام الناشر بالتسويق ضمنه.

ما هي شركات CPA

CPA هو اختصار لجملة Cost Per Action، والتي تعني الكلفة المدفوعة مقابل الإجراء، وتقوم هذه الشركات بدور صلة الوصل بين صاحب العمل والمسوّق، ويكون لها نسبة من العمولة المقدمة للمسوق، واليك أفضل شركات CPA في حال كنت تفكر بالانضمام لها يوماً ما.

 

تأثير نظام العمولة في التسويق على زيادة المبيعات

كما ذكرنا سابقاً، فإن استخدام نظام العمولة في التسويق، أظهر زيادة واضحة في الأرباح عند استخدامه من قبل الأفراد والشركات، تفسير ذلك يعود، إلى أن صاحب العمل من الممكن أن لا يكون لديه خبرة في التسويق، أو ربما لا يملك وقتاً لهذه المهمة، فعندما يقوم بالإستعانة بأفراد آخرين (مسوقين)، يقوم هؤلاء باستخدام مهاراتهم التسويقية، وكل ما يتطلب ذلك لإنجاز المهمة الموكلة إليهم، وذلك كي يستحقوا  الحصول على عمولتهم وفق نظام العمولة المتفق عليه، فعندما يقوم صاحب العمل بالتعامل مع عدد من المسوقين، بحبث يمتلك كل مسوق اسلوبه الخاص وجمهوره الخاص به، عندها لنا أن نتخيل حجم الجمهور الكبير الذي ستصل الخدمة اليه، وبالتالي ارتفاع إحتماليات الشراء أو استخدام الخدمة، و تحقيق المهمة المطلوبة.

 

كيفية العمل وفق نظام العمولة في مجال التسويق

يبدأ العمل وفق نظام العمولة في التسويق أو ما يسمى بالتسويق بالعمولة. عندما يقوم صاحب العمل أو الخدمة أو الشركة بوضع نظام معين ضمن الشركة. يتيح هذا النظام عرض المنتج أو الخدمة المطلوبة مع العمولة المقدمة. والتي يستحقها النشر بحال إنجاز مهمة البيع أو أداء الخدمة، حيث يقوم عدد من المسوقين. ممن رأوا في العرض المقدم فائدة لهم، بالتقدم للانضمام لهذا النظام، ثم يقوم صاحب العمل أو الشركة، بقبول بعض المسوقين وفق بعض الشروط الموضوعة من قبل صاحب العمل، وعندها يحصل الناشر أو المسوق على رابط يسمى Referral Link، وهو رابط يتم منحه للمسوق، حيث يتم تتبع إنجاز المهمة الموكلة إليه من قبل صاحب العمل عبر هذا الرابط، حيث أن لكل مسوق رابط خاص به، وأي عملية تمّت عن طريق الرابط يتم معرفة صاحب الرّابط، وحساب عمولاته وفقه.

وتجدر الإشارة، إلى أنه من الممكن أن نصادف بعض الشركات، التي لا تمتلك  نظام عمولة مستخدم في التسويق ضمنها، والذي عادة يظهر في أسفل الصفحة الرئيسية للموقع، فلا مانع إن كنت ترغب في الانضمام لهذه الشركة وفق نظام العمولة في التسويق، أن تقوم بالتواصل مع الإدارة، وإبداء رغبتك في التعاون معهم.

وهناك الكثير من الأفراد أصحاب الأعمال الذين لا يملكون نظام تسويق بالعمولة. لكنهم يقومون بضم العديد من المسوقين عند الحاجة وفق نظام العمولة، عن طريق إبرام عقد تسويق خاص رسمي يؤمن حقوق الطرفين.

شروط نجاح التسويق بالعمولة لزيادة المبيعات

يتم تحقيق نجاح هذه العملية، عند توفر مجموعة من الشروط في جانبين أساسيّين معاً:

شروط يجب توفرها في صاحب العمل

  1. امتلاك صاحب العمل الإلمام الكافي في الخدمة أو المنتج التي يريد تسويقها، لأنّ صاحب العمل هو مصدر المعلومات الأساسي. وبالتالي يجب أن يمتلك حلولاً بديلة مهما كانت الظروف، وهذا لا يتحقق إلا بالإلمام الكافي بما يقوم بعرضه.
  2. سهولة طريقة الانضمام لفريق التسويق بالعمولة ، بحيث يمكن للجميع التعامل مع خطواته.
  3. أن تكون العمولة المقدمة وفق نظام العمولة جيدة بما فيه الكفاية، ومتناسبة مع أهمية أو صعوبة تسويق الخدمة أو المنتج.
  4.  التواصل الجيد مع المسوقين، والاستماع لآرائهم، والسماح لهم بتطوير أسلوبهم الخاص في التسويق، طالما يحقّقون المهمة الموكلة لهم وهي تسويق المنتج لزيادة المبيعات.
  5. أن يمتلك أدوات داعمة، لتتبّع عمل المسوقين، ومتابعة البيانات، وتحديد المسوق المميّز.
  6. التزام صاحب العمل بإعطاء المسوقين حقوقهم، وفي الوقت المحدد بدون أي تأخير.

شروط يجب توفرها في المسوق أو الناشر

  1. أن يمتلك قناعة حول الخدمة أو المنتج الذي يروّج له, لأنّ عدم قناعة المسوق بما يقوم بترويجه يظهر واضحاً في طريقة الترويج. مما يعطي انطباعاً سيّئاً للمشتري أو المستفيد، وبالتالي ضياع فرصة لإنجاز الخدمة أو بيع المنتج.
  2.  تناسق الخدمة المطروحة أو المنتج ،مع الجمهور الذي سيتم طرح تلك الخدمة أو المنتج ضمنه. فمثلاً لا يمكن أن يقوم المسوق بطرح منتج للعناية بالبشرة ضمن جمهور معظمه من الذكور.
  3. أن يمتلك منصات للتعامل مع الجمهور المستهدف، فمن الممكن أن يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي. أو القيام بحضور ندوات على الإنترنت والمشاركة فيها. أو النشر ضمن مدوّنة ذات زيارات عالية، أو التعامل مع شركات شراء وبيع الزوّار على سبيل المثال.
  4. استخدام قدراته الإبداعية، فالتسويق مجال حر كلما ازداد فيه الإبداع كلما زادت المبيعات، فالأفكار الغريبة أو الغير معتادة في التسويق تحقّق نجاحاً باهراً.
  5. أن يكون مستعدّاً في مرحلةٍ معينة لتنمية عمله عن طريق استخدام أدوات معينة، وتعلّم برامج مختلفة. تفيده في معرفة أماكن الجمهور المستهدف، و معرفة مدى المنافسة وتتبّع تطوّر المبيعات لديه. وتعديل أسلوب التسويق وفق تلك البيانات، مما يضمن تحقيق عدد كبير من المبيعات بشكل مستمر. بالإضافة لتعلّم مهارة تحسين محركات البحث، وكل ما يخدم ويساهم في تطوير العمل.
  6. امتلاكه لطريقة مناسبة تمكّنه من استلام عمولاته، مثلاً حساب في البنك أو باي بال.

 

إن مجال استخدام نظام العمولة في التسويق لزيادة المبيعات واسع جداً. ويؤمن تسويقاً واسعاً للمنتجات والخدمات ضمن الجماهير المهتمّة بهذا المنتج أو الخدمة. وبالتالي تحقيق ربح مادّي مزدوج لصاحب العمل من جهة، وللنّاشر أو المسوّق من جهة أخرى، حيث يقوم الأول بتحقيق مبيعات وأرباح هائلة. بالإضافة للشهرة الواسعة لمنتجه أو خدمته، ويقوم الثاني بالحصول على عمولاته، كمصدر دخل متزايد مرتبط بحجم العمل وجودته، وبالنتيجة … يكون نظام العمولة في التسويق، نظاماً مربحاً لجميع الأطراف.