،مسرعات الأعمال Business Accelerators أحد أهم المصطلحات الحديثة في عالم إدارة الأعمال، والتي نجحت في إثبات جدارتها خلال فترة قصيرة من خلال دورها في دعم ريادة الأعمال والنمو الاقتصادي.

كما نعلم، يطلق على عصرنا الحالي اسم “عصر السرعة”، حيث تمثل السرعة السمة المميزة لعالمنا في الوقت الحاضر بالتالي، وبسبب امتلاء العالم السريع بالمتغيرات، ظهرت الحاجة إلى وجود نوع أعمال يعطي نتائج أسرع، ومن هنا جاءت فكرة مسرعات الأعمال Business Accelerators.

في الواقع، يمكننا القول إن هذه المسرعات باتت تشكل مصدر الدعم الأساسي للشركات الناشئة أو أصحاب الأفكار المبتكرة للمشاريع، حيث يبحث العديد من الراغبين في تأسيس مشروع ما عن مسرع أعمال للاستفادة منه في زيادة سرعة نمو المشروع. فما هي مسرعات الأعمال؟ كيف تعمل Business Accelerators؟ وما هي أفضل المسرعات عالميا وعربيا؟ فلنتعرف على الإجابة معًا.

مسرعات الأعمال Business Accelerators

مسرعات الأعمال

يشير مصطلح مسرعات الأعمال إلى المؤسسات التي تساعد وتدعم الشركات النامية في المراحل المبكرة لها من خلال تقديم مجموعة من الخدمات عبر برامج قصيرة المدى. بمعنى آخر، يعرف Business Accelerator على أنه برنامج يتيح للشركة الناشئة إمكانية الحصول على أنواع الدعم المختلفة التي تساعدها على النمو بسرعة لتصبح شركة مستقرة ومكتفية ذاتيًا.

بالتالي، يمكننا القول إن مسرعات الأعمال عبارة عن برنامج أو كيان اقتصادي يتكون من مجموعة مستثمرين يبحثون بشكل أساسي عن مشاريع أو أفكار متميزة ومبتكرة تمتلك فرصة النجاح والمنافسة وتحقيق الأرباح بشرط توفر بعض الخدمات المساعدة لها، مثل: الدعم المالي، التسويق، وإشراف الخبراء.

أنواع مسرعات الأعمال

بشكل عام، تقسم المسرعات Business Accelerators بناءً على البرامج التي تقدمها إلى نوعين أساسيين، وهما برنامج البذور وبرنامج المرحلة الثانية:

  • برامج البذور seed programs: عادةً ما تركز على الشركات الناشئة الأقل نضجًا. تعمل هذه البرامج على بناء أساسيات أعمال هذه الشركات قبل طرح أفكارها على المستثمرين. تتراوح مدة هذه البرامج بين شهرين إلى أربعة أشهر.
  • برامج المرحلة الثانية Second-stage programs: وهي برامج مخصصة للشركات الناشئة الأكثر نضجًا، حيث تعمل على ربط هذه الشركات بمجموعة كاملة من الدعم والفرص. وقد تستمر مدة برامج المرحلة الثانية حتى 6 أشهر.

كيف تعمل مسرعات الأعمال  Business Accelerators

في الواقع، يتركز العمل الأساسي لمسرعات الأعمال على تسريع نمو الشركات النامية وتحقيق الأرباح بسرعة من خلال ضغط سنوات طويلة من الخبرة ضمن أشهر البرنامج القليلة، بالإضافة إلى تقديم المساعدة العملية لرواد الأعمال وأصحاب المشاريع في مرحلة ما قبل التأسيس. أما آلية عمل مسرعات الأعمال فتتمثل فيما يلي:

  1. تقييم أفكار الأعمال سواء الأفكار المبتكرة أو الأفكار العادية التي يمكن تنفيذها بطرق مبتكرة. لذلك، تتسم مسرعات الأعمال بأنها انتقائية.
  2. دراسة مدى ربحية الفكرة المطروحة.
  3. عقد شراكة مع صاحب فكرة النشاط التجاري أو المشروع مقابل الحصول على نسبة من الأرباح أو الأسهم.
  4. تقديم الخدمات والدعم اللازم من أجل نجاح الفكرة، حيث تقدم المساعدة المكثفة للشركات الناشئة بهدف الإسراع في عملية التطوير وتحقيق الأرباح.

بشكل عام، تعمل هذه البرامج على تواجد رواد الأعمال في مكان واحد مع مدراء المسرعات، مما يؤدي إلى إشعال شرارة التنافس بين مؤسسي الأعمال وبالتالي، التطور بشكل أسرع.

الفرق بين مسرعات وحاضنات الأعمال

الفرق بين مسرعات الاعمال وحاضنات الأعمال

على الرغم من أن المسرعات والحاضنات تدعم المشاريع الجديدة بكل ما تحتاجه لتحقيق النجاح، إلا أن هذين المصطلحين مختلفين في مجال إدارة الأعمال، وتتمثل أبرز أوجه الاختلاف بينهما في:

  • الهدف: تعمل حاضنات الأعمال على دعم أصحاب الأفكار لتحقيق أفكارهم والمساهمة في بناء الشركات من الألف إلى الياء، ولا تشترط أن تكون هذه الأفكار جديدة. بالمقابل، تستثمر المسرعات في المشاريع والأفكار الجديدة والمبتكرة، وتساعد أصحاب هذه المشاريع في المرحلة المبكرة من المشروع بالإرشاد والموارد اللازمة لتسريع نمو المشروع.
  • الرسوم: تختلف حاضنات الأعمال في هذه النقطة فمنها ما هو مجاني ومنها ما يتقاضى رسومًا مقابل خدماته. أما بالنسبة للمسرعات فهي لا تأخذ رسومًا، وإنما تقدم خدماتها مقابل نسبة من أسهم الشركة.
  • الوقت: تستمر الحاضنات في تقديم خدماتها لفترات طويلة تتراوح بين 3 إلى 5 سنوات، بينما تستثمر المسرعات بالأفكار عادةً ضمن فترة ثلاثة إلى ستة أشهر.

خدمات برامج مسرعات الأعمال للشركات الناشئة

في الواقع، تقدم برامج مسْرعات الأعْمال مجموعةً متنوعةً من الخدمات لأصحاب الأفكار والمشاريع مثل التمويل، الاستثمار، واستخدام مساحات العمل المشترك. بشكل عام، يمكننا القول إن أبرز خدمات برامج المسرعات تتلخص فيما يلي:

  • المساعدة في الإدارة المالية والحسابات.
  • المساعدة في التسويق.
  • توفير طاقم استشاري متخصص في تنظيم وقوانين العمل التجاري.
  • إدارة الملكية الفكرية مثل خدمات تسجيل العلامات التجارية وبراءات الاختراع.
  • توفير فرص للتواصل مع مستثمرين وشركاء استراتيجيين.
  • تقديم فرصة لتطوير المهارات في مجال ريادة الأعمال من خلال العمل مع الشركات في المراحل المماثلة تحت إشراف وتوجيه خبراء ومتخصصي الأعمال.
  • تكثيف التعلم خلال فترة البرنامج القصيرة، مما يساعد في الحصول على مجموعة من الأفكار والفرص التي تتطلب سنوات لاكتسابها.
  • توفير الموارد اللوجستية والتقنية اللازمة.

هل الشركة جاهزة للانضمام إلى مسرعات الأعمال Business Accelerator

في الواقع، لا يمكن لأي شركة ناشئة الانضمام إلى برامج المسرعات، فليست جميع الشركات جاهزة للبدء بهذا النوع من البرامج، ولمعرفة مدى قابلية الشركة النامية للانضمام إلى أحد برامج مسرعات الأعمال، لا بد من مراعاة النقاط التالية:

  • سرعة نمو الشركة: من حيث معدل جذب العملاء والموظفين، فإن كان كبيرًا، يمكن للشركة الانضمام لأحد البرامج بهدف الارتقاء بالعمل إلى مستوى أعلى.
  • مدى الاستعداد لتوضيح التحديات وتوجيه الخبراء: تتمثل هذه النقطة في وجود بعض أسئلة المتعلقة بالأعمال وإدارتها والتي لا يمكن الإجابة عنها إلا من قبل الخبراء في هذا المجال.
  • وجود نموذج أولي قابل للتطبيق فبرامج المسرعات مخصصة فقط للأنشطة التجارية التي أنشأت هذا النموذج.
  • القدرة على التعلم المكثف خلال فترة 3 إلى 6 أشهر، بالإضافة إلى القدرة على الاستماع إلى النصائح وتلقيها بشكل جيد.
  • وجود ملف تعريف واضح للجمهور المستهدف والعملاء المحتملين، إلى جانب دراسة الحجم الحالي والحجم المحتمل للسوق بعد 5 سنوات.
  • امتلاك صاحب الفكرة أو النشاط التجاري لخطة أو استراتيجية تسويق لعمله.

طريقة اختيار مسرعات الأعمال المناسب للمشروع

في ظل الانتشار الكبير لمُسرعات الأعْمال، قد تجد الكثير من المسرِعات في المنطقة المحيطة بك. لكن يبقى السؤال الأساسي كيف يمكن اختيار المسرّع الذي يناسب الفكرة أو الشركة الجديدة؟ بشكل عام، يمكن الحصول على إجابة هذا السؤال بالاعتماد على النقاط التالية:

  • البحث عن الشركات التي تخرجت من برامج المسرعات المحتملة ودراسة مدى نجاح هذه الشركات ومقدار التمويل الذي حصلت عليه.
  • دراسة كل من المجتمع، شبكة العلاقات، والخبراء الذين يوفرهم المسرع.
  • مجال العمل: حيث تتخصص المسرعات في مجالات محددة، مثل: التسويق، التمويل، التكنولوجيا، صناعة الطيران، وغيرها.
  • الموقع: غالبًا ما يحتاج أصحاب الأنشطة النامية إلى حضور البرنامج ضمن مواقع المسرعات. لذا، يفضل البحث عن البرامج ضمن المناطق القريبة.

أفضل مسرعات الأعمال عالميا

في الواقع، تنتشر المُسرعات (Business Accelerators) بشكل كبير في مختلف أنحاء العالم. لكن إن كنت تتساءل حول أفضل المسرعات على المستوى العالمي، فغالبًا ستجدها ضمن الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تعد المسرعات التالية أفضل المسرعات عالميًا:

  • Y Combinator: أشهر مسرع أعمال في العالم، وهو مسرع تكنولوجيا أمريكي تأسس عام 2005 ويقع مقره في الولايات المتحدة الأمريكية. منذ تأسيسه، استخدم Y Combinator  في إطلاق ما يزيد على 3000 شركة بما فيها Dropbox.
  • Tech stars: وهو مسرع أمريكي أيضًا من نوع مسرعات البذور، تأسس في عام 2006. خلال العامين الماضيين قبل Tech stars حوالي 1600 شركة في برامجه.
  • MassChallenge: تأسس عام 2009 في بوسطن كشركة عالمية لتسريع الأعمال دون رأس مال. كما تمتلك هذه الشركة مواقعًا في عدة أماكن من أمريكا، بالإضافة إلى مواقع في المكسيك وسويسرا.

أفصل مسرعات الأعمال عربيا

في الحقيقة، لا يقتصر الأمر على المُسرعات العالمية، إذ يمتلك الوطن العربي مجموعة واسعة من مسرعات الأعمال، خاصةً ضمن الإمارات العربية المتحدة، مصر، والسعودية. أما أشهر المسرعات عربيًا فهي:

  • انطلاق: يقع مقره في دبي وهو مُسرع أعْمال يعمل على مساعدة الشركات في مجال السياحة، السفر، وصناعة الطيران بشكل عام.
  • InspireU: الذي يعمل في المملكة العربية السعودية ضمن مجال التكنولوجيا.
  • مركز الإبداع التكنولوجي وريادة الأعمال  TIEC في مصر.
  • مسرّعة مسك: وهي مسرّعة سعودية تستهدف بشكل أساسي الشركات التقنية الناشئة التي ترغب بالتوسع ضمن المملكة.
  • ومضة: مسرع أعمال في الإمارات العربية المتحدة يعمل على المساعدة في تسريع الأعمال في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
  • Savour: يعمل في الكويت ضمن مجال الأغذية والمشروبات.
  • Startupbootcamp: ويعرف أيضًا باسم Smart City Dubai، حيث يعمل في مجال التكنولوجيا في دبي.
  •  Oasis 500: المختص في مجالات الإبداع والتكنولوجيا في المملكة الأردنية.
  • Flat6Labs في مصر.
  • تسعة أعشار في السعودية.
  • مسرعات دبي المستقبل في الإمارات العربية المتحدة.

في الختام، على الرغم من إمكانية تسريع نمو الأنشطة التجارية من خلال المشاركة في برامج مسرعات الأعمال، إلا أنه لا يمكن تعميم الأمر على كافة المشاركين، إذ لا بد من تحديد مدى ملاءمة برنامج المسرع للنشاط التجاري وأهدافه.