لكل نوع من أنواع التسويق ميزاته الفريدة التي تختلف عن غيره. وكل نوعٍ من أنواع التسويق ناجح بطريقته الخاصة. إلا أن الحاجة الملحة تجبرنا على ابتكار أنواع جديدة من التسويق واستراتيجيات جديدة له. وهذا ما اعتمدته معظم الشركات الكبيرة في الآونة الأخيرة وظهر ما يسمى المزيج التسويقي. فهي السياسة التي دمجت أساليبًا مختلفة من التسويق، وتحتوي على العديد من العناصر الضخمة التي تضعها المؤسسات في خططها التسويقية. أما مثال على المزيج التسويقي فهو ببساطة يجمع بين جميع العناصر التسويقية التي ستزيد من شهرة المنتج وتزيد من عدد عملاء الشركة.

ويتكون المزيج التسويقي في الأساس أربعة عناصر رئيسية يُطلق عليها اسم 4PS، وهذه العناصر هي التي تستهدف قاعدة العملاء وتحرص على توسيعها. ونظرًا للنجاح الذي حققته الشركات التي اعتمدت المزيج التسويقي، فقد أصبح من الأمور المهمة التي تتدخل بشكلٍ مباشر في حياة المنتج ونجاحه. فإن كنت ممن يرغبون بدوام نجاح المنتج في الأسواق، تابع معنا المقال التالي لنقدم لك مثال على المزيج التسويقي والمزيد عنه.

عناصر المزيج التسويقي

قبل أن نذكر مثال على المزيج التسويقي يتوجب علينا التنويه أنّ التركيز على عناصر المزيج التسويقي من ضروريات نجاح المزيج. ويرمز لهذه العناصر الأربعة برمز 4Ps، لأنها جميعها تبدأ بحرف P في اللغة الإنجليزية. وتلك العناصر هي كالتالي:

  • المنتج Product: وهنا يجب عليك التركيز على جودة المنتج لأنه العامل المهم الذي سيمثل شركتك في الأسواق. فالعميل لن يجذبه المنتج ذو الجودة الأقل في السوق المحيط. كما سيؤدي تسويق المنتج قليل الجودة إلى تراجع كبير في مسار الشركة وتقدمها.
  • السعر Price: ونستطيع اعتباره من أهم عناصر المزيج التسويقي وأكثرها صعوبةً في التحديد، إذ يجب تحقيق الموازنة ما بين إرضاء العميل وربح الشركة. كما من الضروري دراسة كمية الطلب على المنتج في الأسواق وموازنتها مع تكلفة الإنتاج لتفادي خسارة الشركة. بالإضافة إلى أمور أخرى تدرسها الشركة لتحديد سعر المنتج والذي بدوره يتدخل في نجاح المزيج التسويقي.
  • الترويج Promotion: وهو العنصر الذي يشمل كل الأنشطة الخاصة بعملية التسويق وجعل المنتج معروفًا في السوق وللعملاء. وهنا قد تستطيع استخدام الوسيلة الأمثل بالنسبة لك، مثل: الصور، والإعلانات التلفزيونية، والإذاعة والعديد من الأنشطة التسويقية الأخرى.
  • المكان Place: فالمزيج التسويقي لا يقتصر فقط على اختيار المنتج المناسب ووضع سعر مناسب له، بل من الضروري جدًا اختيار السوق المستهدف الذي ستطرح فيه هذا المنتج. وتركز الشركات هنا على ضمان وصول المنتج إلى متناول العملاء، كما من الضروري استقطاب أكبر عدد ممكن من العملاء.

مثال على المزيج التسويقي

لكل شركة أسلوبها الخاص في المزيج التسويقي، كما قد تعتمد الشركة أسلوبًا خاصًا لكل منتج من منتجاتها. ومن الضروري التركيز على جميع عناصر المزيج، وتحديد إن كان التسويق موجهًا للشركة ككل أم للمنتج فقط. وفيما يلي سنقدم مثالًا نوضح فيه كيفية التركيز على كل عنصر من عناصر التسويق.

فلنفرض أنّ شركة Max تنتج أجهزة إلكترونية والمزيج التسويقي هنا موجه للتسويق عن الشركة ككل. وتود الشركة طرح منتج جديد، فلنفرض أنه هاتف ذكي، إذًا ستدرس الشركة التسويق مراعيةً عناصره الأربعة الأساسية على الشكل التالي:

  • المنتج: ستدرس الشركة هذا العنصر مراعيةً الميزات التي يجب تواجدها فيه، مثل: الذاكرة، وحجم التخزين، وسيكون أشبه بالكمبيوتر الشخصي المحمول.
  • السعر: وهنا ستحدد الشركة سعر المنتج بشكل يناسب العميل ولا يسبب الخسارة للشركة، كما يجب تحديد السعر لتجار التجزئة أو الجملة. فعلى سبيل المثل: سيكون سعر الهاتف 500 دولار أمريكي للهاتف الواحد، ولكل 100 قطعة يأخذها تجار التجزئة تؤمن الشركة لهم حسم بقيمة 20%.
  • المكان: وهنا سيتوفر الجهاز في جميع المحلات والمراكز المحلية التجارية بعد أن يتوفر في المحلات الخاصة بشركة الإنتاج. وقد تلجأ بعض الشركات إلى جذب عملاء أكثر عبر توفير المنتج على مواقع الإنترنت وتوصيله لهم بسهولة.
  • الترويج: سينصبُ تركيز شركة Max على الوسائل التي ستقوم من خلالها بالترويج الفعلي للمنتج. فعلى سبيل المثال: قد تلجأ إلى منصات ومواقع التواصل الاجتماعي، أو الإعلان من خلال المنشورات والحملات الإعلانية والترويجية الأخرى.

دراسة المزيج التسويقي لشركة المراعي

اعتمدت شركة المراعي فيما يخص عنصر المنتج على أربعة أنواع أساسية، وهي: الألبان والعصائر، والدواجن، والمخبوزات عبر علامات تجارية أخرى مثل لوزين، وطعام خاص للأطفال الرضع. وهنا تدرس الشركة الاستهلاك والطلب على المنتج والأمور التي ستؤثر حتمًا بالإنتاج. بالإضافة إلى عمر المنتج الذي سيمر بعدة مراحل، وقد وضعت شركة المراعي خطة لدراسة كل مرحلة.

أما بالنسبة للسعر فقد درست شركة المراعي أسعار المنافسين وعلى أساسه وضعت خطة تسعير مناسبة لها. وقد تنخفض الأسعار أو ترتفع تبعًا للإنتاج وبالطبع التأثر بالأسواق العالمية. كما أنها تراعي مناسبة السعر للمستوى المعيشي في المنطقة.

وفيما يخص المكان فقت خصصت شركة المراعي بتوزيع العصائر والألبان في جميع دول الخليج بالإضافة إلى الأردن ومصر، أما المنتجات الأخرى، توزع فقط في دول مجلس التعاون الخليجي. فقد خصصت الشركة خطوط إنتاج وآليات توزيع إلى تلك الدول.

وبالنسبة للترويج فقد توجهت شركة المراعي بشكلٍ أكبر إلى الدعايات والإعلانات التلفزيونية بهدف بناء قاعدة جمهور كبيرة. كما تتوجه تلك الإعلانات إلى إبراز منافع منتجاتها بطابع إعلاني عائلي. كما تهتم ببعض الأنشطة الخيرية والاجتماعية في المناطق التي توزع فيها منتجاتها وهو نوع من أنواع التسويق الناجح.

خصائص المزيج التسويقي

يتميز المزيج التسويقي بعدة خصائص وميزات تجعله عنصرًا أساسيًا في نجاح أي عمل أو أي شركة، ومن أهم خصائص المزيج التسويقي:

  • المزيج التسويقي هو جوهر ولُب عملية التسويق التي من خلالها نضع المنتج المناسب في المكان المناسب وفي الوقت المناسب.
  • يوفر المزيج إمكانية الشركة لدراسة جميع التغيرات، كما يسهل عملية مواكبة هذه المتغيرات والتناسب معها. سواء كانت تلك المتغيرات خاصة بالمنتج أو خاصة بالشركة نفسها.
  • يضمن المزيج التسويقي الذي تطبقه الشركة بشكلٍ صحيح ومراعاة جميع عناصره إلى تحقيق الأرباح والأهداف التي تضعها الشركة.
  • يضمن المزيج إدراك جميع احتياجات الزبائن والتركيز على رضاهم من خلال التركيز على عناصره الأربعة التي تضمن سعادة العميل وثقته بالشركة والمنتج.
  • من أهم خصائصه أنه مناسب لجميع الأنشطة سواء كانت تجارية أو غير تجارية.

الفرق بين المزيج التسويقي والمزيج الترويجي

قد يعتقد الكثير أن المزيج التسويقي هو نفسه المزيج الترويجي، إلا أنّ هذا المفهوم خاطئ. فكما رأيت عزيزي القارئ فيما قدمنا سابقًا في المقال أن المزيج التسويقي هو عبارة عن أنشطة تقوم بها الشركة لمعرفة ما يرغبه العملاء من أجل تطوير منتجاتها وخدماتها. كما تهدف إلى تحقيق نسبة عالية من الأرباح خلال فترة قياسية.

أما المزيج الترويجي فهو العناصر والهيئات التي تخلق تفاعلات ناجحة خاصة بالتسويق. فهي العمليات التي تربط بين السلع وخدمات الشركة والأفكار الجديدة التي تطرحها الشركة. كما تربط ما سبق بمتطلبات العملاء والإمكانيات المادية والمالية التي تملكها الشركة وإمكانات العملاء المادية. ويمكننا أن نوضح الفرق أكثر من خلال تقديم عناصر المزيج الترويجي والتي هي:

  • البيع الفردي أو الشخصي.
  • الإعلان والترويج.
  • العلاقات العامة: وفي هذا العنصر يجب الاهتمام إلى العلاقات مع العملاء والشركات الأخرى أو حتى الشركات المنافسة.
  • تنشيط وتطوير المبيعات، مما يؤدي إلى زيادة المبيعات.
  • وأخيرًا عنصر النشر الذي يكون مجاني بهدف نشر السلعة وتعرف العملاء عليها.

مراحل المزيج التسويقي

يمر المزيج التسويقي بعدة مراحل وهذه المراحل ترتبط بمراحل دورة حياة المنتج، وفيما يلي سنتطرق إلى تلك المراحل:

  • مرحلة التطوير: وفي هذه المرحلة قد يكون المنتج مجرد فكرة أو منتج جاهز لم ينتشر في الأسواق بعد. المزيج التسويقي في هذه المرحلة يركز على خلق طرق لنشر الوعي في الأسواق وتعريف العملاء بالمنتج.
  • مرحلة التقديم: وهنا يكون المنتج قد انتشر في الأسواق، وهنا قد تكون المبيعات منخفضة إلا أنّه أمر عادي لأن هذه البداية فقط. وينصب المزيج التسويقي على نشر المنتج في المكان الصحيح وبالسعر المناسب كنوع من أنواع التسويق للمنتج.
  • مرحلة النمو: وبعد مرحلة التقديم تأتي مرحلة النمو، وهنا يقوم المزيج التّسويقي بإبراز مزايا المنتج وفوائده. كما من الضروري معرفة منتجات الشركات المنافسة ووضع خطة للتغلب عليها.
  • مرحلة النضج: بعد التغلب على الشركات المنافسة، يخلق المزيج التسويقي ثقة وولاء العملاء من خلال العروض والجوائز.
  • مرحلة الانحدار: وهي المرحلة الأخيرة من مراحل المزيج التّسويقي فبعد أن أصبح العملاء بحاجة أقل إلى المنتج يدخل في هذه المرحلة. وهنا يركز المزيج التسويقي على الحفاظ على علامة الشركة التجارية، وخلق أثر إيجابي جديد، كما يتم دراسة تغيير المنتج وتطويره هنا.  لتبدأ المراحل السابقة من جديد.

وفي الختام ما زال المزيج التّسويقي محافظًا على مكانته منذ انطلاقه بشكلٍ فعلي في العام 1953. وقد أثبتت جميع التجارب التي مرت بها أي شركة أن المزيج التسويقي هو من الأمور الجوهرية التي تساهم وتضمن نجاح المنتج والشركة التي تقدمه. وبعد أن قدمنا لك مثال على المزيج التسويقي وخصائصه والمزيد عنه من المؤكد أنّك أصبحت على دراية بأهميته.