في يومنا هذا، وبعد تطور آفاق التكنولوجيا، وتعرّض البشرية لجائحة كورونا التي فرضت على الجميع الالتزام بالمنازل. بات العمل عن بعد ضرورةً من ضروريات الحياة، ووظيفةً جدية كغيرها من الوظائف التقليدية التي تحتاج لمهاراتٍ عديدة وتدريب وتقنيات معينة بغية تحقيق النجاح، والوصول إلى الهدف المراد، وتحقيق الإنتاجية في العمل. فإذًا ما هي المهارات المطلوبة للعمل عن بعد؟ وماذا يلزم للحصول عليها؟ تابعوا معنا المقال التالي للتعرّف على أهمّ المهارات اللازم توافرها عند العمل عن بعد.

التنظيم وإدارة الوقت

من الممكن أن تعتقد أنّ وقتك حرٌّ، ويمكنك العمل متى شئت بما أنّ العمل عن بعد. ولكن يجب أن تضع في اعتبارك موضوع الالتزام في تسليم أعمالك، وحاجة مديرك لانضباطك في العمل والتزامك به. وهذا بدوره يحتّم عليك تنظيم وقتك في المنزل، وضبطه، وإدارته بالشكل الصحيح.
لذلك عليك أن تشرح لعائلتك في البداية طبيعة عملك وحاجتك للهدوء والتفرّغ أثناء العمل، وأن تخصص مكتبًا ثابتًا في منزلك للعمل، وللاجتماع مع المدراء. وذلك للتمكن من التركيز في إنجاز العمل بالوقت المطلوب.

التحفيز الذاتي

فمن الممكن أن تشعر بالوحدة والملل أثناء عملك عن بعد، وتحتاج إلى شخص بجانبك يحفّزك على الاستمرار لإنجاز العمل. وهذا من البديهي حصوله بسبب بيئة العمل التي تفرض ذلك. ولكن عليك أن تحفّز ذاتك وقدراتك بشكلٍ ذاتي، وأن تتذكر أهدافك التي تريد تحقيقها.
فالتحفيز الذاتي من المهارات الأساسية التي تلزمك لتستمرّ في تأدية مهامك، وتطوير نفسك، ووصولك لأعلى مراتب الإنجازات العملية، وكذلك الشخصية. ويلزم لتحقيق ذلك أن تضع أهدافك أمام عينك، وأن تتذكر باستمرار أن النجاح يحتاج إلى الهدوء والصبر والتأني والاجتهاد. وكذلك أن تحيط نفسك بالأشخاص الإيجابيين القادرين على تحفيزك وتشجيعك على العمل.

المرونة ورحابة الصدر

في الواقع، إن طبيعة العمل عن بعد هي بحدّ ذاتها أكبر مثالٍ عن المرونة. إذ يكفي أنّك من تحدد الزمان والمكان، وأنك تعمل براحتك بعيدًا عن ضغط العمل المتعب، وانتقادات محيطك ليكون عملك مرنًا. وبالرغم من ذلك، فإنك تحتاج أن تكون مرنًا بشكلٍ أكبر، ومتقبّلًا لمستجدات العمل.
فمن الممكن أن تطرأ بعض التغييرات على عملك، والتي قد تضطرك لتقبل حالات جديدة، والتكيف معها. أو قد تُفرَض عليك قوانين جديدة، أو تتعرّض لمشاكل تقنية. وكل ذلك بالطبع يحتاج إلى مرونة في التعامل، ومقابلة المستجدات بكل رحابة صدر للتكيّف مع العمل بكافة تغيراته.

أسلوب التفاوض والإقناع

من أهم المهارات المطلوبة للعمل عن بعد هي القدرة على وضع أسلوب التفاوض والإقناع. فبذلك، يمكنك أن تشرح وجهة نظرك وتوصل فكرتك بشكل جيد، وبالمقابل عليك أن تتقبل آراء الآخرين. فإمّا أن تتفاوض معهم، أو أن تقنعهم بأسلوبك الخاصّ.
ويلزم لذلك أن تكون واثقًا من نفسك، وأن تعرف خلفيات الأشخاص الذين ستتناقش معهم قبل أن يتفاوضوا معك. فهذا ينهي الأمر بحلول مناسبة لكلا الطرفين.

الإبداع في العمل

يتحدد الإبداع في العمل بمدى قدرتك على العمل بشكلٍ مثالي، وإيجاد الحلول المناسبة عند التعرض للمشاكل، وكذلك بخلق أفكار جديدة مساعدة على تطوير العمل، ونموه.
فعندما تنظم وقتك، وتعمل بجد ومثابرة، وتسعى دائمًا لتطوير عملك والسعي للأفضل. لا شكّ أنك ستستطيع حينها أن تبدع في عملك، وأن تشجع غيرك على العمل عن بعد.

استخدام الوسائل التقنية

وهي من المهارات العملية اللازمة في العمل عن بعد إلى جانب المهارات الشخصية. فمن البديهي أن العمل عن بعد يحتاج إلى حواسب آلية وإنترنت ومعرفة بالأدوات التقنية. كما يتطلب مهارةً في الكتابة السريعة على الكيبورد، ومهارات في التعامل في البرامج التقنية المخصصة للتواصل.
لذلك تعتبر هذه المهارات في استخدام الوسائل التقنية من أساسيات العمل عن بعد. حيث يلزمك التعرف عليها وإتقانها في حال رغبت بالبدء في العمل عن بعد.

مهارات التواصل عن بعد

والتي تتضمن حسن الاستماع، والتحدث، والصبر، والمناقشة وتلقي النقد بشكل لائق، واحترام وجهات نظر الآخرين في أعمالك. حيث يختلف واقع العمل المباشر عن العمل عن بعد من حيث البيئة. لذا يجب أن تكون أكثر حكمةً واتزانًا في كلامك، وأن تنمّي مهارات التواصل لديك، وأن تعزز روح التعاون وتعمل بروح الفريق. وبذلك تتمكّن من كسب صداقة شركائك، وتقوية علاقة العمل معهم.

مهارات التسويق

إذا كنت من الأشخاص الذين يعملون عن بعد ضمن مجالات الأعمال الحرة. فإن مهارات التسويق لأعمالك بغرض جذب العملاء تعتبر من المتطلبات الأساسية التي لا يمكن الاستغناء عنها. لذا عليك أن تتعلم كيفية التسويق لنفسك، ولأعمالك، ولسيرتك الذاتية. وبذلك تتمكن من عرض خدماتك وإبراز مواهبك الشخصية، ومواهب الشركة التي تعمل معها. الأمر الذي ينمي عملك، ويساهم في رفع مستواك المهني.

مهارات اللغة

من الضروري أن تكون متقنًا للغةٍ أخرى على الأقل غير لغتك الأم. فهذا يساعدك على تسهيل أعمالك، وتسهيل تواصلك مع زملائك حتى لو كان موقع عملك عربيًا. كما تساعدك مهارات اللغة في التوظيف في شركات أجنبية، أو العمل مع أصحاب الأعمال الأجانب. وبالتالي تزداد فرصك في اختيارك للوظيفة التي ترغب بها سواء كانت الشركة أجنبيةً أم لا.
ويلزم لتنمية مهاراتك في اللغات أن تبقَ على اطلاع دائم بالمواد الأجنبية، وأن تخصص وقتًا معينًا لدراسة الكورسات الأجنبية، وكذلك لتعلم كيفية التحدث والتواصل بتلك اللغة.

وفي الختام، وبعد التعرف على كل ما يخص ما هي المهارات المطلوبة للعمل عن بعد. نجد أن المهارات اللازمة لتحقيق النجاح في هذا النوع من العمل تشترك ما بين المهارات الشخصية والعملية. ولا بدّ من توافر تلك المهارات في كافة الأعمال بما فيها الأعمال عن بعد.