التفكير الاستراتيجي:

يعرف التفكير الاستراتيجي بأنه عملية ذهنية أو تفكير يطبقه الفرد من أجل تحقيق هدف أو مجموعة أهداف في لعبة أو أي مسعى آخر، فهو يصنف أنه نشاط معرفي ينتج عنه التفكير.

فعند تطبيق التفكير الاستراتيجي في عملية إدارة استراتيجية تنظيمية فهو يتضمن عندها تكوين وتطبيق رؤى وفرص عمل فريدة تهدف إلى خلق ميزة تنافسية لشركة أو مؤسسة فالتفكير الاستراتيجي يمكن القيام به بشكل فردي أو بالتعاون مع الشخصيات الرئيسية للقيام بتغيير إيجابي لمستقبل المؤسسة.

أدوات التفكير الاستراتيجي:

يتفق الكثير من الباحثين إلى أن ثمة تنوع في عناصر التفكير الاستراتيجي وأدواته التي يستخدمها الفرد في عمليات التفكير ويمكن إيجازها على النحو التالي:

منظور الأنظمة:

  • وهو جعل التفكير الاستراتيجي جزءا أساسيا من الأنظمة الداخلية والخارجية فالمفكر الاستراتيجي لديه تصورات للنماذج العقلية لعمل النظم لخلق القيمة المتوخاة ويفهم الترابط الداخلي بينها والأهم من ذلك أنه يتصرف بناء على هذه الأنظمة دون أن يصبح أسيرا لها.

التركيز على الغاية:

  • تفكير الاستراتيجي هو الدافع وراء الغاية فهو يتضمن وجهة نظر محددة حول أداء السوق على المدى الطويل أو المركز التنافسي الذي تأمل الشركة في بناءه على مدار العقد القادم أو نحو ذلك وبالتالي يبني شعورا بالتوجه المطلوب الذي يجب أن تتخذه المؤسسة.

التفكير في الوقت المناسب:

  •  التفكير في الوقت المناسب لديه ثلاث مكونات:
  • الاعتراف بأن المستقبل ليس له مكان يمكن أن يأتي منه إلا الماضي وبالتالي فإن الماضي له قيمة عالية في التنبؤ.
  • الاعتراف بأن ما يهم في بناء المستقبل هو الخروج من عباءة الماضي وإجراء التغييرات المناسبة في الحاضر للانطلاق إلى المستقبل.
  • المقارنة المستمرة ومراقبة التغييرات بين الماضي والحاضر إلى المستقبل مع مراعاة التغييرات المرتقبة.

اقتناص الفرص بذكاء:

  •  يجب أن يوجد مجال دائم للاقتناص الذكي للفرص التي لا تؤدي إلى الريادة في الاستراتيجية فحسب بل وتفسح أيضا مجالا لظهور استراتيجيات جديدة ناشئة، فعنصر الاقتناص الذكي أكثر ملائمة للبيئة المتغيرة وهذا يتطلب أن تكون المنظمة قادرة على ممارسة الاقتناص الذكي في المستويات الأدنى مثلها مثل المستويات الأعلى، فأحد أهم المظاهر الهامة لمقدرة الشركات هو مقدرة كل منها على التكيف دون الاضطرار إلى الاعتماد على البصير الاستثنائية للإدارة العليا.

العمل بناء على الفرضيات:

  •    قد تبدو هذه الأداة أكثر غرابة بالنسبة لمديري الأعمال من الأدوات الأخرى في التفكير الاستراتيجي ومع ذلك في بيئة تتزايد فيها المعلومات باستمرار ويتناقص فيها وقت التفكير فإن القدرة على تطوير فرضيات جيدة واختبارها بكفاءة أمر بالغ الأهمية حيث إن العمل بشكل جيد مع الفرضيات كفاءة أساسية لأفضل الشركات.

أهمية التفكير الاستراتيجي وفوائده:

إن التفكير الاستراتيجي يشير إلى توافر القدرات والمهارات الضرورية للقيام بالتنبؤات المستقبلية مع إمكانية صياغة الاستراتيجيات واتخاذ القرارات المتكيفة مع حياة المنظمة لكسب معظم المواقف التنافسية في ظل مواردها المحدودة، ويمكن توضيح أهمية التفكير الاستراتيجي مم خلال النقاط التالية:

  • ترتيب الأولويات وتحديدها وإشاعتها بين العاملين.
  • تطوير القدرة على تشكيل المستقبل.
  • وضوح الرؤية فهو مثل البصر والبصيرة للإنسان.
  • تقليل نسبة الخطأ في التعامل مع المواقف واتخاذ القرارات.
  • التطوير والتحديث المستمرين مما يلزم لتحسين الأداء.
  • حسن التعامل مع الأحداث والوقائع من خلال استغلال عنصر الوقت.
  • الاستعداد بالحجم الكافي من الإمكانيات الفكرية والمادية والبشرية.

مبادئ التفكير الاستراتيجي:

هناك عدة عوامل يتطلب توافرها للتفكير الاستراتيجي الفاعل ومن أهمها ما يلي:

  1. تفكير الاستراتيجي يتطلب التزاما من القيادة: حيث يصعب تصور وجود تفكير استراتيجي أو نجاحه في منشأة ما إذا لم تكن الإدارة العليا مهتمة بهذا التوجه وتقدم الدعم المطلوب بشكل واضح وفعلي.
  2. التفكير الاستراتيجي وسيلة وليس غاية: فالقصد منه هو الوصول إلى قرارات وعمليات تؤدي إلى أداء أفضل وكفاءة عالية في المنشأة.
  3. تفكير الاستراتيجي يتطلب توسيع المشاركة في العملية الاستراتيجية.
  4. التفكير الاستراتيجي عملي وليس نظري: فالعملية الاستراتيجية عملية معقدة وليست منتظمة ومباشرة كما تتضمن العديد من العوامل والمتغيرات.
  5. يرتبط التفكير الاستراتيجي بضرورة تقييم واقع الحال.

سمات التفكير الاستراتيجي:

  • النظر إلى الأمام والتوجه المستقبلي.
  • النظرة الشمولية من خلال النظر في جميع الاحتمالات.
  • الاعتماد على الالهام المبدع المبني على الوعي والإدراك.
  • يحدد القضايا أو الفرص الرئيسية ويقتحم مجالات جديدة.
  • الانتقال من ردود الأفعال قصيرة الأجل إلى الأمد البعيد.
  • الحاجة إلى الإبداع.
  • النظر بعيدا أي اختراع مستقبل لن يتحقق إلا لمن يسعى إلى اختراعه.

الفرق بين التفكير الاستراتيجي والتفكير العملي (التشغيلي):

التفكير الاستراتيجي:

  • أطول زمنيا.
  • يقوم على الإدراك.
  • ذهني وتصوري.
  • يقتحم مجالات جديدة.
  • يحدد القضايا أو الفرص الرئيسية.
  • يتسم بالفعالية.
  • أسلوبه نظري.
  • منظوره يكون من أعلى.

التفكير التشغيلي:

  • فوري.
  • ملموس.
  • عملي وتطبيقي.
  • يؤدي إلى حلول لمشاكل الأداء القائمة.
  • روتيني وقابل للاستمرارية.
  • يتسم بالكفاءة.
  • أسلوبه عملي.
  • منظوره متاح لمن يقف على الأرض.

على الرغم من أن هناك فروق كبيرة بين التفكير الاستراتيجي والتفكير التشغيلي إلا أنهما في النهاية يعتبران مكملان لبعضهما البعض نظرا لأن استمرار أي تنظيم في تحقيق النجاح يتطلب توافر كفاءات في كل من التفكير الاستراتيجي والتفكير التشغيلي.