هل تعلم ما هو فائض الاكتتاب وطريقة تخصيص الأسهم للاكتتاب في السوق؟ وهل لديك المعلومات الكافية عن هذا الجانب المالي؟ لا عليك عزيزي. سنقوم في سياق حديثنا التّالي بالعمل على تقديم أفضل شرح ممكن لإجابتك على معظم هذه التساؤلات. حيث سنتحدّث في سبيل تعريف الاكتتاب، وتوضيح سبب اعتماد الشركات عليه بغية زيادة رأس المال المتداول فيها. علاوة على ذلك كلّه سنشرح لك مفهوم فائض الاكتتاب، ونوضّح لك هذا المفهوم بشكل مناسب. كما أنّنا سنعمل على ذكر طريقة تخصيص الأسهم للاكتتاب. فالاكتتاب بشكل عام يعتبر من أهمّ التوجهات الحديثة الّتي تلجأ إليها الشركات حول العالم في سبيل زيادة رأس المال المتداول فيها.

والأهم من ذلك كلّه، فإنّ المعنى الإنجليزي لكلمة اكتتاب هو IPO والذي يعتبر اختصارًا لكلمة Initial Public offering، أي الطرح العام الأوّلي، أو الاكتتاب العام للشركة. وقد لوحظ تزايد كبير لأهميّة الاكتتاب حول العالم، حيث يوجد عدد كبير من الشركات العالمية الّتي تتبع هذا الأسلوب مثل فيسبوك، وتويتر، وعلي بابا، وغيرها الكثير من الشركات. ومن المعروف أنّ هذه الشركات تجمع الملايين من الدولارات خلال اليوم الواحد فقط من خلال الاعتماد على الاكتتاب.

ما هو فائض الاكتتاب وطريقة تخصيص الأسهم للاكتتاب

ما هو فائض الاكتتاب

يعرّف فائض الاكتتاب على أنّه زيادة الطلب على الاكتتاب ضمن أسهم شركة معيّنة، وذلك بعد عملية الطرح الأوّلي العام للأسهم الخاصة بالشركة في السوق. وتعمل الشركات على التعبير عن فائض الاكتتاب بقيمة استهداف الأسهم من خلال نسبة مئوية من قبل جميع قطاعات الاستثمار المتاحة. وتحديد النسبة الكبيرة للعرض، مما يساهم في تكوين تجاوزًا في الاكتتاب. ومن الطبيعي أن يؤدي الإفراط في الاكتتاب إلى زيادة سعر الطرح العام، أو من الممكن أن يسهم في زيادة عدد الأسهم المعروضة للاكتتاب ضمن المجموعات المستهدفة.

طريقة تخصيص الأسهم للاكتتاب

من الوارد جدًّا أن يتأثر تخصيص الأسهم للاكتتاب بسبب الإفراط في الاكتتاب، وبسبب هذا التأثير ستختلف قواعد، وشرح طريقة تخصيص الأسهم بين الفئات المختلفة للمستثمرين، وفق ما يلي:

  • تخصيص الأسهم للمؤسسات، ففي حال تمّت عملية الاكتتاب في الطرح العام الأولي للمؤسسة 4 مرّات، فإنّ صاحب الطلب المتقدّم بطلب للحصول على 100000 سهم سيتمكّن من الحصول على 25000 سهم فقط.
  • تخصيص الأسهم للأفراد أصحاب الملاءة المالية العالية في حالة الاكتتاب المفرط ضمن هذه الفئة، حيث سيتمّ تخصيص عدد أسهم أقل من العدد المطلوب من قبل هؤلاء الأفراد. وسيكون إجمالي عدد الأسهم المخصصة للاكتتاب هو الناتج الإجمالي لعدد الأسهم المطبقة فقط، مقسّمًا على عدد الاشتراكات الزائدة.
  • تخصيص الأسهم للمستثمرين، والأفراد حيث تقوم الشركة بإصدار الاكتتاب على هيئة قوائم، ومن الممكن أن يقوم الأفراد بالاكتتاب على الأسهم من خلال مضاعفات اللوتات المصدرة. وفي المقابل سيحصل كل فرد تقدّم بطلب الحصول على الأسهم على سهم واحد على الأقل في حال حصول زيادة في الاكتتاب.

أنواع الاكتتاب

الاكتتاب العام

يعرف الاكتتاب العام بأنّه المشروع الضخم الذي ينفّذه شخص واحد، أو مجموعة من الشركاء، مع وجود الرغبة لدى الجهة المنفذة في توزيع عدد كبير من الأسهم الخاصة بالمشروع على أكبر عدد ممكن من الناس. وتعرف هذه المجموعة من الناس باسم صغار المستثمرين، بما يعني أنّهم يمتلكون عددًا قليلًا من أسهم المشروع. علاوة على ذلك يحافظ كبار المستثمرين، ومؤسسي المشروع على مسألة امتلاكهم للنسبة الأكبر من الأسهم مقارنةً مع صغار المستثمرين. ويعود السبب في ذلك من أجل الحفاظ على موقعهم الريادي كصنّاع للقرار ضمن المشروع.

الاكتتاب الخاص

يتعلّق هذا النوع من الاكتتاب بالمشاريع الصغيرة، والمتوسطة، ويعرف باسم الاكتتاب المغلق. حيث يكون مؤسسي هذا المشروع من أصحاب رؤوس الأموال ولا يحتاجون إلى إدخال فئة صغار المستثمرين ضمن المشروع. بل يستهدفون الحصول على فئة كبار المستثمرين فقط، وذلك في سبيل إبقاء ملكية المشروع ضمن نطاق ضيّق، ومحدود من الأشخاص. والأهم من ذلك كلّه، يعرف هذا النوع من الاكتتاب باسم اكتتاب الحجرات، وهذا يعني اقتصار الاكتتاب بشكل دائم ضمن نطاق مجموعة من الأشخاص الذين يعرفون بعضهم البعض.

مميزات وعيوب الاكتتاب في الأسهم

مميزات الاكتتاب في الأسهم

  • يساهم الاكتتاب في الأسهم في عملية جذب التمويل اللازم للاستثمار في الشركات، وذلك في سبيل بيع الأسهم أو إصدار أسهم جديدة تعمل على دعم رأس المال العام للشركة.
  • يعمل الاكتتاب على مسألة توفير تقييمات مستقلة للشركة، وذلك عن طريق متابعة الشركة من لحظة دخولها إلى السوق المالي من خلال رصد استثماراتها. ومتابعة حركاتها المالية المقيّمة من قبل كافّة المستثمرين.

عيوب الاكتتاب في الأسهم

  • تتطلب مسألة تنفيذ عملية الاكتتاب الكثير من الوقت، وهذا الأمر سيفضي إلى غياب أصحاب الشركات عن قسم كبير من أعمالهم. مما سيسبب تأثير سلبي واضح على نسب أرباح الشركات.
  • علاوة على ذلك، تخضع الشركات المساهمة العامة لعملية تدقيق دوري ومستمر من قبل الهيئة المسؤولة عن تبادل الأوراق المالية. وهذا الأمر سيؤدي إلى إعلان مباشر عن كثير من أعمال الشركة، مما سيعرضها لخطر متابعتها من قبل المنافسين في الأسواق المالية.
  • بالإضافة إلى ذلك، يلاحظ انعدام قدرة أصحاب الشركات على الاستفادة من الأسهم. وذلك تزامنًا مع طلب المستثمرين الرئيسيين إعادة تجميع أموال الشركة.

طريقة الاكتتاب الناجحة في الأسهم

  • في بداية الأمر يتمّ فتح باب الاكتتاب العام على الأسهم أمام الجمهور. ويتمّ تحديد سعر طرح الأسهم من خلال الشركة المصدر، والبنك، وشركات السمسرة. ولكن بشرط موافقة هيئة سوق المال المشرفة على السعر المحدد.
  • ومن بعد ذلك يعمل المستثمرين الراغبين في الاكتتاب على تقديم طلباتهم في سبيل شراء الأسهم عن طريق عملية الاكتتاب.
  • وبعد عمليّة إصدار الأسهم يتمّ العمل على إدراج الشركة ضمن جداول البورصة، في سبيل تمكين المستثمرين من التداول. وفي هذه المرحلة يتحرّك السهم صعودًا وهبوطًا حسب حركة الطلب والعرض في السوق المالي.
  • والأهم من ذلك كلّه، يجب إجراء مقارنة بين سعر الاكتتاب في العديد من الشركات العاملة في نفس المجال. وذلك في سبيل التحقّق من أنّ السعر غير مبالغ فيه، أو أقل من قيمته الفعليّة.
  • وفي المرحلة التّالية وبعد حصول المستثمرين على الأسهم بعد شرائها من الشركة. سيكون لهم مطلق الحرية في المشاركة ضمن مجال اتخاذ القرارات داخل الشركة.
  • ومع الوصول إلى نهاية العام يتمّ العمل على توزيع الأرباح الّتي حصلت عليها الشركة على المساهمين. وذلك تبعًا لمقدار حصصهم في رأس المال.

ومن خلال كلّ ما سبق، نلاحظ بأنّ عملية الاكتتاب على الأسهم أصبحت رائجةً إلى حدّ كبير حول العالم. ومن الواضح بأنّ مسألة فائض الاكتتاب وطريقة تخصيص الأسهم للاكتتاب مسألة في غاية الأهميّة. ويجب متابعتها بدقّة في سبيل تحقيق الربح المالي المنتظر ضمن مجال العمل هذا.