يعرّف التسويق الداخلي أو الـ Inbound marketing بأنه عبارة عن حل ديناميكي يركّز على المشتري أو العميل من ناحية تلبية احتياجاته ورغباته وحتى عمليات الشراء، بحيث يخدم البائع أو النشاط التجاري من دون تكاليف. يهدف هذا النوع من التسويق إلى تقديم محتوى بنّاء يستهدف المشتريين من أجل جذبهم إلى المنتجات التي تناسبهم وإسعادهم طيلة فترة حياتهم الشرائية.

منهجية التسويق الداخلي

يركّز التسويق الداخلي ببساطة، في منهجية فهم المحتوى وشكل السياق المناسب لتوجيهه نحو العملاء أو المشتريين، ويجب أن يركّز النشاط التجاري على إنشاء محتوى محسّن بالكامل لعمليات البحث في الويب ومشاركته بوسائل التواصل الاجتماعي، كما يجب فهم المحتوى الأكثر جاذبيةً وإغراءً للعملاء المحتملين بالاعتماد على أرقام وإحصائيات المبيعات الخاصة بالنشاط التجاري، ويمكن الاستفادة أيضًا من منهجية التسويق الداخلي في تخصيص الرسائل النصية القصيرة ورسائل البريد الإلكتروني والعروض الترويجية الأخرى المختلفة في المنتجات لتعزيز قيمة وولاء العملاء.

تكمن منهجية التسويق الداخلي في ثلاثة عناصر أساسية:

  • الجذب: يتم ذلك من خلال تقديم محتوى ومحادثات قيّمة مع العملاء أو المشتريين تجعلهم يثقون بالنشاط التجاري ويريدون التعامل معه.
  • الانخراط: تقديم رؤى وحلول تتماشى مع نقاط الضعف الموجودة في النشاط التجاري والأهداف بحيث تزيد من احتمالية شراء العملاء للمنتجات أو الخدمات
  • البهجة: تقديم المساعدة والدعم المستمرين لتمكين العملاء أو المشتريين من تحقيق النجاح في عملية الشراء

الفوائد

يساعد الـ Inbound على جذب العملاء المناسبين لنشاط تجاري معيّن، وحثهّم على التحوّل إليه بشكلٍ لطيف وإسعادهم باستمرار من خلال العروض والخدمات المميزة، ونظرًا لأنَّ التسويق التقليدي أصبح قديمًا ولم يعد يجذب المشتري الحديث فإنَّ التسويق الداخلي يعتبر الخيار الأفضل لكسب ثقة العملاء وسد الفجوة في ضعف المبيعات.

تعتمد فكرة هذا النوع من التسويق على تعزيز معرفة العملاء بالخدمات والمنتجات أو الصناعة التي يقدّمها النشاط التجاري أيًا كان مجاله. ولكي يستطيع الشخص أو الجهة التجارية من زيادة المبيعات، يجب تنمية العلامة التجارية وترسيخ الشركة في أذهان العملاء كقائد بأفكار وحلول ابداعية متفرّدة.

لكي يكون التسويق الداخلي فعّالًا يجب أن يركّز في تقديم محتوى مخصّص لاستهداف شخصية المشتريين في الوقت المناسب، وإعدادهم لاتخاذ قرارات مستقلّة دون شعورهم بالضغط خلال عمليات الشراء.

الاستراتيجيات

للتسويق الداخلي ثلاث استراتيجيات رئيسية:

أدوات الجذب

  • الإعلانات
  • الفيديوهات
  • التدوين
  • وسائل التواصل الاجتماعي
  • المحتوى الاستراتيجي

أدوات المتابعة

  • التسويق عبر البريد الإلكتروني
  • الإدارة القيادية
  • المحادثة الآلية
  • أتمتة التسويق

أدوات البهجة

  • المحتوى الذكي
  • التسويق عبر البريد الإلكتروني
  • صندوق الوارد الخاص بالمحادثة
  • إعداد الإسناد
  • أتمتة التسويق

فلسفة التسويق الداخلي

في عصر القرن الحادي والعشرين، أصبحت الإعلانات بأنواعها المختلفة، سواء المتلفزة أو المذاعة أو المطبوعة أكثر صخبًا وإزعاجًا، نتيجةً للعشوائية والأغراء الزائف. والذي جعل المستهلكين منهكين ذهنيًا بسبب الادعاءات الكاذبة والمعلومات المضلّلة مما اضطرهم لإجراء بحثٍ متنوع لمنتجات أو خدمات معينة قبل شراءه بغض النظر عن تشويق وإثارة الإعلان.

وفي هذا الجانب ساعدت التكنولوجيا على التهرّب من هذه الإعلانات من خلال أدوات عدّة مثل:

  • معرّف المتصل
  • فلاتر بريد السبام
  • حظر الإعلانات

إضافةً إلى مساعدة التكنولوجيا في توفير الحلول الفعّالة للمشتري الحديث عند بحثه عن المنتجات أو الخدمات التي يهتم بشرائها، تهدف فلسفة الـ Inbound إلى عدم إهدار وقت وطاقة المشتريين أثناء البحث ومدهم بالمعلومات والحقائق المفيدة في صورة محتوى جاذب. كما تعمل على مواءمة هذا النوع من المحتوى مع اهتمامات المشتريين لجذب الفئات الصحيحة منهم ليصبحوا عملاء دائمين.

الفرق بين التسويق الداخلي والتسويق التقليدي

  • التسويق الداخلي: يدور حول المشتري، من خلال إتاحة المعلومات المستمرة للمستهلكين لاتخاذ قرارات شراء مستقلة وفعّالة. كما أنه لا يركز على ما تبيعه الشركة من خدمات أو منتجات وإنما التعريف بماهية هذه الشركة ودوافعها من البيع.
  • التسويق التقليدي: يركّز حول البائع من خلال عرض خصائص ميزات منتجاته أو خدماته دون التطرّق إلى أهداف وأغراض الشركة من البيع، مع التركيز على الإعلانات العشوائية والمزعجة.

يتضح من المقارنة بين الاثنين، أنَّ شركات التسويق الداخلي تهتم بالمعلومات والمحتوى المفيد لعملائها والسعي لحل مشاكل المشتري وبناء علافة مستمرة، بينما يتسم التسويق التقليدي بفرض البيع على العملاء من دون التركيز على اهتماماتهم وتلبية احتياجاتهم الأساسية من عمليات الشراء.

الفرق بين التسويق الداخلي والتسويق الرقمي

يعد التسويق الرقمي أحد المكونات الاستراتيجية للتسويق الداخلي، لكنه يؤدي وظائف مشتركة سواء في أساليب التسويق الداخلي أو التقليدي وإيصال رسالته لأكبر عدد من الأشخاص أيًا كان الأسلوب المتبع في التسويق. إلا أنه يكون أكثر دقةً واستهدافًا للعملاء أو المشتريين في التسويق الداخلي.